"أرادوا إذلالنا".. فلسطينيات يروين تعرضهن للإساءة في السجون الإسرائيلية

منذ 8 أشهر 98

يروي أحد المعتقلين أن حراس سجن كِتسيعوت تبوّلوا عليه، وشاهد معتقلين عراة أخضعوا لعمليات تفتيش أجبروا خلالها على الوقوف قريبين من بعضهم البعض، ثم أدخل الحراس أجهزة تفتيش في مؤخراتهم.

اعتقدت نبيلة الفلسطينية البالغة من العمر 39 عاما، أن المدرسة التابعة للأمم المتحدة في مدينة غزة كانت ملاذا آمنا، ولكن القوات الإسرائيلية داهمت المكان بعد ذلك، فأمرت الرجال بخلع ملابسهم واقتادوا النساء إلى المسجد لتفتيشهن وهن عاريات. وهكذا، بدأت ستة أسابيع في الحجز الإسرائيلي، تضمنت الضرب والاستجواب المتكرر تحت تهديد السلاح.

ويأتي هذا بعد تنفيذ الفصائل الفلسطينية عملية طوفان الأقصى (7 أكتوبر 2023) التي أمسكوا خلالها بنحو 250 رهينة إسرائيلية، بقي منهم الآن 123 تقريبا، بغرض مبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وتقول نبيلة التي لم تكشف عن لقب عائلتها خشية تعرضها للاعتقال مرة أخرى: "إذا رفعنا رؤوسنا أو همسنا بكلمة ضربونا على رؤوسنا".

قالت نبيلة إنها نقلت بين مراكز حجز مختلفة داخل أراضي 48 وسط مجموعة مختلطة، قبل أن تصل إلى سجن الدامون في الشمال، حيث قدر عدد المحتجزات بنحو 100 امراة. واستغرق اعتقال نبيلة 47 يوما مروعا.

لقد اعتقلت القوات الإسرائيلية مئات الفلسطينيين منذ 7 اكتوبر، بحثا عن مقاتلي الفصائل الفلسطينية، وجمع المعلومات الاستخباراتية.

تتحدث نبيلة عن ظروف الاعتقال فتقول: "تكاد أجسادنا تتجمد من شدة البرد، ويجبروننا على الجثو على ركبنا أرضا، ويطلقون موسيقى صاخبة ويصرخون لترهيبنا وكانوا يريدون إذلالنا، وكنا مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين وأرجلنا مكبلة بالسلاسل".

وخلال بقائها ثمانية أيام في منشأة غير معروفة جنوب إسرائيل، قالت نبيلة إن الطعام كان شحيحاً، وإن الحراس قاموا ذات مرة برمي وجبات المحتجزين، وطلبوا منهم أن يأكلوا من الأرض.

وتروي امرأة أخرى تعرضت بدورها إلى الاعتقال، أن القوات الإسرائيلية أمرتها قبيل نقلها إلى سجن الدامون بتقبيل العلم الإسرائيلي، وعندما رفضت، جذبها جندي من شعرها ولطم وجهها على الحائط.

وأفاد فلسطينيون اعتقلتهم القوات الإسرائيلية في غزة خلال الأشهر الأخيرة من الحرب على القطاع، أنهم تعرضوا للإيذاء الجسدي والإهمال إلى حد كبير على أيدي القوات الإسرائيلية. ولا يعرف عدد النساء أو القاصرين الذين تم احتجازهم.

وتقول مجموعات حقوقية إن السلطات الإسرائيلية تتعمد إخفاء فلسطينيي غزة وتبقيهم في الأسر دون محاكمة، ولا تعلم عائلاتهم أو محاميهم بمكان احتجازهم. من جانبها وصفت منظمة حقوق الإنسان الفلسطينية السجون الإسرائيلية بأنها "جهاز للتشفي والانتقام".