أخطر أنواع سرطان الجلد.. الغذاء والدواء توافق على علاج جديد للورم الميلانيني النقيلي

منذ 9 أشهر 155

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، الجمعة، على علاج جديد يعتبر الأول من نوعه يمكن أن يساعد المرضى الذين يعانون من الورم الميلانيني النقيلي، وهو شكل نادر ومميت من سرطان الجلد.

الدواء، الذي تصنّعه شركة Iovance Biotherapeutics التي تأخذ ولاية كاليفورنيا مقرًّا لها، حصل على موافقة لعلاج المرضى الذين فشلت معهم الأدوية الأخرى ولا يمكنهم إزالة سرطان الجلد بالجراحة، أو يعانون من انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم.

ويعد Amtagvi أول علاج خلوي يُستخدم لعلاج هذا النوع من سرطان الأورام الصلبة. 

وأوضحت الشركة أن الدواء سيصنّع في مدينة فيلادلفيا، مع القدرة على مساعدة ما يصل إلى "آلاف عدة من المرضى سنويًا".

ويعمل العلاج باستخدام الخلايا المناعية الخاصة بالشخص لمحاربة السرطان. 

ومن خلال هذا العلاج، سيقوم الأطباء بإزالة الأنسجة من أورام المريض ثم أخذ خلاياه المناعية وزراعتها في المختبر. 

وما أن يتوفر ما يكفي من الخلايا المناعية، يقوم الأطباء بإعادتها إلى المريض بواسطة الحقن، وتستمر الخلايا المناعية في التغلب على السرطان وتدميره.

ويحتاج المرضى إلى تلقي العلاج مرة واحدة فقط، وقد يستمر مفعول هذا العلاج لسنوات، وفق ما ذكره
الدكتور رايان سوليفان، المدير المساعد لبرنامج سرطان الجلد في مركز السرطان العام الشامل. 

وكان المركز موقعًا لإحدى تجارب العلاج الجديد، الذي خضع للتقييم في  مراكز عدة حول العالم.

وخلال التجارب، أشارت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى أنه "بين 73 مريضًا عولجوا باستخدام Amtagvi بالجرعة الموصى بها، كان معدل الاستجابة الموضوعية 31.5%، بينهم ثلاثة (4.1%) مرضى لديهم استجابة كاملة، و20 (27.4%) مريضًا لديهم استجابة جزئية.

وبين المرضى الذين استجابوا للعلاج، استمر تباعًا، 56.5%، و47.8%، و43.5% في الحفاظ على الاستجابات من دون تطور الورم، أو الوفاة لمدة 6 أشهر، و9 أشهر، و12 شهرًا على التوالي.

وأكدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن العلاج سيحمل تحذيرًا للمرضى مفاده بأنّ العلاج يمكن أن يسبب انخفاضًا حادًا في تعداد كريات الدم، وعدوى شديدة، ومشاكل في القلب والأوعية الدموية.

وتتّصل مخاطر العلاج الأخرى بالجراحة المرتبطة بالعلاج، وبالخضوع للعلاج الكيميائي المكثّف لمدة 7 أيام، الذي سيحتاجه المريض قبل تلقي العلاج.

وأشارت الشركة إلى أن الآثار الجانبية الأخرى قد تشمل القشعريرة، والحمى، والتعب، وسرعة ضربات القلب، والإسهال، والطفح الجلدي، وتساقط الشعر. 

وتختفي معظم الآثار الجانبية خلال الأسابيع القليلة الأولى. ورغم المخاطر، يقول الأطباء إن الفوائد التي تعود على المرضى قد تكون هائلة.

وقال سوليفان، الذي يشغل أيضًا منصب أستاذ مشارك بكلية الطب في جامعة هارفارد: "مع هذا العلاج، لا يقتصر الأمر على أن المرضى سيعيشون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع إضافية فحسب، بل قد يتم شفاء هؤلاء المرضى بالعلاج، أو بالحد الأدنى ربما يسيطرون على المرض لمدة سنتين، أو ثلاث، أو أربع سنوات وما فوق.

وستكون هناك حاجة لدراسات متابعة طويلة المدى لإظهار المدة التي يمكن أن يستمر فيها العلاج.

ويتم تشخيص حوالي 100،640 حالة إصابة جديدة بالورم الميلانيني سنويًا، وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية، ويموت أكثر من 8 آلاف شخص في الولايات المتحدة بسبب الورم الميلانيني كل عام.

ويشكل هذا السرطان نسبة 1% فقط من حالات سرطان الجلد، ولكنه مسؤول عن العديد من الوفيات المرتبطة بسرطان الجلد.

وأوضحت الدكتورة نيكول فردان، مديرة مكتب المنتجات العلاجية في مركز التقييم والأبحاث البيولوجية، أنّ "الورم الميلانيني هو سرطان يهدد الحياة وقد يخلّف آثارًا مدمرة في الأفراد المصابين به، مع وجود خطر كبير لانتشاره إلى مناطق أخرى في الجسم".

وأضافت:"تعكس الموافقة على العلاج الجديد تفاني إدارة الغذاء والدواء، والتزامها بتطوير خيارات علاجية مبتكرة وآمنة وفعالة لمرضى السرطان".

تشير الأبحاث إلى أن هذا النهج في علاج السرطان قد يكون مفيدًا لعلاج أنواع سرطانية أخرى يصعب محاربتها أيضًا.