استشارات متعلقة
تاريخ الإضافة: 10/6/2024 ميلادي - 3/12/1445 هجري
الزيارات: 42
♦ الملخص:
فتاة تزوج أبوها للمرة الثانية وأنجب، ولا تجد هي ولا أمها غضاضة في ذلك، لكن زوجة أبيها تريد العمل، وأن تترك لها ولأمها رعاية الأطفال، وهي تريد أن تصارح أباها أنهم لن يستطيعوا تحمُّل مسؤولية الأطفال، وتسأل: ما الرأي؟
♦ التفاصيل:
تزوج والدي للمرة الثانية، وأنجب، والحمد لله نحن غير مستائين، ونعيش أنا وأمي وزوجة أبي في سلام، كلٌّ في منزله، لكنَّ التغيُّر الحادث أن زوجة أبي تريد العمل والدراسة، وتطلب منا أن نعتني بإخوتنا - أطفالها - فأخبرتني أمي أن أنصح زوجة أبي بأن الأولَى أن تعتني بهم؛ لتمنحهم الحياة السَّوِيَّة، وإذا ما شبُّوا تستطيع أن تعمل، وأخشى ما أخشاه أن يغضب أبي إذا صارحناه بأننا لا نستطيع القيام بأمورهم؛ لأننا مرتبطون بأعمالنا وبيتنا، وأخشى أيضًا أن تحرمنا زوجة أبي من إخوتنا، فماذا أفعل؟
حيَّاكم الله أختي، أسأل الله أن يصلح حالكم، وأن ييسر أموركم.
أعجبني تقبُّلكم لزواج الوالد حفظه الله، وتعايشكم بسلام مع زوجته الثانية، أسأل الله أن يتم عليكم جميعًا طِيبَ الحال، وأن يحفظكم بحفظه.
أرى أنه من الممكن أن تتحدثوا مع الوالد في هذا الأمر، ليس من باب أنكم تتعبون، أو أنكم لا تريدون خدمتهم، وإن كانت خدمتهم كاملة غير واجبة عليكم، ولا على أمِّكم، حفظها الله.
لكن من باب أنهم يحتاجون إلى أمِّهم في هذا العمر، ولا بد من وجودها معهم؛ لأن دور الأم لا يستطيع أحد أن يحل محله، وانهماكها في العمل ما دام لغير ضرورة سيؤثر سلبًا على الأولاد، وإنكم كذلك تخشَون التقصير معهم؛ لأنها مسؤولية كبيرة.
صيغة الكلام بهذه الطريقة ستجعل أباكم لا ينزعج؛ لأنه يتضح منها حرصكم على إخوتكم لا تضجركم منهم، فإن قبِلَ الوالد ذلك، وفتح الله قلبه لهذه الكلمات، فبها ونعمت، وإلا فتُحكِّموا أحد الأمناء الثِّقات للتدخل وإقناع الوالد بألَّا يحمِّلكم ووالدتكم ما لا تستطيعون، لا سيما أنها كما تفضلتِ كبيرة في السن، فلا يُرضي الله أن نحمِّلها مسؤولية أولاد زوجها؛ لأجل خروج أمِّهم للعمل.
وفي نفس الوقت احرصوا على التعامل الطيب مع زوجة الوالد؛ لئلا يتعكر الصفو الذي بينكم، وأكثروا من الدعاء بأن يبلغكم الله مرادكم في خير وعافية.