"أحب لاجئ"... ألمانيات يقعن في حب لاجئين عرب

منذ 9 أشهر 145

مع تصاعد خطاب اليمين المتطرف المحرض ضد اللاجئين، تظهر قصص حب لنساء ألمانيات تحدين عائلاتهن ومعارفهن، للزواج بلاجئين عرب فارين من الحروب.

"أحب لاجئ عربي"

في مدينة فرانكفورت بألمانيا التقت لورا البالغة من العمر 35 سنة بعمر لاجئ سوري عمره 34 سنة.

كانت لورا تعمل متطوعة في مساعدة اللاجئين، عندما جمعتها الصدفة بعمر في عام 2015.
وعن تفاصيل لقائها بعمر، تقول لورا، "التقيته في محطة القطار في فرانكفورت، كنت متطوعة في مساعدة اللاجئين، نوزع أكواب الشاي والملابس، وكان عمر يشاركنا في مساعدة اللاجئين الآخرين، لأنه كان يتحدث الإنجليزية".
لم تتوقع الشابة الألمانية أن تطوعها لمساعدة اللاجئين سيغير حياتها، وسيكون سبباً في قصة حبها للاجئ سوري، وتضيف في هذا الصدد، "لقد شعرت بانجذاب إليه، وهو كذلك أبدى اهتمامه بي، جعلتنا تلك التجربة نتقرب من بعض، وبعد انتهاء فترة تطوعي، تواصلنا عبر فيسبوك، وكنا نتحدث عن عائلاتنا والحياة".
في بلاد يتصاعد فيها الخطاب اليميني الرافض للأجانب، لم يكن من السهل على لورا إقناع والدتها برغبتها بالارتباط بلاجئ عربي. وتقول، "لقد واجهت والدتي وأخبرتها بأني أحب لاجئ عربي".

"سيدفعني إلى ارتداء الحجاب"

وتمضي لورا قائلةً، "عندما أخبرتها برغبتي في الزواج بلاجئ عربي، كان أول رد فعلها، إنه سيدفعني إلى ارتداء الحجاب، وسيدمر حياتي، وأني سأعاني، بالنسبة لي أنا لم أهتم لرأيها، لأني تعرفت على عمر، وتعرفت على ثقافته ودينه، لم يكن شخصاً يكره النساء أو عنيف، هناك أشياء كثيرة تجمعنا أهمها الحب".
يُذكر أن حوالى ثلثي اللاجئين الذين تقدموا بطلبات اللجوء في ألمانيا في عام 2015، هم من الرجال وتتراوح أعمارهم بين 16 و 35 سنة.

أحمد وسابينا

هي من ميونيخ وهو من سوريا، التقى أحمد بسابينا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في عام 2017، وهو العام الذي اندلعت فيه أحداث التحرش الجماعي في مدينة كولونيا الألمانية خلال احتفالات رأس السنة، وكان شباب من شمال أفريقيا من المتورطين في الأحداث، مما أسهم في وصم اللاجئين وبخاصة العرب.
وكانت قد أثارت تلك الواقعة صدمة واسعة بالمجتمع الألماني، وتعالت التحذيرات وأيضاً اتهام مهاجرين عرب بالضلوع في هذه الجريمة.
وفي هذا الصدد، يقول أحمد البالغ من العمر 37 سنة، "أن تكسب ثقة امرأة ألمانية في تلك الفترة، كان صعباً، لأن صورة اللاجئين في الإعلام ارتبطت بالرجل العنيف والمتحرش".
وتتحدث سابينا البالغة 44 سنة عن تجربتهما، وتقول "بعدما تواصلنا على الإنترنت التقينا بعد ذلك. في البداية كنا نتواصل باللغة الإنجليزية والقليل من الألمانية، كان أحمد لا يزال يعيش في سكن جماعي للاجئين، وكان يتعلم اللغة الألمانية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


"لم أكن أهتم لما يقال"

وتضيف سابينا، "هو لم يكن يرغب في أن يحصل على المساعدات من الدولة، تعلم اللغة، وتسجل في التكوين المهني، كان مهتماً بالاندماج، عكس ما تتناوله الصحف عن اللاجئين. لقد مر بتجربة صعبة في سوريا وقدم إلى هنا، وشعرت بشغفه للتعلم ورغبته في العمل".
بعد ثلاثة أشهر من لقائهما، ارتبطت سابينا بأحمد، وتقول في هذا الصدد، "لم أكن أهتم لما يقال بأنه لاجئ وربما يرغب فقط في الحصول على إقامة، أو أنه من ثقافة أخرى، أكثر شيء يهمني هو أننا نحب بعضنا البعض وهذا مهم".

الزيجات الألمانية- السورية، مثل سابينا وأحمد قليلة، لكنها في تزايد. في عام 2011، كانت هناك 136 امرأة ألمانية تزوجت من سوري، وفي عام 2018 كان هناك 429 حالة زواج، بحسب مكتب الإحصاء الفيدرالي الألماني، وهناك عدد قليل جداً من الرجال الألمان الذين تزوجوا من نساء سوريات.

تهديد من اليمين المتطرف

وكان اللاجئ السوري ضياء والمواطنة الألمانية مالفينا اشتهرا من خلال فيلم وثائقي تحدث عن قصة حبهما على قناة الأطفال "كيكا" الألمانية. وبعد ذلك تعرضا لتهديد من اليمين المتطرف، ما دفع الشرطة الألمانية إلى حمايتها. كان ضياء بالنسبة للمتطرفين شخصاً مختلفاً سيعرض حياة مالفينا للخطر.

"اختفاء العديد من الهياكل الاجتماعية"

وبحسب الباحث الألماني في علم الاجتماع توماس كلاين، فإن "اختيار الشريك ليس مجرد أسلوب حياة خاصة، بل هو أيضاً موضوع بحث اجتماعي. إن اختيار الشريك له عواقب اجتماعية بعيدة المدى عندما يُنظر إليه في ما يتعلق بالوضع الاجتماعي والدين والجنسية وغيرها من الخصائص".
ويعتبر الباحث في علم الاجتماع، أنه "يمكن أن تؤدي الخلفيات الاجتماعية المختلفة أو الوضع الاجتماعي غير المتساوي للشركاء، على سبيل المثال إلى التقدم الاجتماعي". ويضيف كلاين، "إن علاقات الزواج بين الألمان والأجانب الذين يعيشون هنا تعد جانباً مهماً من الاندماج للأجانب في ألمانيا، يمكن القول إن إعادة إنتاج الهياكل الاجتماعية يعتمد على استراتيجيات اختيار الشريك، لأن اختيار شريك من ثقافة أخرى، سيؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى اختفاء العديد من الهياكل الاجتماعية المعروفة، والاختلافات الطبقية، وأيضاً سيضع استمرار وجود الطوائف الدينية موضع التساؤل".
ويعتبر الباحث أن مع ازدياد عدد المهاجرين ستزداد فرص الزواج المختلط والتقارب بين الثقافات.