بين «عكاظ» ومحمد عبده، علاقة خاصة ودافئة منذ زمن بعيد، هكذا يشعرنا ويخبرنا فنان العرب، دائماً في كل مرة نلتقيه بها، ما يجعلنا على مسافة خاصة منه نثري عبرها جمهوره العظيم بتفاصيل حصرية أحياناً ورسائل مباشرة في أحايين كثيرة.
ولأنه من رموز الغناء في عالمنا العربي، وقامة باسقة من العطاء الفني الباذخ، أجدني في كل مرة أمام حيرة وصف لقاءاتي به ومضامين حديثي إليه.
لأنه محمد عبده.. هل أبدأ الحديث عنه عبر إرثه الفني أو فكره المتقدم في مجاله، أو القامات التي تعاون معها شعراء وموسيقيين، أو ما خطّه الأدباء والنقّاد عنه!
التقيته بدعوة منه وكنت وكوكبة من الرفاق في حضرته، من المجالات كافة الإعلام والشعر والرياضة والفن.
ليلة كنت أقرأ فيها وجوه الحاضرين من الأحبة وأتأمل عبر ذاكرة اللحظة ما يمكن أن نقوله عن فنان شكل ذائقة لكل المراحل وليس مرحلة بعينها.
كل الأعمار وكل الأزمنة توحدت في صوت محمد عبده، أما كيف، فهذا يحتاج بحثاً أرشح الزميل يحيى مفرح زريقان للقيام به.
كانت ليلة أحاول أن أشخص ملامحها عبر كلام قيل في حضرة من يهذب الكلام لحناً وصوتاً فنصه الباذخ أغان علمتنا أن جيتك من النسيان رحلة زمن كتبها البدر وغناها محمد عبده كما لم يغن قبله أو بعده أحد.
كنا نتسابق في حضرة محمد عبده على نثر مشاعرنا ابتهاجاً بشفائه وكان يسبقنا على الترحيب بنا.
وحوله ابناه عبدالرحمن وبدر، يستقبلان المحبين كما هي شخصية والدهما السمحة الراقية.
استهل حديثه إلينا بترحاب وتطمين، فاتسعت دائرة الحوار بيننا عندما أعادنا للماضي وصعوبة الأيام آنذاك، كان الحديث فيه جانب مهم من شغف البدايات وجمالها!
كان - بفضل الله - بخير ويتأهب للتعافي التام والعودة قريباً، بمعنويات عالية وروح متقدة بالحب والصفاء والتأمل، واعداً الوطن بمفاجآت خاصة وقريبة، وبعودة منتظرة.