أتُشعرك المكالمات الهاتفية بالقلق؟ إليك لِما على الشباب الإكثار منها

منذ 1 سنة 271

ملاحظة المحرّر: الآراء الواردة في هذا المقال تخصّ الكتّاب فقط. تعرض CNN أعمال The Conversation، التعاون بين الصحفيين والأكاديميين لتحليل الأخبار والتعليق عليها. تم إنتاج المحتوى فقط بواسطة The Conversation.

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد يتذكّر بعض الأشخاص تلك الأيّام التي كنّا فيها متحمّسين للعودة إلى المنزل من المدرسة للاتّصال بصديق، أو صديقة، والحديث معًا لساعاتٍ طويلة. لكن أصبح اتّصال معظم الشّباب ببعضهم البعض اليوم نادرًا.

ويبدو أن فكرة الاتّصال بشخصٍ ما أو تلقّي مكالمة هاتفيّة تُسبّب القلق لدى الكثيرين.

عندما اخترع ألكسندر غراهام بيل الهاتف عام 1876، من المحتمل أنّه لم يتخيّل كيفيّة تغيّر طريقة استخدامه بمرور الوقت.

وبات ما بدأ كوسيلة سلكيّة للقيام بمحادثات صوتيّة الآن جهازًا لاسلكيًا، ومتحركًا، مع استخدامه لنقل الرّسائل المكتوبة، والصّور، والوصول إلى الإنترنت.

ويُعد الاستخدام المتغيّر للهاتف أمرًا إيجابيًا للشّباب إلى حدٍ ما، إذ تُتيح لهم الهواتف التّواصل مع الأشخاص في جميع أنحاء العالم بسهولة وسرعة أكبر.

ورُغم تقدّم مستوى "اتّصالنا" وسهولة التّواصل، إلا أنّ اعتلالات الصّحة العقليّة، بما في ذلك القلق والاكتئاب، تتزايد بين الشّباب.

كما أنّهم كانوا أيضًا بين المجموعات التي شعرت بالوحدة الشّديدة جراء جائحة "كوفيد-19".

وهل كانت النّتيجة ستكون مختلفة في حال استخدموا هواتفهم لإجراء مكالمات مباشرة؟

ويحتمل أنّ ذلك كان واردًا، خصوصًا وأنّ المحادثات الهاتفيّة المباشرة قد تجعلنا نشعر بالرّضا، وهو أمر يستمر بعد إنهاء المكالمة.

مكالمات مجدية

ويمكن القول إنّ جودة المكالمات الهاتفيّة هي الأمر المهم، وليس عددها، إذ تدعم العلاقات الهادفة مع الأشخاص المهمّين والأصدقاء، كما يمكنها تحسين رفاهية الفرد.

وتقترح نظريّة الشّعور بالوحدة لعالم الأعصاب الاجتماعي، جون كاسيوبو، أنّه عندما يشعر الأشخاص بالوِحدة، فهم يتشجّعون على التّواصل بشكلٍ هادف مع الآخرين كعلاجٍ ضد المشاعر السلبيّة، والأفكار، والمشاعر المرتبطة بالوِحدة.

وفي عام 2018، أجرت قناة "بي بي سي" أكبر دراسة حول الشّعور بالوحدة في العالم، ووجدت أن 40% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا أفادوا بأنّهم يشعرون بالوحدة.

وقد يبدو هذا اكتشافًا مثيرًا للقلق، لكن تُشير نظريّة كاسيوبو إلى احتمال وجود فرصة للتّخفيف من الشّعور بالوحدة وإبعاده، قبل أن يُصبح مضرًّا.

ويمكن أن تساعد المكالمات الهاتفيّة المباشِرة في ذلك، فقد يؤدّي الاتصال بشخصٍ تشعر أنّك قريب منه، والمشاركة في محادثة هادفة عبر الهاتف، إلى التّخفيف من الشّعور بالوحدة، ومساعدة الشّباب على إعادة التّواصل مع الآخرين.

وليست المكالمات الهاتفيّة حلاً سحريًا للوحدة، لكن قد يكون لها آثار مفيدة.

غيّر عاداتك وقم بإجراء مكالمة

وإلى جانب تقديمها الدعم عند الشّعور بالوحدة، يمكن أن تساعد المكالمات الهاتفيّة مع صديق أو قريب على تنظيم النّظام العصبي وخلق مشاعر الانتماء بطرقٍ لا تتوفّر عندما لا نستخدم أصواتنا.

وتُعزَّز مشاعر الثّقة خلال المحادثات الإيجابيّة بظل تغيّر كيمياء أجسامنا، ما يؤدّي إلى إنتاج الأوكسيتوسين (هرمون الحب)، وانخفاض الكورتيزول (هرمون التّوتّر الأساسي).

وإليك بعض النّصائح التي قد تساعدك على بدء إجراء مكالمات هاتفيّة:

1. هل تفضّل إجراء مكالمة صوتيّة أو بالفيديو؟

مكالمات الفيديو قد تكون طريقة رائعة لرؤية صديق أو أحد أفراد العائلة في بيئته الخاصّة، وقد يساعدك ذلك على الشّعور بصلة اجتماعيّة.

2. هل ستكون مكالمة مفاجِئة أم مُخطّط لها؟

قد يكون عنصر المفاجأة الذي يأتي من مكالمة عفويّة فكرة جيّدة لك ولصديقك.

لكن في حال عدم رد الشّخص، فيعني ذلك أنّ هذا ليس الوقت المناسب له.

وإذا أردت تجنّب ذلك، أرسل رسالة نصيّة لمعرفة إذا كان الشّخص متوفًرا لإجراء مكالمة، أو لتحديد وقت مناسب للطّرفين لاحقًا.

3. عمّا تتحدّث؟

قد تحبّ الحديث، وقد تتمتّع بالكثير من الأفكار العفويّة أثناء المكالمة، ومن المحتمل أن تفضّل تدوين بعض الأفكار بشأن ما تود التّحدث عنه قبل المكالمة.

وسيضمن ذلك عدم نسيان الأمور التي ترغب بالتطرق إليها، أو تجنّب اللحظات التي تحتاج فيها للتّفكير بما ستقوله.

4. إبعاد التركيز عن المحادثة

إذا كنت ترغب بتقليل التّركيز على المحادثة، وإنشاء رابطة اجتماعيّة في الوقت ذاته، فيمكنك تجربة إجراء مكالمة فيديو أثناء الاستمتاع بألعاب الفيديو مع صديق، أو مشاهدة شيءٍ ما في الوقت ذاته.

5. ابدأ بأشياء بسيطة

إذا كان كل هذا يبدو صعبًا للغاية، فابدأ بأمور بسيطة، كأن تجري مكالمات أقصر، أو تتفاعل مع شخصٍ ما بطريقة وديّة أثناء مكالمة عمل.