أبي يرفض أن يزوجني

منذ 9 أشهر 151

أبي يرفض أن يزوجني


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/2/2024 ميلادي - 1/8/1445 هجري

الزيارات: 31


السؤال:

الملخص:

فتاة أمها مُقْعَدة، تقوم على خدمتها منذ عشر سنين، وقد تزوج أخواتها جميعهن، وليس هناك من يخدم والدتها غيرها؛ لذا فإن أباها يرفض الخُطَّاب، واحدًا تلو الآخر، وتسأل: ما الحل؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

أنا فتاة في أواخر العشرينيات، أصغر إخوتي، أُصيبت والدتي بجلطة دماغية أقعدتها منذ عشر سنوات، أما أخواتي، فقد تزوَّجن، وأما إخوتي فأحدهما يعمل ليلَ نهارَ، والآخر متزوج لا يأتينا إلا ضيفًا، وأنا الذي أخدم والديَّ، وكلما تقدَّم إليَّ أحدٌ، رفضه أبي، بحُجَّة حاجة والدتي للخدمة، فماذا أفعل؟

الجواب:

حياكم الله أختي، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقكِ الزوج الصالح، وأن يجازيكِ خير الجزاء بخدمتكِ لأمِّكِ، شفاها الله وعافاها.

أولًا: سبحان الله! لعله خير ساقه الله إليكِ أن تتحملي خدمة الوالدة، وأن تقومي على رعايتها، فهذا من فضل الله عليكِ، اصبري واحتسبي، فوالله إنه لمن أفضل الأعمال، والله سبحانه وتعالى قرن بين عبادته وبين الإحسان إلى الوالدين؛ فقال عز وجل: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23]، والنبي صلى الله عليه وسلم حثَّ على طاعة الوالدة خاصة.

جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((مَن أحقُّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك))، وفي حديث قتيبة: ((من أحق بحسن صحابتي؟)) ولم يذكر الناس.

وفي الأثر الصحيح: "شهد ابن عمر رضي الله عنهما ورجلٌ يماني يطوف البيت، حَمَلَ أمه وراء ظهره، يقول: إني لها بعيرها المذلَّل = إن أُذعِرَت ركابُها لم أذعَر، ثم قال: يا بن عمر، أتُراني جزيتها؟ قال: لا، ولا بزفرة واحدة.

فهنيئًا لكِ أختي ما اختصكِ الله به، وقد كان لا بد أن أسوق إليكِ هذه الكلمات حتى يطمئن قلبكِ، وتهدأ نفسكِ.

ثانيًا: أعلمُ جدًّا رغبتكِ في الزواج، وهو حقٌّ لكِ، لا يستطيع أحد أن يمنعكِ إياه، فأرجو أن تتحدثي مع الوالد حفظه الله، ومع أخويكِ، وتتقاسموا مسؤولية رعاية الوالدة جميعًا؛ حتى تخفَّ المسؤولية عنكِ، ومن ثَمَّ تستطيعين الزواج.

أو لو أن هناك سَعَةَ من المال، فتستأجرون أختًا أمينة تقوم على خدمة الوالدة، ومن الممكن أن تتشاركوا جميعًا في دفع أجرتها.

وهناك حل آخر لو تقدم من هو كفؤ لكِ، وعلِم بظروف الوالدة، واستطاع توفير سكن بقربها، بحيث يسهُل عليكِ القيام على شؤونها.

هذه بعض الحلول، وأسأل الله أن يفتح قلب الوالد، وأن يرضى بشيء منها، وأنصحكِ بكثرة اللجوء إلى الله ودعائه أن يجعل لكِ فَرَجًا ومخرجًا.

وفي حالة عدم موافقة الوالد تمامًا، أنصح باستشارة العقلاء من الأهل والأقارب؛ لعلهم ينصحونه فيعدل عن رفضه زواجكِ، أو يساعدونكِ لإتمام الزواج.

وفَّقكِ الله لِما يحب ويرضى.