أبرز ردود الفعل على اغتيال السنوار: ترحيب دولي وصمت عربي

منذ 1 شهر 30

عبرت العديد من الدول الغربية عن ابتهاجها باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، وعكست ردود فعلهم المواقف السياسية الممتدة منذ عقود، في المقابل، ساد الساحة العربية صمتٌ مطبق لم يُثر الدهشة مع مرور عام على الحرب الإسرائيلية على غزة دون أن تحرك الدول العربية ساكناً.

نستعرض فيما يلي أبرز ردود الفعل الدولية بعد اغتيال القائد الأول لحماس يحيى السنوار في قطاع غزة:

الولايات المتحدة

قدم الرئيس الأمريكي جو بايدن التهنئة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عملية اغتيال السنوار في اتصال هاتفي، معتبراً أنها تشكّل خطوة مهمة نحو تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة حسب زعمه، وأشار بايدن إلى أن الفرصة تلوح الآن للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس.

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن "العالم أصبح أفضل بعد مقتل زعيم حماس يحيى السنوار"، مضيفاً: "سنضاعف الجهود مع الشركاء في الأيام المقبلة لإنهاء الصراع".

كذلك بالنسبة لنائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، شكّل اغتيال السنوار برأيها "نقطة تحول على الجميع اغتنامها لإنهاء الحرب في غزة والتي يجب أن تنتهي لضمان أمن إسرائيل".

فرنسا

وجد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ عملية اغتيال السنوار هي "نقطة تحول ونجاح عسكري لإسرائيل"، قائلاً إنه يجب "اغتنام هذه الفرصة حتى يتم تحرير جميع الرهائن وتنتهي الحرب أخيرًا"، مؤكداً وقوف فرنسا إلى جانب إسرائيل للحفاظ على أمنها ووجودها.

ألمانيا

بدوره، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن أمله في أن يفتح مقتل السنوار الباب نحو وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. وقال عبر منصة إكس إن "هدفنا هو السعي نحو مسار سياسي يفضي إلى حل الدولتين".

بريطانيا

من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه "لا ينبغي لأحد أن يحزن على وفاة السنوار"، معتبراً اغتياله بمثابة "فرصة للمضي نحو وقف لإطلاق النار ندعو إليه بإلحاح منذ وقت طويل في غزة".

ردود الفعل العربية

مقابل المواقف الغربية المرحّبة بمقتل مهندس عملية "طوفان الأقصى" على اعتبار أنه قد يفتح الباب أمام حلحلة الأوضاع والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، لم يصدر أي موقف رسمي من الدول العربية أو ما عرف يوما بالبيت العربي ممثلا بالجامعة العربية التي مقرها القاهرة.

السلطة الفلسطينية

لم تصدر حكومة الرئيس محمود عباس أي بيان تعليقا على قتل إسرائيل ليحيى السنوار رجل حماس الأول في قطاع غزة ورئيس مكتبها السياسي بعد اغتيال اسماعيل هنية في طهران في 11 تموز الماضي. وهو موقفٌ قد لا يثير الاستغراب بالنظر للعلاقة المتوترة بين السلطة الفلسطينية والحركة الإسلامية منذ التوقيع على اتفاقات أوسلو عام 1993 إلى أن بلغ الانقسام مداه في يونيو حزيران عام 2007 بسيطرة حماس على قطاع غزة تلتها عدة محاولات لرأب الصدع بين الإخوة الأعداء، لكنها باءت جميعها بالفشل.

قطر

اللافت أن الدوحة لم تصدر أي بيان على مقتل السنوار، رغم العلاقة القوية التي تربطها بالحركة وخصوصا أنها تستضيف بعض قادة حماس، ومنهم كان إسماعيل هنية قبل اغتياله، كما أنها طرف فاعل ووسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة. 

السعودية والإمارات

فقد التزمت الدولتان الصمت أيضا. ربما لأن البلدين يتوجسان وينظران بعين الريبة إلى الإسلام السياسي ممثلا في حركة الإخوان المسلمين التي تنتمي إليها حركة حماس. وكان ولي عهد السعودية محمد بن سلمان والحاكم الفعلي للمملكة قد صرح مؤخرا أن قضية فلسطين لا تعنيه. أما الإمارات فإنها إضافة لموقفها المبدئئ من حماس، فإنها أيضا مرتبطة باتفاقات أبراهام التي وقعتها مع إسرائيل هي والبحرين والمغرب والسودان بهدف تطبيع العلاقات بينها وبين الدولة العبرية.

مصر

 لم يصدر أي موقف رسمي من حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي على مقتل يحيى السنوار، رغم كون القاهرة أيضا وسيطا بين الحركة وتل أبيب في مفاوضات وقف إطلاق النار. ونظرا أيضا للعلاقة الفاترة بين الطرفين منذ الإطاحة بحكومة الرئيس الإسلامي محمد مرسي وموقف مصر الرسمية من جماعة الإخوان المسلمين والإسلام السياسي عامة.

الأردن

نفس الكلام ينسحب على عمان التي لم تعلق على مقتل مهندس الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر من العام الماضي. الأردن الذي تربطه بإسرائيل اتفاقية وادي عربة للسلام والموقعة عام 1994، كان قايض تل أبيب يوما في أعقاب محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل قتلا بحقنة سامة عام 1997. إذ إن الملك الحسين بن طلال هدد بإلغاء الاتفاقية الوليدة وقتها ولإعدام عملاء الموساد الضالعين في محاولة الاغتيال، بل أنه أن أجبر إسرائيل على تقديم الترياق لإنقاذ مشعل الذي كان يعيش وقتها في عمان كما نجح في إجبارها أيضا على الإفراج على الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة عام 1987.

هذا عن الموقف الرسمي، فماذا عن الموقف الشعبي؟

انقسمت ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي بين من وصف السنوار بـ "البطل" ومن فرح بـ "هلاكه".

مع الإشارة إلى أن قناة "إم بي سي" السعودية عرضت تقريراً أدرج قادة من حماس وحزب الله والحشد الشعبي ضمن قائمة "الإرهابيين". وقد عُرض التقرير في برنامج "أم بي سي في أسبوع" تحت عنوان "ألفية الخلاص من الإرهابيين".

وأثار التقرير غضب بعض العراقيين الذين اقتحموا مكاتب القناة في بغداد بعد منتصف ليل الجمعة، وشارك في الاقتحام نحو 400 إلى 500 شخص. أقدم المتظاهرون على تحطيم الأدوات داخل المبنى وإشعال النار في جزء منه، مما أدى إلى أضرار تقدر بنحو 60 إلى 65%، وفقاً لمسؤول في وزارة الداخلية العراقية.

وقد تناول التقرير قادة مثل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، موجهاً إليهم اتهامات بـ"الإرهاب". ووصف السنوار بأنه "آخر من تخلص العالم منه"، في إشارة إلى مقتله قبل أيام بعد اشتباكات مسلحة خاضها مع الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح بقطاع غزة.