آثار سعودية نادرة

منذ 1 سنة 209

اشتهرت قطع أثرية سعودية عديدة عالمياً، وباتت معروفة بالاسم لدى الباحثين ومحبي الفنون القديمة. ومما لا شك فيه أن كثرة أعمال النشر العلمي من بحوث ومقالات وكتب سواء للمتخصصين أو للعامة ساهمت بشكل كبير في التعريف بكنوز الفنون السعودية القديمة وبخاصة فنون النحت، ولا يمكن كذلك أن ننكر فضل معارض الآثار السعودية التي زارت الكثير من المدن والعواصم الأجنبية وعرضت في أشهر متاحف الآثار وقاعات العرض في العالم، مثلما حدث مع معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، الذي ساهم وبشكل كبير في التعريف بما تملكه السعودية من آثار وكنوز فريدة أصبحت ضمن روائع الفنون القديمة.

ودائماً ما يتساءل العامة عن كيف يتم اختيار الأعمال الفنية النادرة أو المتميزة، وما هي الأسس التي يتم من خلالها تقييم الأعمال الفنية واختيار المتميز منها؟ وفي حقيقة الأمر، فإن هذا الموضوع شائك ومتشعب ويقوم طلبة تاريخ الفنون القديمة بالجامعات والمعاهد بدراسته من خلال عدد من المناهج المختلفة. وللتبسيط على القارئ، نقول إن مادة صنع العمل الفني بالإضافة إلى عصر صناعته وما استطاع الفنان القديم أن يعبّر من خلاله عن قيمة أو هدف، كل هذا يحدد مدى قيمة العمل الفني، بالإضافة إلى أسباب أخرى كثيرة، منها هل يعكس العمل الفني قيمة تاريخية من خلال وجود نص كتابي أم أنه عمل فني صرف؟ كذلك مستوى الإجادة للفنان القديم منفذ العمل.

نتحدث عن كنوز فنية أثرية تمتلكها المملكة العربية السعودية وتصنف في كتالوغات الفن بأنها أعمال فنية عالية القيمة لا تقيّم بثمن، بمعنى أنه لا يمكن بحال من الأحوال ترجمة هذه الأعمال الفنية بلغة أرقام المال، حيث إنها أثمن من المال.

ومن الكنوز السعودية نذكر تمثال «رجل المعناة» الذي يعد من أشهر القطع الأثرية السعودية، وهو تمثال من الحجر الرملي، عثر عليه بالقرب من بلدة الكهفة جنوب حائل، ويعود تاريخه لأكثر من ستة آلاف عام، حيث يشير عالم الآثار السعودي الدكتور سعد الراشد، إلى أن تمثال «رجل المعناة» يعود للألف الرابع قبل الميلاد، وأنه ربما كان لغرض جنائزي.

من القطع الأثرية السعودية الشهيرة أيضاً «نصب ذات العيون»، وهو «شاهد قبر» منقوش عليه وجه بشري يعود للقرن الخامس قبل الميلاد، عثر عليه في واحة تيماء. ويذكر النص الكتابي على النصب عبارة «في ذكرى تيم بن زيد». وهناك أيضاً «سيدة الفاو»، وهي عبارة عن رأس سيدة من البرونز تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، وقد تم العثور عليها في قرية الفاو جنوب غربي مدينة الرياض. وبالإضافة إلى هذه القطع هناك تمثالان مصنوعان من البرونز، تم العثور عليهما في قرية الفاو؛ الأول هو تمثال هرقليس يحمل هراوة بيده اليمنى وعلى يده اليسرى يوجد جلد لأسد، هذه القطعة تعتبر الوحيدة على مستوى العالم من تماثيل هرقل، حيث إن هذا التمثال يوضح هرقل أو هرقليس في مرحلة بعد أربعين سنة تقريباً، يعني في مرحلة أكبر من مرحلة الشباب. والتمثال الثاني يمثل أحد رموز الحضارة المصرية القديمة «حربوقراط» وهو يرتدي تاج الفراعنة المزدوج. ووجود مثل هذه القطع الفنية هو دليل على التواصل بين حضارات العالم القديم، وأهمية الجزيرة العربية وموقعها المتميز.