كانت آبل تعتمد على شرائح الذاكرة لغريمها التقليدي سامسونج في أجهزة الآي-فون إلى أن قررت الشركة الأمريكية فض الشراكة بدءا من آي-فون 5 لتعتمد على موردين صينيين مثل شركة أشباه الموصلات YMTC، واستمر الأمر حتى وقتنا الحالي إلى أن قررت آبل أن تعود مرة أخرى للاعتماد على شرائح الذاكرة الخاصة بالعملاق الكوري سامسونج.
آبل وسامسونج
وفقا لتقارير، سوف تتجه شركة آبل إلى سامسونج من أجل الحصول على شرائح الذاكرة التخزينية NAND flash لاستخدامها في أجهزة الآي-فون القادمة (آي-فون 15) بدلا من الاعتماد على الشركة المحلية YMTC والتي تعتبر من أكبر صانعي شرائح الذاكرة في الصين، ولعل ذلك يرجع إلى الحرب الاقتصادية بين أمريكا والصين، حيث وضعت إدارة بايدن الشركة الصينية ضمن قائمة الشركات التي لا يجب التعامل معها من قبل الشركات الأمريكية.
الحرب الاقتصادية
في البداية، كانت آبل عازمة على شراء شرائح الذاكرة NAND flash ثلاثية الأبعاد المكونة من 128 طبقة من شركة YMTC الصينية لاستخدامها في أجهزة الآي-فون التي سيتم بيعها في السوق الصينية خلال وقت مبكر من هذا العام 2022 وبعدها سوف يتم شراء ما يصل إلى 40٪ من الرقائق المطلوبة واستخدامها على جميع أجهزة الآي-فون.
إلا أن خطط آبل تغيرت بالكامل بعدما قامت الحكومة الأمريكية بإضافة YMTC وشركات صينية أخرى لقائمة الشركات التي لم يتم التحقق من علاقتها ومدى تورطها مع حكومة بكين، وهذا يمنع أي شركة أمريكية من مشاركة أي تصميم أو تقنيات أو مستندات أو مواصفات مع الشركات المدرجة في تلك القائمة.
وخلال شهرين، وفي حالة عدم تقديم الشركات المدرجة في القائمة المعلومات اللازمة للحكومة الأمريكية التي تنفي علاقتها مع الصين، يتم إضافتها تلقائيا للقائمة السوداء التي يمنع بتاتا التعامل معها بأي شكل من الأشكال ونتيجة لتلك القيود الأمريكية، سوف تستخدم آبل سامسونج كمورد بديل بدءا من العام القادم 2023.
العملاق الكوري سامسونج
من المقرر أن تبدأ شركة سامسونج التي تعد المورد الرئيسي للذاكرة العشوائية DRAM في أجهزة الآي-فون، العام المقبل في توفير شرائح الذاكرة التخزينية NAND عبر مصنعها الموجود في مدينة شيان الصينية والذي يساهم الآن بنسبة 40 ٪ من إجمالي مبيعات شرائح الذاكرة للشركة الكورية.
وعلى عكس منافسيها من شركات أشباه الموصلات الأخرى، لم تقم سامسونج بتخفيض إنتاجها بعد تباطأ الطلب في سوق شرائح الذاكرة NAND flash ولعل ذلك يرجع إلى دخولها في سلسلة التوريد الخاصة بشركة آبل كما أن العملاق الكوري قادر على تحمل تخفيض الأسعار وزيادة الإنتاج وهذا ما عزز قدرته التنافسية.
أخيرا، قد يكونان غريمان لكنهما حليفان أيضا وهذه ليست المرة الأولى التي تعتمد فيها آبل على سامسونج للحصول على مكونات خاصة بجهاز الآي-فون. لقد صنعت الشركة الكورية معالجات أجهزة الآي-فون إلى جانب ذاكرة الوصول العشوائي والشاشات في آي-فون 14 برو وحتى ذاكرة الفلاش الخاصة بها تم استخدامها في الإصدارات القديمة من الآي-فون حتى عام 2011.
ما رأيك في الحرب التي تشنها أمريكا على الشركات الصينية
المصدر: