قررت منظمة الصحة العالمية، بعد تلقيها شكاوى من الظلال العنصرية لتسمية «جدري القرود»، تغيير اسم هذا المرض الفايروسي إلى Mpox. لكنها قالت أمس الأول، إن التسميتين الجديدة والقديمة ستُستخدمان جنباً إلى جانب لمدة سنة، يتم بعدها إسقاط التسمية الشائعة حالياً. وكانت أوروبا والولايات المتحدة شهدت موجة من إصابات جدري القرود قبل نحو 6 أشهر. وظل هذا الفايروس يقتصر على التفشي في وسط أفريقيا وغربها منذ عقود.
وأقامت المنظمة مشاورات استمرت أشهراً مع العلماء وأفراد الجمهور بشأن اسم جديد للفايروس، ومن المفارقات أن القرود التي تربطها التسمية الشائعة بهذا الفايروس ليست لها أية علاقة به. وكانت التسمية ظهرت في الدنمارك، إثر إصابة عدد من قرود المختبرات العلمية بالفايروس، حيث تمكن العلماء هناك من معرفة الفايروس للمرة الأولى قبل أكثر من نصف قرن.
وبدأت منظمة الصحة العالمية في عام 2015 مساعي لإعادة تسمية عدد من الفايروسات والأمراض، لتلافي التأثير السالب لتلك التسميات على السفر، والسياحة، وسلامة الحيوانات، وتفادي الإساءة لأية ثقافة، أو جنسية، أو مهنة، أو مجموعة عرقية.
وقال منتقدون، إن تسمية «جدري القرود» تعزز «التنميط» الغربي لأفريقيا. كما أنها ترسخ النمط العنصري الغربي ضد الأفارقة. وكان العالم الجنوب أفريقي توليو دي أوليفيرا، قاد مع مجموعة من علماء القارة السمراء حملة واسعة النطاق لحض منظمة الصحة العالمية على تغيير مسمى «جدري القرود».
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن تسمية «جدري القرود» لن تختفي كلياً، إذ ستبقى في محركات البحث الخاصة بالتصنيف الدولي للأمراض، لتمكين الباحثين من الحصول على المعلومات التاريخية عن المرض. ويسبب الفايروس بثوراً وطفحاً جلدياً، لكن نادراً ما يتسبب بوفاة المصابين.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنها تلقت مقترحات لأكثر من 2000 اسم جديد لجدري القرود. وأعلنت مديرة المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها الدكتورة روتشيل فالينسكي، في تغريدة على موقع تويتر، أن الولايات المتحدة ترحب بتغيير مسمى «جدري القرود»، وستعتمد التسمية الجديدة بشكل فوري.