استدعاء طلاب الطب للخدمة بدل الأطباء «المُضربين» يرعب بريطانيا
داخل مختبر الفايروسات في ووهان بمحافظة هوبي الصينية. (وكالات)
الأطباء الشباب في بريطانيا قرروا الإضراب 3 أيام اعتباراً من 13 مارس الجاري. (وكالات)
قضيتان كبريان تشغلان اهتمام البريطانيين، في وقت لا يلوح فيه أفق لانتهاء نازلة فايروس كورونا الجديد. فقد اتضح- طبقاً لأرقام مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني- أن «عدم النشاط» العملي ارتفع بنحو الضعف منذ سنة 2019. وهي السنة التي اندلعت فيها نازلة الوباء العالمي. وأنحت السلطات باللائمة على مشكلات الصحة العقلية، ومرض «كوفيد المزمن»، ومضاعفات أوجاع الظهر. وحذر تقرير للمكتب المذكور من أن 317 شخصاً آخرين سيصبحون خارج دائرة النشاط العملي بحلول سنة 2026. وتعتبر السلطات البريطانية أن منعدمي النشاط الوظيفي هم الأشخاص الذين لا يعملون على رغم أنهم في أعمار ملائمة للعمل. وأوضح مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني، في تقرير أثار قلق الحكومة، أن زيادة عدد منعدمي النشاط العملي بنحو 200 ألف شخص ليست ناجمة عن الشيخوخة، وما يتصل بها من تقاعد. ويعتقد بأن وزراء الحكومة البريطانية يحاولون كل ما في وسعهم لإعادة أكبر عدد ممكن من أولئك الأشخاص إلى دائرة النشاط الاقتصادي، من خلال عودتهم لوظائفهم. غير أن تحليل مكتب الإحصاءات الوطنية ألقى الضوء على مسألة إيجابية مهمة. فقد اتضح أن انخفاضاً ملموساً اعترى عدد الآباء والأمهات الذين يقررون البقاء في البيوت لتربية الأطفال؛ فقد ارتفع عدد الآباء والأمهات الذين تراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة بنحو 29 ألفاً خلال الربع الثالث من سنة 2022. وكانت التوقعات تنصرف إلى أن عددهم سيزيد بحدود 18 ألفاً فحسب. أما الذين تراوح أعمارهم بين 45 و59 سنة فقد كان متوقعاً أن يزيد عددهم بحدود 5 آلاف شخص. غير أنهم زادوا في الواقع بنحو 200 ألف شخص. وأشار تقرير المكتب إلى أن الأشخاص الحاصلين على تقارير مرضية جعلتهم يتغيبون فترات طويلة، لأسباب مرضية، بلغ عددهم خلال السنوات الثلاث الماضية 462 ألف شخص. وقال المسؤولون إن نماذجهم الرياضية توقعت ألا يزيد عددهم على 41 ألف شخص. وعزوا الزيادة إلى الإصابة بأمراض عقلية، واضطرابات عصبية، إلى جانب كون كثيرين منهم لا يزالون يواصلون تعليمهم. وبالنسبة إلى الفئات الأكبر سناً، عزوا التغيب الطويل عن العمل إلى مشكلات تتعلق بالصحة، والإعاقة. وقد يشمل ذلك الإصابات بمرض «كوفيد المزمن»، ومشكلات تتعلق بأوجاع الظهر والرقبة.. واختار نحو 44 ألف بريطاني التقاعد المبكر. وكانت الحكومة تتوقع أن يصل عدد هذه الفئة إلى 87 ألف شخص. وقالت السلطات إن انخفاض عدد هذه الفئة يعزى إلى التغييرات التي استحدثت في أنظمة التقاعد. ولم يستبعد نموذج مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني أن ينضم 317 ألف شخص إلى عداد منعدمي النشاط الوظيفي بحلول 2026.
القضية الأخرى التي سيطرت على اهتمام البريطانيين تتمثل في تحقيق قامت به صحيفة «الغارديان»، كشف أن إدارات مؤسسات صحية حضت طلاب السنوات المتقدمة في كليات الطب على سد النقص في المستشفيات البريطانية، الناجم عن إضراب عشرات الآلاف من صغار الأطباء، المطالبين بتحسين أجورهم، وبيئة عملهم. ومن المقرر أن يضرب الأطباء عن العمل لمدة 72 ساعة اعتباراً من 13 مارس الجاري. وسيكون ثاني إضراب من نوعه على مدى 74 سنة منذ تأسيس الخدمة الصحية الوطنية في بريطانيا. وذكرت «الغارديان» أنها علمت أن مرافق صحية طلبت من طلاب الطب المساعدة في سد النقص الناجم عن الإضراب المرتقب. ومن المقرر أن يعقد اتحاد الأطباء اجتماعات حاسمة خلال الأسبوع الحالي ليقرر ما إذا كان سيلغي الإضراب، ليقبل عرضاً من وزير الصحة البريطاني ستيفن باركلاى للدخول في مفاوضات في شأن تحسين الأجور. وإذا انضم اتحاد سائقي وأطقم سيارات الإسعاف، الذين من المقرر أن يضربوا عن العمل الإثنين والأربعاء القادمين، فقد يتخلون عن إضرابهم. وأشارت «الغارديان» إلى أن طلاب السنة النهائية في كليتي الطب في جامعتي برايتون وساسيكس طُلب منهم أن يكونوا على أهبة الاستعداد للخدمة في المشافي المحلية، ريثما تنتهي الإضرابات المشار إليها. وحذرت اتحادات أطباء المستشفيات من مغبة الزج بطلبة الطب في خدمة المرضى، إذ إنهم ليسوا مؤهلين للقيام بمثل هذه المهمات.
«الصحة العالمية»: نعمل على تحديد أصل الفايروس
انضمت منظمة الصحة العالمية للجدل المتواصل في شأن أصل فايروس كورونا الجديد، بعدما أججه تقرير حكومي أمريكي الأسبوع الماضي، رجح أنه ربما خرج للوجود نتيجة تسرب من مختبر صيني للفايروسات في مدينة ووهان. وأعلنت منظمة الصحة العالمية (الجمعة)، على لسان مديرها الإثيوبي الدكتور تادروس غبريسيوس، أنها لا تزال تعمل لتحديد أصل الفايروس، الذي تسبب في الوباء العالمي. وقال غبريسيوس إنه بعث رسائل وتحدث إلى قادة صينيين رفيعي المستوى مرات عدة، آخرها قبل أسبوعين فحسب. وزاد «جميع الفرضيات المتعلقة بأصل الفايروس تبقى مفتوحة. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية ذكرت الأحد الماضي أن تقريراً لوزارة الطاقة الأمريكية خَلُص إلى أن الوباء العالمي من المحتمل أن يكون قد نجم عن تسرب من مختبر صيني. وهي خلاصة ترفضها الصين. وأكد غبريسيوس أن منظمة الصحة العالمية لم تتخل عن خططها الرامية إلى تحديد أصل الفايروس، الذي يتسبب في مرض كوفيد-19. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن وزارة الطاقة الأمريكية أبلغت البيت الأبيض في تقريرها الاستخباري بأنها وصلت إلى تلك الخلاصة بقدر متدن من الموثوقية. وذكرت الصحيفة أن وكالات أمريكية أخرى ولجنة من أجهزة الاستخبارات الوطنية تعتقد بأن الفايروس خرج للوجود بشكل طبيعي، من خلال القفز من حيوان إلى الإنسان. وأعربت المديرة الفنية للمنظمة الدكتورة ماريا فان كيرخوف عن استياء المنظمة من عدم قيام الإدارة الأمريكية بتقاسم معلومات تقرير وزارة الطاقة الأمريكية مع المنظمة. وحضت الدول والمؤسسات وجماعات الأبحاث تقاسم أي معلومات تتعلق بأصل الفايروس مع المنظمة. وأوضحت أنه يتعين درس تفشي الفايروس وسط الحيوانات، وكيفية انتقاله منها إلى البشر. وأضافت: عملنا في هذه الناحية يتواصل: ندرس الفايروس لدى الإنسان، والدراسات التي تتعلق بتفشيه بين الحيوانات. وندرس كيفية انتقاله من الحيوان إلى الإنسان. كما أننا ندرس الانتهاكات المحتملة للسلامة البيولوجية في المختبرات التي كانت تقوم بدرس عائلة الفايروس التاجي، خصوصاً حالات الإصابة الأولى التي حدثت في ووهان بالصين.
فيما أعلنت شركتا ميرك الدوائية الأمريكية وأسترازينيكا البريطانية السويدية أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية كلفت لجنة من المستشارين المستقلين بإعادة النظر في طلب الشركتين توسيع نطاق الاستخدام المسموح به لعقار لينبارزا، الذي ابتكرته الشركتان لعلاج النوع المتقدم من سرطان غدة البروستاتا. وستعقد اللجنة اجتماعاً بهذا الشأن في 28 إبريل القادم.
وأوصت لجنة استشارية مستقلة هيئة الغذاء والدواء باعتماد لقاحين جديدين لحماية البالغين الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة من مرض الالتهاب التنفسي المَخْلَوِي، الذي عادة ما يكون قاتلاً للأطفال الصغار جداً والمسنين الكبار جداً. وأوصت اللجنة بأن يكون اللقاحان المعتمدان هما لقاح شركة فايزر ولقاح شركة غلاكسوسميثكلاين البريطانية. ويتوقع أن تعلن هيئة الغذاء والدواء موافقتها على التوصية خلال الأشهر المقبلة. ويعتقد أن الالتهاب التنفسي المخلوي يتسبب في 10 آلاف وفاة سنوياً بين من تزيد أعمارهم على 65 سنة، في تنويم ما لا يقل عن 60 ألفاً منهم في المستشفيات.