5 نصائح للأهل المُرْهقين.. التزموا بها من أجل أطفالكم

منذ 2 أسابيع 35

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يُخبر معظم الأهالي أنّ تربية الأطفال في العصر الحالي مرهقة، ومردّ ذلك إلى الافتقار للوقت الكافي، والمال، والنوم، والمسؤوليات التي لا تنتهي، وندرة توفر رعاية موثوقة للأطفال، إلى الضغوط المحيطة بوسائل التواصل الاجتماعي، والأمراض غير المتوقعة، والمآسي.. والقائمة تطول.

في الواقع، باتت تربية الأطفال في العصر الحديث مرهقة جدًّا، حد أنّ الجراح العام الأمريكي الدكتور فيفيك مورثي أصدر أخيرًا استشارة صنّف فيها ضغوط الوالدين بالقضية الصحية العامة، ودعا إلى تغييرات على مستوى السياسة والثقافة.

وورد في الاستشارة مِن أفضل طبيب في البلاد أنه عندما يكون الإجهاد شديدًا أو طويلًا، يمكن أن يكون تأثيره ضارًا"، وأشار إلى أنّ "41٪ من الأهل يقولون إنهم في معظم الأيام يشعرون بالإجهاد الشديد لدرجة أنهم لا يستطيعون العمل. ويقول 48٪ منهم إنّ إجهادهم في معظم الأيام يكون كبيرًا جدًا مقارنة بالبالغين الآخرين (20٪ و 26٪ على التوالي)".

لا تقتصر آثار هذا الإجهاد على الأهل فحسب؛ بل ينسحب انعكاسه على الأطفال أيضًا.

لكن برأي الدكتورة بيكي كينيدي، طبيبة نفسية سريرية متخصصة في تربية الأطفال، برزت خلال الجائحة، الحياة لا يجب أن تكون دومًا على هذا النحو.

وفي حديثها مع المراسل الطبي الرئيسي لـCNN الدكتور سانجاي غوبتا، أخيرًا في بودكاسته Chasing Life: تطرقت إلى أنّ هناك من يفخرون بأنّ حياتهم فوضى عارمة لأنهم يعتنون بأطفالهم ويجهدون أنفسهم".

وردت على هؤلاء ببساطة: "لا، إن نكران الذات يرعبني".

تريد كينيدي من الأهل ارتداء أقنعة الأكسجين أولاً قبل مساعدة أطفالهم، تمامًا كما يفعلون إذا كانوا على متن طائرة.

وأشارت كيندي إلى أنّ تربية الأبناء لطالما كانت صعبة، لكن الطبيعة الإلكترونية للحياة الحديثة، مع الهواتف الذكية، والأجهزةاللوحية،  ووسائل التواصل الاجتماعي، وألعاب الفيديو، أعادت برمجة الناس لتوقع المكافآت الفورية من دون بذل الجهد.

ولفتت إلى أنه "في معظم شؤون الحياة، أكنت تتحدث عن كونك في علاقة، أو تربية الأبناء، أو تعلم الرياضيات، عليك بذل جهد كبير فيها للحصول على إشباع متأخر، متأخر جدًا".

ووصّفت كينيدي إنجاب الأطفال بالأمر "غير المريح للغاية"، لكن الناس يتوقعون الإبحار السلس في مجال الأبوة والأمومة طوال الوقت، وذلك بفضل التسهيلات الفورية التي توفرها التكنولوجيا. وهذا التوقع يلوّن تصوراتنا.

"استبدلي نكران الذات بالقيادة القوية

إنّ إرهاق نفسك لإرضاء الجميع ليس صحيًا.

قالت كينيدي لـCNN: ""لا يحتاج الأطفال إلى ضحايا غير أنانيين، بل إلى قادة أقوياء. والاهتمام باحتياجاتك الخاصة هو جزء أساسي من تجنب الإرهاق الأبوي".

لذلك، من المهم وضع حدود. وقالت: "قد تعني الحدود القول: ’أنا غير متاح الآن، لأني أشرب قهوتي‘، أو ’سأمشي بمفردي. سأعود بعد 20 دقيقة. أنا أحبك‘".

حذّرت كينيدي من أن أطفالك سوف يحتجّون. وأشارت إلى أنّ "وهذا أمر جيد. يمكنك التحقق من مشاعرهم مع الاستمرار بالتمسك بحدودك. هذا هو جوهر التربية القوية".

جرعة من التعاطف مع الذات

عامل نفسك بالطريقة التي تعامل بها أي شخص لديه وظيفة صعبة ويعاني.

بالنسبة لكينيدي، "التعاطف مع الذات ليس خطيرًا، لذا جربه اليوم. إن مهمة الأبوة والأمومة هذه صعبة وفي كثير من الأحيان، ننسى أن نلاحظ ونقدّر كل ما نديره". وأضافت: "لا تتردد في استخدام شعاري المفضل: ’تبدو الأبوة والأمومة صعبة لأنها صعبة‘. ضع يدك على قلبك وكرر هذه الكلمات حتى يلين جسدك قليلاً.

قم بالإصلاحات بدلاً من البحث عن الكمال

عندما ترتكب خطأً في التربية، مثل فقدان أعصابك، أو الفشل في الوفاء بوعد، قم بالتعويض.

وأشارت كينيدي إلى أنّ أطفالها ليس لديهم الدكتورة بيكي كأم لهم، "لا وجود للأهل المثاليين. لدينا جميعًا لحظات نتمنى أن نتمكن من استعادتها. لذا، ذكّر نفسك بأن الأطفال لا يحتاجون إلى أهل مثاليين، بل إلى أهل يصلحون الأمور.

إذا كانت عملية الإصلاح هذه جديدة عليك، تقدم كينيدي نموذجًا يساعدك على الشروع بذلك: "أنا آسفة لأنني صرخت في وقت سابق. لابد أن هذا الأمر كان مخيفًا. أسعى للحفاظ على هدوئي حتى عندما أشعر بالإحباط. أنا أحبك".

شارك مشاعرك

لا يجب أن تخوض التجربة بمفردك.

قالت كينيدي: "تذكر هذا الأمر: المشاعر لا تُسبّب لنا مشاكل بقدر ما يسبب لنا الشعور بالوحدة في مشاعرنا مشاكل. لذا إبحث عن صديق، أو مجموعة تربية أطفال، أو مجتمع غير حكمي عبر الإنترنت، وشارك كيف كانت الأمور".

إذا لم تكن متأكدًا من كيفية البدء، فهي توصي بعبارات مثل "هذه المرحلة من الأبوة والأمومة صعبة حقًا"، أو "أريد أن أكون صادقًا، أنا غارقة ومرهقة جدًا".

قد تفاجأ بعدد الأشخاص الآخرين الذين يمكنهم التعاطف، ولن تشعر بالوحدة.

اطلب الدعم

لن يساعدك مشاركة مشاعرك مع الآخرين على الشعور بأقل وحدة فحسب، بل قد يكشف أمامك حلولًا جديدة.

وقالت كينيدي: "تربية الأطفال هي أصعب وأهم وظيفة في العالم - ومع ذلك فهي وظيفة لا نمنح فيها أي تدريب أو موارد أو دعم". 

وتابعت: "إنّ طلب الدعم ليس علامة على وجود خطأ ما فيك أو في طفلك، بل على أنك تعطي الأولوية لصحتك العقلية وصحة طفلك. وهذا أمر يجب أن تفخر به".

يمكن أن يأتي الدعم من خلال معالج، أو طبيب أطفال، أو صديق موثوق به، أو مجموعة تربية، أو تطبيق، أو بودكاست أو كتاب أو حتى محاضرة.