4 رسوم بيانية مقلقة تكشف مدى تدهور المناخ حاليًا

منذ 1 سنة 198

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من ارتفاع درجات الحرارة، وسخونة المحيطات بشكل غير عادي، إلى تسجيل مستويات قياسية مرتفعة من تلوث الكربون في الغلاف الجوي، ومستويات قياسية أخرى منخفضة من الجليد في القطب الجنوبي. ورغم وصولنا إلى منتصف عام 2023، ما برح تحطيم العديد من السجلات المناخية للأرقام القياسية مستمرًا، ودقّ بعض العلماء ناقوس الخطر، خوفًا من أن يكون ذلك علامة على ارتفاع درجة حرارة كوكب بسرعة أكبر بكثير ممّا كان متوقعًا.

وفي تغريدة تمت مشاركتها على نطاق واسع، وصف بريان ماكنولدي، باحث أول مساعد بكلية علوم البحار والغلاف الجوي والأرض في جامعة ميامي، ارتفاع درجات حرارة المحيطات والجو "بالجنون".

وأضاف أنّ "الأشخاص الذين يتابعون هذه الأمور بانتظام لا يصدقون أعينهم، هناك شيء غريب يحدث".

وقال علماء آخرون إنه في حين أنّ السجلات تعد مقلقة، إلا أنها ليست غير متوقعة بسبب الارتفاع المستمر في تلوث الكوكب الناتج عن التدفئة ووصول ظاهرة المناخ الطبيعي "إل نينيو"، التي تؤثر على التدفئة العالمية.

وسواء كانت السجلات القياسية علامة على تخطي التغير المناخي توقعات النماذج المناخية، أم أنها نتيجة لتطور أزمة المناخ على المنوال المتوقع، فإنها تبقى إشارة مقلقة جداً لما هو منتظر، حسبما أفاد العلماء.

وقالت جينيفر مارلون، عالمة الأبحاث بكلية ييل للبيئة، لـCNN: "هذه التغييرات مقلقة للغاية بسبب ما تعنيه بالنسبة للأشخاص خلال فصل الصيف المقبل، وكل صيف بعد ذلك، حتى نخفض انبعاثات الكربون بوتيرة أسرع بكثير مما نفعله حاليًا".

العالم أصبح بالفعل أدفأ بمقدار 1.2 درجة مئوية مقارنة مع العصور ما قبل الثورة الصناعية، ومن المتوقع أن تكون السنوات الخمس التالية الأكثر حرارة على الإطلاق.

وفيما يلي أربعة رسوم بيانية توضح حقًا كل الأرقام القياسية المسجلة هذا العام حتى الآن، مع اقتراب أشهر الحر الأكثر سخونة.

climate-change-graph1

يبدو أن هذا العام سيكون واحدًا من أكثر الأعوام سخونة حتى الآن، حيث تُظهر البيانات العالمية ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات عالية بشكل غير مألوف.

وشهدت الأيام الأحد عشر الأولى من شهر يونيو/ حزيران أعلى درجات حرارة مسجلة لهذا الوقت من العام بفارق كبير، وفقًا لتحليل صدر الخميس، من قبل خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.

ووجد العلماء أيضًا أن هذه هي المرة الأولى التي تتجاوز فيها درجات حرارة الهواء العالمية خلال شهر يونيو/ حزيران، مستويات ما قبل الصناعة بأكثر من 1.5 درجة مئوية.

وتُسجل أرقامٌ قياسية في درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم.

في كندا، حيث اجتاحت موجة حر خانقة بشكل غير عادي معظم أنحاء البلاد، ,حطمت درجات الحرارة العديد من الأرقام القياسية.

وساهمت درجات الحرارة في اشتعال حرائق الغابات المبكرة "غير المسبوقة" التي اجتاحت منطقة أكبر بنحو 15 مرة من المعدل الوسطي لهذا الوقت من العام في كندا، وأرسلت دخانًا ضبابيا ملوثَا إلى الولايات المتحدة.

تم أيضًا تحطيم العديد من الأرقام القياسية للحرارة في سيبيريا في وقت سابق هذا الشهر، حيث ارتفعت درجات الحرارة فوق 100 درجة فهرنهايت.

وتواجه أجزاء من أمريكا الوسطى، بالإضافة إلى ولايتي تكساس ولويزيانا، درجات حرارة مرتفعة جداً.

climate-change-graph2

كما ترتفع درجة حرارة المحيطات إلى مستويات قياسية ولا تظهر أي علامة على التوقف. وبدأ ارتفاع درجات حرارة سطح المحيط في إثارة قلق العلماء في مارس/ آذار عندما بدأت بالارتفاع ثم قفزت لتصل إلى مستويات قياسية في أبريل/ تموز، ما ترك العلماء يسعون لمعرفة السبب.

وكان الشهر الماضي الأكثر سخونة على الإطلاق بالنسبة لمحيطات العالم، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي. إنه نمط من الاحترار مستمر منذ سنوات. في عام 2022، حطمت محيطات العالم أرقامًا قياسية في درجات الحرارة للعام الرابع على التوالي.

climate-change-graph3

وتشير البيانات الحالية إلى أن الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية يعيش حاليًا أدنى مستوياته المسجلة في هذا الوقت من العام، ما يثير قلق بعض العلماء بأنه إشارة إضافية على وصول أزمة المناخ إلى هذه المنطقة المنعزلة.

وفي نهاية شهر فبراير/ شباط الماضي، وصل الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية إلى أدنى مستوى له منذ بدء توثيق السجلات في سبعينيات القرن المنصرم، حيث بلغت مساحته 691 ألف ميل مربع.

وقال "سكامبوس" لـCNN آنذاك: "إنه ليس مجرد 'أقل قليلًا من الرقم القياسي'، إنه يتحرك في اتجاه هابط شديد".

climate-change-graph4

أما عن مستويات ثاني أكسيد الكربون في الهواء، الذي يتم إطلاقه من حرق الوقود الأحفوري، فبلغت رقمًا قياسيًا في شهر مايو/ أيار الماضي، حسبما ذكر علماء من وكالة إدارة المحيطات الجوية الوطنية ومؤسسة "سكريبس" لعلوم المحيطات في جامعة كاليفورنيا بسان دييغو، في بيان أصدروه بداية الشهر الجاري.

وأشار العلماء في بيانهم إلى أن الرقم القياسي البالغ 424 جزءاً في المليون يمثل "صعوداً مستمراً إلى مناطق لم تشهدها الأرض منذ ملايين السنين".

وأكدت وكالة إدارة المحيطات الجوية الوطنية أن مستويات تلوث الكربون التي تساهم في أزمة المناخ، أعلى الآن بأكثر من 50% مما كانت عليه قبل بدء الثورة الصناعية.

وأفاد ريك سبينراد، مدير وكالة وكالة إدارة المحيطات الجوية الوطنية، في بيان: "كل عام نشهد ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كنتيجة مباشرة لنشاط الإنسان. وكل عام نشهد تأثيرات تغير المناخ في موجات الحرارة، والجفاف، والفيضانات، والحرائق، والعواصف التي تحدث من حولنا".