منذ بدايته 1988م، وضع الفنان والمنتج حسن عسيري، بصمته الخاصة على صناعة الدراما السعودية والعربية، بفضل إنتاجه الغزير والنوعي وحضوره الثابت كممثل بارز ضمن الجيل الذهبي للدراما المحلية، وتخطت أعماله 329 مسلسلاً. انطلق فيها من السعودية إلى الساحة الخليجية وصولاً إلى العربية، ليصبح علامة مهمة في الإنتاج الدرامي على وجه التحديد.
بدأ عسيري رؤيته الفنية برغبة في تقديم قصص تعكس المجتمع السعودي كخط يتميز به، عبر التركيز على طرح قضايا معاصرة وجريئة، فأسس خلال مسيرته سلسلة من النجاحات البارزة من أشهرها إنتاج مسلسل (الملك فاروق) الذي حاز على عدة جوائز، فـ(الميراث) كأول سوب أوبرا عربية وكلاهما عُرضا عبر شاشة MBC.
لم تكن مسيرة حسن عسيري، خالية من التحديات؛ بل واجه منذ بداياته صعوبات متعلقة بتقديم محتوى جريء وواقعي يعكس قضايا مجتمعه.
ومع ذلك، سعى بجهد لتطوير أساليبه الإنتاجية، مُعتمداً على التقنيات الحديثة والرؤية العميقة لمعالجة القضايا. تجسدت مهاراته الفنية في قدرته على التكيف مع تحديات الإنتاج وتقديم أعمال متميزة استحقت الجوائز والتقدير.
توجت مسيرته بالعديد من الجوائز التي حصل عليها، إذ نال مسلسل «الملك فاروق» ست جوائز ذهبية في مهرجان القاهرة، كما كانت تجربة «الميراث»، مثيرة ومهمة كأول سوب أوبرا عربي.
يرى حسن عسيري أن أحد أسباب نجاح أعماله هو اهتمامها بخصوصية كل مجتمع بشكل مستقل.
في السعودية، تتناول أعماله قضايا الشارع المحلي بشكل مباشر، مما يخلق تواصلاً حقيقياً مع الجمهور. وهذا التكيف الثقافي -كما يرى- امتد ليشمل المجتمعات الأخرى كالكويت ومصر والمغرب، مشدداً على حرصه على عكس القيم والعادات المحلية لكل مجتمع، مما يعزز من تميز أعماله وانتشارها.
وعلى الرغم من تركيزه على الدراما التلفزيونية، فإن حسن عسيري شدد على نواياه وطموحه لدخول عالم السينما؛ وأعلن، أخيراً، نيته استثمار موارده في إنتاج الأفلام، واستثمار خبرته الطويلة كمنتج في الإسهام بدفع عجلة الإنتاج السينمائي بشكل قوي.
ويعد حسن عسيري، عبر مسيرته الفنية، أحد أبرز صُنّاع المحتوى الدرامي في العالم العربي، وأكسبته قدراته وخبرته حضوراً قوياً كمنتج يجمع بين الابتكار وفهم متطلبات الجمهور.