يبدو أن إسرائيل تقترب من تنفيذ عملية عسكرية في جنوب لبنان وفقًا لمؤشرات أمنية وسياسية ظهرت بشكل جلي على 3 أصعد في الآونة الأخيرة. وقد نشرت إذاعة الجيش عن مصادر مقربة لنتنياهو أنه مصر على تنفيذ العملية،و يهدد بإقالة وزير الدفاع إذا واصل غالانت معارضتها.
ضمن سياق متصل، يستعد المبعوث الأميركي، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، لاجتماع مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، والرئيس إسحاق هرتسوغ، لخفض تصاعد التوترات على الحدود الشمالية لإسرائيل التي تنذر بحدث جلل مع وصول الحلول الديبلوماسية إلى حائط مسدود. لكن التحضيرات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة كشفت عن التالي:
1- تسليح سكان الشمال بأكثر من 9000 بندقية
أعلنت وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي أنه تم تجهيز فرق الدفاع المدني في 97 بلدة قرب الحدود الشمالية، في إطار مشروع لتعزيز هذه الفرق. ووفقاً للبيان الصادر عن الوزارة، تم توزيع حوالي 9000 بندقية هجومية من طراز "آي دبليو آي عراد"، بالإضافة إلى 5000 قطعة سلاح أخرى تم شراؤها في بداية الحرب الجارية.
وفي هذا السياق، أوضح مدير عام وزارة الدفاع، الجنرال إيال زامير، أن عملية الشراء التي يقدر ثمنها بـ 50 مليون شيكل (13 مليون دولار) تُعتبر جزءاً من المشروع الجاري لدعم الفرق المدنية في الشمال. وأضاف زامير: "بعد أن أعدنا تجهيز التجمعات السكانية القريبة من حدود غزة، نواصل الآن إعادة تجهيز 100 فرقة دفاع مدنية في الشمال بالأسلحة، بما في ذلك سلاح 'عراد'، وهو سلاح متطور تم تطويره في إسرائيل."
2- غالانت لأوستن: الاتجاه أصبح واضحاً
من جهة ثانية، أشار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى نظيره الأمريكي لويد أوستن أن الوقت قد انتهى للتوصل إلى تسوية دبلوماسية مع حزب الله. وخلال محادثة هاتفية، أخبر غالانت أوستن بأن "إمكانية التوصل إلى تسوية في الشمال قد ولّت، وقد أصبح الاتجاه واضحاً."
3- قائد المنطقة الشمالية: الأجواء أصبحت مؤاتية
نشرت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن قائد المنطقة الشمالية، اللواء أوري جوردين، أوصى مؤخراً في المناقشات المغلقة "بالسماح للجيش الإسرائيلي بفرض منطقة أمنية على طول الحدود الجنوبية للبنان".
وقد قال جوردين إن الظروف الحالية توفر فرصة للجيش الإسرائيلي لتنفيذ هذه الخطوة بسرعة، حيث زعم أن العديد من أفراد قوة الرضوان، وهي وحدة النخبة في حزب الله، الذين كانوا منتشرين بالقرب من السياج الحدودي، "قد قُتلوا أو فروا شمالاً" بالإضافة إلى ذلك، شهدت الفترة ذاتها مغادرة كبيرة للسكان المدنيين من قرى جنوب لبنان، مما "قلل عدد السكان إلى حوالي 20% فقط من العدد الأصلي منذ 7 أكتوبر/تشرين أول". وقد يسمح هذا التراجع الكبير في عدد السكان للجيش الإسرائيلي تنفيذ المناورة "بشكل أبسط وأسرع"على حد تعبيره.