20 عامًا على الغزو الأمريكي للعراق.. استياء في الشارع بسبب تردي الأوضاع المعيشية والسياسية

منذ 1 سنة 192

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 20/03/2023 - 10:39

آلية أمريكية أثناء دخولها إلى العاصمة العراقية بغداد

آلية أمريكية أثناء دخولها إلى العاصمة العراقية بغداد   -  حقوق النشر  ROBERTO SCHMIDT/AFP

دون احتفالات رسمية، يطوي العراق اليوم الإثنين، 20 عامًا من أحداث أعقبت الغزو الأمريكي لأراضيه في 20 آذار/ مارس 2003.

ولا تزال الدولة الغنية بالنفط تعاني من الأزمات بعد سنوات الحرب والاحتلال والاضطرابات الطائفية الدموية التي أعقبت سقوط الرئيس السابق صدام حسين.

ورغم عودة الحياة إلى طبيعتها، إلا أن العراق لا يزال يواجه مجموعة من التحديات، بدءًا من عدم الاستقرار السياسي مرورًا بالفقر وصولًا إلى الفساد المستشري بالبلاد.

وعشية الذكرى السنوية، لم يتحدث رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، المدعوم من تحالف موالٍ لإيران، عن الغزو الأمريكي، ولكن فقط عن "سقوط النظام الديكتاتوري" لصدام حسين، الذي قُبض عليه فيما بعد وحوكم وأعدم.

وقال السوداني في مؤتمر ببغداد: "نتذكر آلام شعبنا ومعاناته في تلك السنوات التي طغت عليها الحروب الحمقاء والتخريب الممنهج".

بدء العمليات الأمريكية ضد العراق

وبدأت الحرب الأمريكية ضد العراق في عهد الرئيس جورج دبليو بوش وازدادت وتيرتها في أعقاب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة من قبل جماعة القاعدة المتشددة التي يتزعمها أسامة بن لادن.

وأعلن بوش، بدعم من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، أن صدام كان يمثل تهديدًا كبيرًا وكان يطور أسلحة دمار شامل، على الرغم من عدم العثور على أي منها على الإطلاق.

وانطلقت عملية "تحرير العراق" بغزو بري قاده 150 ألف جندي أمريكي و40 ألف جندي بريطاني، تزامنًا مع قصف لمواقع إستراتيجية.

في غضون ثلاثة أسابيع، سقط نظام صدام حسين، وسيطرت قوات الغزو على العاصمة بغداد في 9 نيسان/ أبريل.

وبثت لقطات تلفزيونية في جميع أنحاء العالم بعد فترة وجيزة أظهرت مشاة البحرية الأمريكية وهم يسقطون تمثالًا عملاقًا لصدام، وبعد ذلك أعلن بوش أن "المهمة أنجزت" على متن سفينة حربية أمريكية.

لكن الغزو أثار حالات من الفوضى والنهب على نطاق واسع، وتعمّقت بعد قرار الولايات المتحدة حل الدولة العراقية والحزب الحاكم والجهاز العسكري.

بحلول الوقت الذي غادرت فيه القوات الأمريكية في عام 2011، أودت الحرب بحياة أكثر من 100 ألف مدني عراقي، وفقًا لمجموعة Iraq Body Count، بينما بلغت الخسائر الأمريكية قرابة 4500.

واقع صعب

أما اليوم، ورغم إجراء الانتخابات وضمان حرية التعبير رسميًا، إلا أن السياسة العراقية تعيش حالة من الفوضى وصراعات طائفية وعرقية.

فقد اندلعت احتجاجات كبيرة مناهضة للحكومة في أواخر عام 2019، مما أدى إلى المزيد من إراقة الدماء في الشوارع.

وكانت نسبة المشاركة منخفضة في الانتخابات التشريعية في تشرين الأول/ أكتوبر 2021، مما أثار المزيد من الاقتتال الداخلي والعنف قبل تشكيل الحكومة في نهاية المطاف بعد عام.

ويعيش ثلث سكان العراق في فقر، والخدمات العامة غائبة إلى حد كبير، وتعاني الدولة الغنية بالطاقة من انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر، خاصة في حرارة الصيف الشديدة.

ويقول المواطن العراقي عباس محمد إن "الحكومات المتعاقبة فشلت في محاربة الفساد".

ويضيف الثلاثيني، في حديث لـ"فرانس برس": "نحن نتجه من السيئ إلى الأسوأ. لم تقدم أي حكومة أي شيء للشعب".

وتعهد السوداني مجددًا، الأحد ، بـ"مكافحة جائحة الفساد".

لكن المواطن محمد العسكري، مثل الكثير من العراقيين، يكافح من أجل الحفاظ على أي أمل حقيقي في البلاد.

ويقول: "ابتهجنا بسقوط النظام لأننا اعتقدنا أن العراق سيتحسن، لكننا حتى الآن عانينا فقط".