دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يغفل العاشق في بداية العلاقة عن سلوك شريكه السيء، ويصنفه في إطار الخطأ الهامشي. ولكنّ هذا التصرف قد يكشف عن معاملة سيئة في فترة لاحقة من العلاقة تجاه الآخر الذي يرغب بالتخلي عن العلاقة، بيد أنه يشعر بأنه محاصر لأنه استثمر الكثير فيها.
هذا السيناريو الشائع دفع بباحثين من جامعة ويسترن أونتاريو في كندا إلى البحث عن مؤشرات تسمح بالتنبؤ بعنف محتمل لدى الشريك الحميم، الذي قد يظهر كعنف جسدي، أو جنسي، أو نفسي، وفق ما توصلت إليه دراسة نُشرت في مجلة علم النفس الاجتماعي وعلوم الشخصية.
وقالت الدكتورة نيكولين شارلوت، المؤلفة الرئيسية للدراسة، والباحثة المرتبطة بقسم علم النفس في جامعة ويسترن أونتاريو إنها "واحدة من أولى الدراسات التي تحدد السلوكيات التي تتنبأ بالإساءة لكنها ليست بحد ذاتها مسيئة". وأضافت: "لا يظهر العنف عادة في وقت مبكر من العلاقة. من النادر أن تتعرض لعنف الشريك الحميم من الموعد الأول".
وأضافت شارلوت: "غالبًا ما تتبدّى السلوكيات العنفية عندما يستثمر الناس في علاقاتهم". وأشارت إلى أن "التخلي عن العلاقة قد يكون صعبًا. لذلك، تمحورت فكرتي في هذه الدراسة حول قدرة الناس في رؤية إشارات الخطر، والعلامات التحذيرية، قبل الاستثمار، أو الانتقال، أو أي شيء آخر، إذ قد يسمح لهم ذلك بأخذ دقيقة لإعادة تقييم العلاقة، والمضي قدمًا بحذر أكبر، قبل أن يحدث هذا العنف".
ومن مراجعة الأبحاث الحالية، استنتج المؤلفون قائمة تضم 200 من الأفكار، والمشاعر، والسلوكيات غير المسيئة، والمسيئة. وفي دراسة أجريت على 355 مشاركًا، قام المؤلفون بتضييق قائمتهم إلى 16 علامة تحذيرية تتنبأ بحدوث العنف في غضون ستة أشهر، يرتبط الكثير منها بالمستحقات، والغطرسة، والسيطرة، وعدم النضج العاطفي.
قال الدكتور دويغو بالان، المعالج النفسي المتخصّص في الصدمات النفسية بمنطقة خليج سان فرانسيسكو غير المشارك في الدراسة: "في كثير من الأحيان عندما نختبر هذه الأنماط وديناميكيات العلاقات، يبدو لنا الأمر كأننا الأشخاص الوحيدين الذين نعيش ذلك، وكأن ثمة خطأ ما فينا".
العلامات المبكرة للعنف المنزلي
وأوضحت شارلوت أنه في حال كنت تعاني من أي من السلوكيات التالية التي حددتها الدراسة، فقد تكون عرضة لخطر سوء المعاملة لاحقًا، خصوصًا إذا تكرّر أحدها أو تمت ممارسة أكثر من سلوك منها في آن واحد:
-
أنت وشريكك تمارسان الجنس رغم أنكما لستما في مزاج جيد.
- تشعر أنك لا تستطيع القول لا لشريكك.
- لا يعترف شريكك بخطأه عندما يرتكبه.
- يقارنك شريكك بأشخاص آخرين.
- يتفاعل بشكل سلبي عندما ترفض أمرًا يريده.
- يتجاهل شريكك تحليلك أو منطقك عندما لا يتوافق ومنطقه.
- تجد صعوبة في التركيز على العمل لأن الأفكار المتعلقة بشريكك تستهلك عقلك.
- يضعك شريكك بمواقف غير مريحة في الأماكن العامة.
- يتصرف شريكك بغطرسة.
- يحاول شريكك تغييرك.
- شريكك لا يدعمك.
- شريكك ينتقدك.
- الشريك لديه توقعات غير واقعية لعلاقتكما.
- شريكك يتجنبك.
- يقوم بأمور سبق وطلبت منه ألا يفعلها.
- يهدّد بتركك وحيدًا.
وقالت شارلوت إن "العلامات التحذيرية التي تراها في قوائمنا هي الأكثر أهمية في كل دراسة، ولكن هذا لا يعني أنه لا توجد علامات تحذيرية أخرى مهمة أيضًا".
وأشار بالان إلى أنّ العلامات التحذيرية المبكرة الشائعة الأخرى تشمل قول الشريك إن جميع أحبائه السابقين كان سلوكهم مجنونًا، أو التصرف بوقاحة مع النوادل، أو إيذاء الحيوانات، أو مقاومة التعرف إلى أحبائك.
وأفادت شارلوت وفريقها أنهم لم يدرسوا الأسباب التي قد تسبب سلوكيات مبكرة قد تبدو غير ضارة وتبلغ ذروتها فيما بعد بالعلاقة بما يخص سوء المعاملة. لكن الخبراء يقولون إن الشركاء قد يقدمون أفضل ما لديهم في البداية، ويمكن أن ينمو مدى القوة أو السيطرة التي يرغب بها الشخص بمرور الوقت.
الخطوات التالية
قال الخبراء، إذا لاحظت اثنين فقط من هذه السلوكيات في علاقتك، فقد لا يعني ذلك تلقائيًا أنك بحاجة إلى الانفصال، إلا إذا كنت ترغب بذلك فقط.
وأوضحت شارلوت: "لكن قد يكون من المفيد إبطاء الأمور قليلاً، مثل التعرف إلى شخص ما بشكل أفضل قليلاً قبل القيام باستثمارات كبيرة"، مضيفة أنه ربما يستفيد شريكك من العلاج، أو قد تكون استشارات الأزواج ذات قيمة.
وأشار بالان إلى أنه يجب عليك أيضًا أن تكون واضحًا منذ البداية بشأن حدودك، وتوقعاتك، ومعاييرك التي وضعتها لنوع العلاقة التي تريدها.