شنت روسيا يوم السبت هجمات مكثفة على أهداف أوكرانية متعددة، بما في ذلك مطار عسكري وورش لإنتاج الطائرات المسيّرة، فيما أكدت أوكرانيا أنها صدّت عدة هجمات روسية خلال الـ24 ساعة الماضية، مع احتدام المعارك على جبهات القتال.
وفقًا لتقرير صادر عن وزارة الدفاع الروسية، سيطرت القوات الروسية على مستوطنتين في منطقة دونيتسك، وهما جزء من الجهود الروسية لتوسيع نفوذها في الشرق الأوكراني. وأشار التقرير إلى استهداف منشآت للطاقة الأوكرانية ومطار عسكري، بالإضافة إلى تدمير ورش إنتاج للطائرات المسيّرة التي تُستخدم في الهجمات المضادة.
كما أفادت الوزارة بأن أنظمة الدفاع الجوي الروسية اعترضت عدة صواريخ أوكرانية من طراز"هيمارس"، إلى جانب إسقاط طائرات مسيّرة وأهداف أخرى، في إشارة إلى تصعيد أمني كبير بين الجانبين.
رد أوكراني ومعارك شرسة
على الجانب الأوكراني، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة أن القوات الأوكرانية خاضت معارك عنيفة مع القوات الروسية على جبهات متعددة، مع استمرار الضغط العسكري الروسي. وأشار تقرير الهيئة إلى أن أعنف الاشتباكات وقعت في اتجاهي كوراخوف وبوكروفسك، حيث تمكنت القوات الأوكرانية من صدّ هجمات مكثفة رغم الخسائر.
وذكرت الهيئة أن الوضع على خطوط القتال لا يزال متوترًا للغاية، مع استمرار القصف المدفعي والغارات الجوية، ما يعكس الطبيعة المتقلبة للصراع العسكري الجاري.
في مقابلة يوم السبت، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أهمية إنهاء الحرب عبر الوسائل الدبلوماسية خلال العام المقبل، لكنه أكد أن نجاح أي مفاوضات يتطلب دعمًا دوليًا قويًا لأوكرانيا. وأوضح زيلينسكي أن الولايات المتحدة تلعب دورًا محوريًا كوسيط، ويجب أن تواصل دعمها لتعزيز موقف أوكرانيا في أي محادثات.
على الجانب الآخر، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية مع المستشار الألماني أولاف شولتز إلى أن روسيا لم ترفض المفاوضات أبدًا، لكنها تشترط أن تكون أي اتفاقيات تأخذ في الاعتبار المصالح الأمنية الروسية. تأتي هذه التصريحات بعد اتهام أوكرانيا بتعليق المحادثات، ما يعكس الفجوة بين مواقف الطرفين بشأن إنهاء النزاع.
الأوضاع الإنسانية والميدانية
يستمر الصراع العسكري في التسبب بمعاناة إنسانية كبيرة، مع تزايد أعداد القتلى والمصابين، فضلًا عن تفاقم أزمة النزوح الداخلي في أوكرانيا. في الوقت نفسه، تواجه روسيا أيضًا تكلفة اقتصادية وعسكرية متزايدة، في حرب تستنزف الموارد وتعمّق الانقسامات الدولية.
أدت الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف من الجنود من كلا الجانبين، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 11,700 مدني أوكراني وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة. ومع تقدم القوات الروسية على نحو يوازي 1% من أراضي أوكرانيا قبل الحرب، يشير خبراء إلى أن استمرار القتال يعمّق الأزمة ويعزز حالة عدم الاستقرار في أوروبا.
مع دخول الحرب يومها الألف، يبدو أن الصراع سيستمر لفترة أطول في ظل غياب أي اختراق دبلوماسي حقيقي. يعتمد مستقبل النزاع إلى حد كبير على قرارات الأطراف الدولية، لا سيما الولايات المتحدة وأوروبا، فيما تستعد المنطقة لفصل شتاء جديد قد يغير موازين القوى على الأرض.