100 يوم من الحرب على غزة.. حركت جبهات وأعادت رسم المشهد الفلسطيني والإسرائيلي

منذ 10 أشهر 109

رغم أن الحرب على غزة لم تنتهِ بعد، ومن المبكر الحكم على نتائجها واستخلاص دروس منها، فإن من الواضح أن تداعياتها أعادت رسم المشهد الفلسطيني الداخلي، وكذلك الإسرائيلي، حسب ما يقول جو فيدرمان، مدير أخبار وكالة أسوشييتد برس.

بعد 100 يوم من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يبدو واضحاً اليوم ألا مؤشر على نهاية قريبة للمأساة، في ظل تمسك إسرائيل بهدف "تدمير حماس" والرد على "طوفان الأقصى"  في 7 أكتوبر /تشرين الأول الماضي.

ويؤكد فيدرمان أن إسرائيل تدور في حلقة مفرغة، ولا تزال تعيش يوم السابع من أكتوبر الذي يتكرر عرضه باستمرار في  النشرات الإخبارية والبرامج التلفزيونية، على شكل قصص مأساوية وأخرى بطولية، ولا تزال صدمة الهزيمة والإخفاق الأمني والاستخباراتي تقض مضجع الإسرائيليين الذين يتابعون قنواتهم فقط، ولا يعيرون أي أهمية لرأي الطرف الفلسطيني أو العالمي بحسب فيدرمان.

ويضيف فيدرمان إن الصدمة النفسية لوقائع "السبت الأسود" ستضل عالقة في أذهان الإسرائيليين لزمن طويل، وسيكون من الصعب تخطيه، لأنه زعزع إحساس الأمان والثقة في القادة السياسيين وكشف مدى هشاشة الجيش.

أما على الجانب الفلسطيني، فقد خلفت الحرب على غزة أكثر من 24 ألف قتيل وأكثر من 60 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا للأمم المتحدة. 

ويقول ليبرمان إن التقارير تشير إلى أن حوالي مليوني شخص، أي نحو 85٪ من سكان القطاع، نزحوا من منازلهم، هرباً من القصف.

ويعيش النازحون اليوم في مخيمات ومن المرجح أن يستغرق الأمر سنوات عديدة حتى تتعافى المنطقة، ولا يزال من المبكر فتح ملف إعادة الإعمار.

وأشار فيدرمان بأن حرب غزة تهدد بالامتداد إلى المنطقة بأسرها، فقد كثف حزب الله اللبناني من هجماته على مواقع إسرائيلية قرب الحدود، موقعاً قتلى وجرحى ومتسبباً في نزوح عشرات الآلاف من سكان شمال إسرائيل، التي ردت بعنف أكبر، موقعة عشرات القتلى من الحزب، بينهم قادة كبار.

كما رد الحوثيون بتوسيع نطاق الهجمات لتشمل سفناً تجارية في البحر الأحمر، بحجة أنها إسرائيلية أو مرتبطة بإسرائيل. وحتى حين شن الأمريكيون والبريطانيون هجمات واسعة جواً وبحراً على مواقع داخل اليمن، قال الحوثيون إن ذلك لن يرجعهم عن "دعم غزة".

ويرى مدير أسوشيتد برس أن إسرائيل لم تعد تستطيع أن تتجاهل القضية الفلسطينية، فقد قاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو البلاد طوال السنوات الخمس عشرة الماضية، دون جهود سلام جادة مع الفلسطينيين.
وبدلاً من ذلك، حاول تطبيع العلاقات مع العالم العربي الأوسع، ومعظم دول الخليج، وكان يظن أن هذا من شأنه أن يضغط بطريقة أو بأخرى على الفلسطينيين لتقديم المزيد من التنازلات في المستقبل. لكن السابع من أكتوبر أثبت عكس ذلك ووضع إسرائيل وجهاً لوجه مع القضية الأصعب: فلسطين.