والداي يشجعانني على المعصية

منذ 7 أشهر 150

والداي يشجعانني على المعصية


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/3/2024 ميلادي - 17/9/1445 هجري

الزيارات: 41


السؤال:

الملخص:

طالب سوري يدرس الهندسة المدنية في بلجيكا، لديه ضعف في ثقته بنفسه، فيما يخص المواد العلمية؛ حيث إن والديه دائمًا ما كررا على مسامعه أنه ضعيف في الرياضيات، وهذا الأمر شكَّل له عقدة نفسية، أضعفت ثقته بنفسه، أيضًا كلما شكا إليهم عدم قدرته على التعامل مع الأوروبيين، لمس منهم تشجيعًا لممارسة الزنا وشرب الخمر، ويسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

أنا طالب سوري، أدرس الهندسة المدنية في بلجيكا، مشكلتي أن أهلي كانوا دائمًا ينعتونني بالضعف في الرياضيات، دون أن يفعلوا شيئًا لتدارك هذا الضعف؛ ما شكَّل لي عقدة نفسية حتى الآن، فلو أن أحدهم قال لي: أنت ضعيف في المواد العلمية، أشعر بانهيار تامٍّ لمشاعري وشخصيتي، هذا والتعليم في أوروبا يفرض التعامل مع الناس يوميًّا، وهو أمرٌ صعب لشخص مثلي درس في مدرسة إسلامية في بلده الأم، وإذا ما قلت لوالديَّ: إن التعامل مع الأوروبيين صعب، وإنهم أنانيون، ما يكون ردُّهم إلا أن يقولوا: إنك غير اجتماعي، ولم تكن تفعل شيئًا إلا الذهاب للمسجد، وقد لمست منهم تشجيعًا على الزنا وشرب الخمر بطريقة غير مباشرة.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فهنيئًا لك هذه الهمة العالية، والرغبة في النجاح والارتقاء، فالهمة العالية عزيزة لدى البشر، وسموُّ النفس عن سفاسف الأمور فَضْلٌ من الله، ومِنَّةٌ على عَبدِه المسلم، ولكن المبالغة في التحسس تؤذي الإنسان، وتُعرقل من تواصله الجيد مع البيئة المحيطة؛ ولذلك عليك النظر في حاضرك، والتركيز على ما ينفعك لتجد التوفيق في حاضرك ومستقبلك بإذن الله تعالى، أما الالتفات إلى الماضي، والخوض في غِمارِ الذكريات المؤلمة، والمواقف الموجِعة، فسوف يعرقلك عن مبتغاك، ويزيدك حنقًا على من حولك.

واعلم أن النفس إذا لم تَشغلها بما ينفعها، فسوف تخوض في تذكُّر ما ليس منه فائدة؛ ولذلك أوصيك بتطوير مهاراتك المعرفية، ومهاراتك في التواصل، كذلك من أجل تحسين جودة حياتك، وهناك دورات ولقاءات تتضمن مهاراتٍ تساهم في تقوية الشخصية، وهي متاحة ولله الحمد بكل يسر وسهولة.

ولا تنسَ أمرًا بالغَ الأهمية، وهو ما يتعلق بالجانب الروحي، وتقوية الصلة بين العبد وربه، فإن فيها من الهدوء والسكينة وراحة البال ما يطيب به الخاطر، وينسى معه المرء آلامه وأحزانه.

وأنصحك كذلك بالابتعاد عن إثارة المواضيع المستفزة لك، وعدم طرحها عليهم ما دمت تعلم طريقتهم في التواصل؛ حتى لا تغضب منهم، وتحصل الجفوة بينك وبينهم، وهم أهلك ومنهم والداك كذلك، وحقهم عليك عظيم.

أسأل الله للجميع التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.