هل يجوز النوم عن صلاة الفجر؟

منذ 2 أشهر 79

هل يجوز النوم عن صلاة الفجر؟


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/8/2024 ميلادي - 21/2/1446 هجري

الزيارات: 19


السؤال:

الملخص:

رجلٌ يبدأ دوامه من الثامنة صباحًا لساعة متأخرة من الليل، ولا يضبط المنبه للاستيقاظ لصلاة الفجر؛ لأنه إن استيقظ فلن يستطيع العودة للنوم، فيتأثر يومه، ويسأل: هل يجوز له النوم عن صلاة الفجر في هذه الحالة؟

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا موظف، ودوامي في الصباح الباكر الساعة الثامنة، ويومي يكون مشغولًا جدًّا حتى وقت متأخر من الليل، فأحيانًا لا أنام حتى الساعة الواحدة صباحًا، وأحيانًا حتى الثانية صباحًا، ووقت شروق الشمس يكون الساعة الخامسة والنصف؛ أي: إنني لو أردت اللحاق بصلاة الفجر في وقتها، فيجب عليَّ الاستيقاظ في الساعة الخامسة صباحًا، على أقل تقدير، ومشكلتي أنني لو قمت إلى الصلاة، فلن أستطيع العودة إلى النوم حتى يحين وقت دوامي، وسيكون هذا الأمر مرهقًا جدًّا، وأنا والله أريد الاستيقاظ لصلاة الفجر في وقتها، وأتحسر عليها في قلبي، بل إني في أيام عطلة الأسبوع أحرص على ذلك وأفعله؛ لأن لديَّ متسعًا من الوقت للراحة والنوم بعدها، وقد قرأت في بعض مواقع الفتاوى أن الإنسان لو نام قبل دخول وقت الصلاة - حتى ولو لم يعمل بالأسباب كتعيين المنبه لوقت الصلاة - فإنه معذور وغير مكلَّف، ولا مطالب بالصلاة؛ فلا يلحقه الإثم؛ حيث إن وجوب اتخاذ الأسباب للصلاة محل خلاف بين العلماء في كونه واجبًا أو غير واجب، وأنا أفعل ذلك؛ حيث إنني لا أقوم بتعيين مُنبِّهٍ للصلاة؛ حتى لا أستيقظ، ومن ثَمَّ فلن أستطيع العودة للنوم بعد الصلاة، فأتجاهله وأُصلِّي عند استيقاظي مباشرةً، وصلاة الفجر هي الصلاة الوحيدة التي يحصل فيها هذا، وباقي صلواتي كلها تكون في وقتها والحمد لله، أرجو منكم أن تعطوني جوابًا على حالتي التي ذكرتها بالضبط، هل أنا آثِمٌ بنومي عن صلاة الفجر، حتى لو لم أجعل لي مُنبِّهًا؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

فأحيي فيك - أخي الكريم - حرصَكم على أداء صلاة الجماعة في وقتها، وما ذكرته من حالتك - أسأل الله يعينك - ليست عذرًا لترك صلاة الجماعة، بل ما ذكرتَه من أن النوم لو قمتَ للصلاة لا يعود، هو من تلبيس إبليس؛ فالنفس على ما عوَّدتَها عليه، وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من الاعتياد على النوم وترك الصلاة باستمرار.

أخرج البخاري ومسلم من حديث سمرة بن جندب، قال صلى الله عليه وسلم في رؤياه التي رآها في المنام، ومروره على المعذَّبين في البرزخ حتى قال: ((وإنهما قالا لي: انطلق، وإني انطلقت معهما، وإنَّا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يَهْوِي بالصخرة لرأسه فَيَثْلَغُ رأسه، فَيَتَدَهْدَهُ الحَجَر ها هنا، فيتبع الحجر فيأخذه، فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود عليه، فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى، قال: قلت لهما: سبحان الله! ما هذان؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق ... وقد فسرها في نهاية الرؤيا بقوله: أمَا إنَّا سنخبرك، أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يُثلغ رأسه بالحجر، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة)).

مع ما يُكتَب للعبد من عقوبة عندما ينام عن الصلاة المكتوبة، فإنه قد فرَّط في أجور كثيرة؛ فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يُصلُّون، وأتيناهم وهم يصلون)).

فعليك أن تستيقظ، وتبذل الأسباب، وستواجه صعوبة في البدايات، لكن ستتعوَّد إذا عوَّدت جسمك فيما بعد في وقت النوم والاستيقاظ، أعانك الله.