هل يجب على المصلي أن يجهر بالقراءة في صلاة السر

منذ 1 سنة 418

السؤال:

السلام عليكم في الصلاة السرية صوت حرف ال ذ لا يصدر صوت يعني حرف ذ ينطق ث هل علي أن أرفع صوتي عند نطق هذا الحرف ام أخرجه من مخرجه فقط

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فالصحيح من قولي أهل العلم أنه لا يشترط للمصلي إسماع نفسه بالقراءة ولا التكبير؛ لأن القول يكون باللسان، ولأن الإسماع أمر زائد على القول والنطق، ولذلك كان الواجب على من شرطه أن يقيم الدليل، من تأكد من خروج الحروف من مخارجها، ولم يسمع نفسه، سواء كان ذلك لضعف سمعه، أم لأصوات حوله، أم لغير ذلك، فقراءته معتبرة؛ ومما يدل على ذلك ما في الصحيحين  عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [القيامة: 16]، قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، وكان يحرك شفتيه"، فقال لي ابن عباس: فأنا أحركهما لك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما، فقال سعيد: أنا أحركهما كما كان ابن عباس يحركهما، فحرك شفتيه، فأنزل الله عز وجل: { لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة 16، 17] ، قال: "جمعه في صدرك ثم تقرؤه"، {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ } [القيامة: 18]، قال: " فاستمع له وأنصت، ثم إن علينا أن تقرأه، قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل عليه السلام استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما أقرأه".

قال الإمام ابن القيم في كتابه "مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة" (ص: 529): "واختلفوا هل يمكن وجود حرف نطقي بلا صوت؟ على القولين، وهي مسألة فقهية أصولية يبنى عليها أن كل موضع اعتبر فيه النطق هل يشترط أن يسمع نفسه، أو يكون بحيث لا يسمعها، فشرط ذلك أصحاب الشافعي والمتأخرون من أصحاب أحمد، ولم يشترطه أصحاب أبي حنيفة، وهذا أقوى، فإن حركة اللسان تميز الحروف بعضها من بعض وإن لم يكن هناك صوت، وقد قال تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [القيامة: 16]، فدل على أن تحريك اللسان بحروفه مقدور داخل تحت النهي". اهـ.

وقال ابن مفلح في "النكت والفوائد السنية على مشكل المحرر" (1/ 54):" ...

واختار الشيخ تقي الدين أنه يكفي محصل الحروف وإن لم يسمع نفسه، وهو قول الكرخي الحنفي، فإن أسمع نفسه فهو عند الكرخي أدنى الجهر"

وجاء في "الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف" للمرداوي (2/ 44):

"قوله (وبالقراءة بقدر ما يسمع نفسه) يعني أنه يجب على المصلي أن يجهر بالقراءة في صلاة السر، وفي التكبير وما في معناه بقدر ما يسمع نفسه، وهذا المذهب، وعليه الأصحاب. وقطع به أكثرهم، واختار الشيخ تقي الدين الاكتفاء بالإتيان بالحروف، وإن لم يسمعها، وذكره وجها في المذهب. قلت: والنفس تميل إليه، واعتبر بعض الأصحاب سماع من بقربه".

وعليه، فالواجب على المصلي أن يحرك لسانه وشفتيه فقط بالحروف من مخارجها ولا يجب إصدار صوت ولا اسماع نفسه،، والله أعلم.

  • 0
  • 0
  • 4