هل أنا ظالمة بقطع علاقة محرمة؟

منذ 11 أشهر 163

هل أنا ظالمة بقطع علاقة محرمة؟


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/12/2023 ميلادي - 29/5/1445 هجري

الزيارات: 28


السؤال:

الملخص:

فتاة كانت على علاقة عبر الإنترنت برجل متزوج، كانا يتكلمان كلامًا مخلًّا، وظلت معه مدة من الزمن، ثم تابت إلى الله لما خُطبت، لكن هذا الشخص أرسل إليها يدعو عليها ويتهمها بالظلم، وهي تسأل: هل هي ظالمة له أو لزوجته؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

منذ سبع سنوات تعرفت على شخص متزوج عبر الإنترنت، وامتد الكلام بيننا، وتطرقت الأمور للحديث في الكلام الجنسي، وكنت أقول له بعض الكلام الرومانسي وهو أيضًا، وكنت أتوب إلى الله، ثم أرجع لمحادثته، واستمر حالي هكذا من توبة ورجوع، حتى تاب الله عليَّ توبة نصوحًا، وتركته بلا عودة، وكان تَرْكِي له أيضًا بعد خِطبتي من شخص أحسبه على خير، وهذا الشخص المتزوج كان يقول لي: إنه يحبني، ويريد الزواج بي، ولكني رفضت ذلك منذ اللحظة الأولى، وأبلغته أنني لست على استعداد للزواج من رجل متزوج، وأن يكون خراب بيته بسببي، بيدَ أننا كنا نتعامل معاملة الأزواج عبر الإنترنت والهاتف، وكان كلما حدث بيننا شيء مخلٌّ عبر الهاتف، أشعر بتأنيب الضمير، وأُرسل له رسالة بأنني سأغلق كل شيء ولن أستمر معه، وكنت أعرف أنني لست الوحيدة في حياته؛ فهو متعدد العلاقات، وقد اعترف لي بذلك، وقال لي: "إنه يحب النساء"، وبعد خِطبتي، تركته وقطعت معه كل الوسائل التي توصله لي وتوصلني له، وتوبت لربي توبة نصوحًا، وحققت جميع شروط التوبة، ولكنه أرسل لي أنه لن يسامحني، وأنه يدعو عليَّ في كل صلاة، وأنني كنت سببًا في أذاه وأذى قلبه، ومنذ مدة أرسل لإحدى صديقاتي أنني أكثر شخص آذَيْتُه في قلبه وحياته، وقال لها: "حسبي الله ونعم الوكيل فيها"، وعندي ذنب آخر؛ ففي إحدى المرات قرأت زوجته الرسائل بيننا، فكلمتني ووبختني، وهذا حقها فلا ألومها، وقالت لي: "حسبي الله ونعم الوكيل"، فأرسلت إليها أعتذر منها، وطلبت منها الصفح، ولكنها لم ترد عليَّ، وبعدها قطعت التواصل معه لمدة طويلة، ثم عاودت فتح حسابي، فتواصل معي، واستمر الحديث بيننا مرة أخرى حتى توبتي، أنا - والله - شديدة الندم على تضييع هذه الأيام مني في معصية ربي، والله أتألم لما فعلت تألمًا شديدًا، وأحتقر نفسي كثيرًا، ووددت لو تعود هذه الأيام، فأطيع ربي، وأقضي عمري في طاعته، فقد عرفت هذا الشخص في الثامنة عشرة من عمري، وأنهيت علاقتي به تائبة إلى الله في الثالثة والعشرين من عمري، سؤالي هنا: هل أنا ظالمة له، وسيحاسبني الله على تألم قلبه بسببي؟ هل توبتي التي دخلت فيها نية أخرى - وهي التوبة من أجل خطوبتي - لا تُعتبر توبة نصوحًا؟ هل هناك شيء أقوم به تجاه زوجته لكي تسامحني يوم القيامة؟ هل أنا ظالمة لزوجته؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فما دمتِ قد استفسرتِ عن أشياء محددة، فسوف أجيبكِ عنها باختصار؛ وهي:

أولًا: سؤالكِ الأول: هل أنتِ ظالمة له، عندما تبتِ إلى الله، وتركتِه، وهل سيحاسبكِ الله على تألم قلبه؟

الجواب: لا، لستِ ظالمة له، ولا يُحاسبكِ الله على تألم قلبه؛ لأنه تألم على فوات علاقة محرمة، بل كل منكما كان ظالمًا لنفسه وللآخر أثناء علاقتكما المحرمة، أما بعد توبتكِ، فلا إثم عليكِ أبدًا، بل يرجى لكِ الخير إن صدقتِ، أما تهديداته لكِ وتحسباته عليكِ، فلا قيمة لها، ولا أثر لها عليكِ، وإنما يريد منها تخويفكِ لكي تعودي لطريق الغواية.

ثانيًا: سؤالكِ الثاني: هل توبتكِ إذا دخلت فيها نية التوبة من أجل الخطوبة تعتبر توبة نصوحًا؟

فأقول: المهم حتى تكون التوبة توبة نصوحًا أن يجمع التائب بين ثلاثة أمور؛ هي:

الإقلاع.

والندم.

والعزم.

وبعدها يُبشَّر بالخير العظيم؛ لقوله سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110]، وقوله عز وجل: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70].

ثالثًا: وسؤالكِ الثالث: هل من شيء تقومين به تجاه زوجته حتى تسامحكِ؟ وهل أنتِ ظالمة لزوجته؟

فأقول: أن تكثري من الاستغفار ومن الدعاء لزوجته، وإن تيسر الاعتذار مرة أخرى، فهو طيب جدًّا، فإن قبلت، فالحمد لله، وإن لم تقبل، فلعل الله سبحانه إذا علِم صدقَ توبتكِ أن يغفر لكِ، وأما سؤالكِ: هل أنتِ ظالمة لزوجته؟ فنعم، قَدْ ظلمتِها بإقامة علاقة محرمة مع زوجها، ولكن باب التوبة مفتوح، فتوبي توبة صادقة، وأبشري بالخير، فمن تاب، تاب الله عليه، وأبدل سيئاته السابقة إلى حسنات.

رابعًا: احذري ثم احذري ثم احذري أن تذكري أيَّ شيء عن علاقتكِ السابقة لزوجكِ القادم، ولا لغيره من البشر، لا تصريحًا، ولا تلميحًا؛ حتى لا يُساء الظن بكِ، وتلوككِ الألسنة بالعار، فسوء الظن حاضر عند كثير من الناس، والشيطان يزينه في قلوبهم، وافرحي بستر الله عليكِ، واستري على نفسكِ، ولا تفضحيها.

حفِظكِ الله، ووفقكِ للتوبة النصوح، وستر عليكِ.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.