معاناة الطرد من الوظيفة

منذ 6 أشهر 139

معاناة الطرد من الوظيفة


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/5/2024 ميلادي - 22/10/1445 هجري

الزيارات: 21


السؤال:

الملخص:

شاب يعاني ضيقًا في الرزق؛ لأنه كثيرًا ما يُطرد من الوظائف، ويسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

أعاني ضيقًا في الرزق، وأُرفض من وظائف كثيرة، منذ عام 2009، وإذا ما قُبلت في وظيفة، فلا يطول الوقت حتى يطردني صاحب العمل، مع إتقاني له، ولا بركة فيما أتقاضاه من أجر، وأتعب كثيرًا من أجل لقمة العيش، وأُحس بإعياء شديد، ولو لم أبذل مجهودًا، وأعاني كثرة السهو والنسيان.

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياك الله يا أخي، وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يوفِّقك لكل خير، وأن يصرف عنك كل شر.

بدايةً أحب أن أذكِّرك أن الابتلاء سُنَّة من سنن الله سبحانه على الأنبياء والصالحين؛ عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: ((قلت: يا رسول الله، أي الناس أشد بلاءً؟ قال: الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، فيُبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صُلبًا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رِقَّة ابتُليَ على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة))؛ [صحيح الترمذي].

لذا يا أخي إن كنت على طاعة الله، وتحافظ على الصلاة، فإنك من أهل الخير، وأنصحك بما يلي:

الصبر والاحتساب على هذا البلاء؛ لأن فيه خيرًا كبيرًا لك؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نَفْسِهِ وولدِهِ وماله، حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة))؛ [أخرجه الترمذي].

المحافظة على ذكر الله، وخاصة أذكار الصباح والمساء، ففيها أجر عظيم، وطمأنينة للقلب، وانشراح للصدر؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، وهي تَقِي المسلم بإذن الله من شرور الإنس والجن؛ جاء عن عبدالله بن عباس: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوِّذ الحسن والحسين، يقول: أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامَّة، ومن كل عين لامَّة))؛ [صحيح الترمذي].

الإيمان بأن الله هو الرازق، وأن الرزق مقدَّر لصاحبه، ولن يجد امرؤ إلا ما قُدِّر له، سعى أو لم يَسْعَ، ولكنَّ الناسَ متعبَّدون بالسعي والتكسب؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، وقال تعالى: ﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [الزخرف: 32].

الاستغفار والبعد عن المعاصي والتوبة إلى الله، فهي طريق إلى الرزق المبارك؛ قال تعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12].

العلاج بالرقية ومجالسة الصالحين، والبعد عن الفاسدين؛ فهم يعينونك على الطاعة.

العمل بالأسباب، وذلك بالبحث عن الوظيفة، فلا تعلم أين رزقك سيكون؟

التفاؤل والبشارة بالخير، وأن الكرب مهما طال سينقضي؛ قال تعالى: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5].

أسأل الله أن يهدي قلبك لكل خير، وأن يصرف عنك مصائب الدنيا والآخرة، وصلى الله على سيدنا محمد.