محتار بسبب شكل خطيبتي

منذ 1 سنة 196

محتار بسبب شكل خطيبتي


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/9/2023 ميلادي - 13/3/1445 هجري

الزيارات: 24



السؤال:

الملخص:

شاب خطب فتاة بطريقة "زواج الصالونات"، ولما رآها أول مرة، كان مترددًا في شكلها، وبعد أن تمت الخطبة، رآها من غير "ميكاب"، فلم يعجبه لون بشرتها، وزادت حيرته بسبب شكلها، وهو يسأل: هل عليه إثم إن تركها لهذا السبب؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

أنا شابٌّ في آخر عشرينيات العمر، ملتزم، أحفظ القرآن، تقدمت لخِطبة فتاة على طريقة "زواج الصالونات"، وحددنا موعد الرؤية الشرعية، ولما رأيتها أول مرة أعجبتني شخصيتها، لكني ترددت في شكلها، ولم أكن مقتنعًا به بشكل كبير، فطلبت رؤيتها مرة أخرى دون "ميكاب"، لكن ذلك لم يحدث، فقد وضعت في المرة الثانية أيضًا "ميكاب"، وتمت الخِطبة، وأنا ما زلت مترددًا في شكلها، ولما رأيتها بعد قراءة الفاتحة من غير "ميكاب"، لم يعجبني لون بشرتها، وأرى كل بنت غيرها أجمل منها، ولا يعني هذا أنني لا أغض بصري؛ فأنا أحاول غضَّ بصري قدر الطاقة، أنا في حيرة من أمري؛ فأنا أحب شخصيتها، لكني متردد في شكلها، أخشى إن تزوجتها أن أظلمها أو أطلقها، أو لا أستطيع أن أعفَّ نفسي؛ لأن الزواج أساسه العفة، وقد صليت الاستخارة كثيرًا، وما زالت الحيرة، سؤالي: لو تركتها بسبب الشكل، فهل يكون عليَّ إثم؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فإن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام يخبرُنا في الحديث الشريف عن العوامل المعتادة بين الناس لاختيار المرأة، ثم يحُثُّ على الزواج بذات الدين؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تُنكَح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين ترِبت يداك))؛ [رواه البخاري ومسلم].

فالعامل الأهم في الاختيار هو مستوى تديُّن المرأة، ثم تأتي العوامل الأخرى تِبَاعًا.

ولا شكَّ أن الجمال نسبيٌّ ويختلف تقديره من شخص إلى آخر، وأن الارتياح لرؤيتها هو المعوَّل عليه، وهو من عوامل الانسجام بين الزوجين؛ ولذلك أوصى النبي عليه الصلاة والسلام برؤية المرأة قبل عقد النكاح؛ فقد روى الترمذي وابن ماجه عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه خطب امرأةً؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((انظر إليها؛ فإنه أحرى أن يُؤدَمَ بينكما))؛ أي: أحرى أن تدوم المودة بينكما.

واعلم أن الارتياح لسلوكها وشخصيتها كذلك ربما فاق الارتياح لمنظرها وهيئتها، فهي عوامل عديدة لا بد من اجتماعها.

ولذلك أنصحك بأن تدرس الأمر من جوانبه وبعناية، وأن تتخذ القرار وتعزم في أمرك بعيدًا عن الحيرة والتردد، وأنت الأعلم بحالك، هل تستطيع التعايش معها والبدء في هذا المشوار الطويل بإذن الله، أم أن نفسك تفِرُّ منها ولن تستطيع الإكمال معها؟

فإن كنت تعلم عدم قدرتك بالاستمرار؛ فلا تظلمها معك، وتستمر في علاقة تعلم من نفسك عدمَ القدرة على إعطاء شريك الحياة حقوقَه فيها.

أسأل الله للجميع التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.