لماذا تعد خسارة بولسونارو في البرازيل نصراً بيئياً ومناخياً للأمازون؟

منذ 2 سنوات 205

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 31/10/2022 - 17:01

لطالما شكلت سياسات بولسونارو عبئاً وخطراً على البيئة، ففي عهده وتحت إشرافه سُجلت أعلى معدلات إزالة غابات في منطقة الأمازون منذ 15 عاماً

لطالما شكلت سياسات بولسونارو عبئاً وخطراً على البيئة، ففي عهده وتحت إشرافه سُجلت أعلى معدلات إزالة غابات في منطقة الأمازون منذ 15 عاماً   -   حقوق النشر  AP Photo

من البديهي أن فوز الرئيس البرازيلي السابق لويس إيناسو لولا دا سيلفا على الرئيس الحالي جايير بولسونارو في جولة الإعادة في الانتخابات البرازيلية، سيحمل تغييرات سياسية واقتصادية كبيرة للبلاد، التي شهدت الأحد بداية نهاية أكثر حكومة يمينية في البرازيل تشدداً منذ عقود.

لكن لا يبدو أن السياسة والاقتصاد فقط، المجالان اللذان سيشهدان تغييرات ملموسة بعودة لولا دا سيلفا إلى سدة الحكم، فالمناخ أيضاً سيكون رابحاً في هذه المعادلة.

لطالما شكلت سياسات بولسونارو عبئاً وخطراً على البيئة، ففي عهده وتحت إشرافه سُجلت أعلى معدلات إزالة غابات في منطقة الأمازون منذ 15 عاماً، بينما قام دا سيلفا بسن سياسات لحماية غابات الأمازون.

ما أهمية الأمازون؟

تعد الأمازون أكبر غابة مطيرة استوائية في العالم وموطناً لمزيج من الكائنات الحية المتنوعة، وأشجارها وتربتها تشكل إحدى أهم أحواض الكربون وموارد المياه العذبة على كوكب الأرض.

ما الأزمة التي تواجهها الآن؟

تشير الدراسات إلى أن الأنشطة البشرية دفعت أجزاء من الغابات المطيرة، لتتحول من مصفاة طبيعية للكربون تنقي الجو منه إلى مصدر له، بمعنى أن بعض أجزاء هذه الغابة المطيرة باتت تبعث في الجو ثاني أكسيد الكربون، بنسبة أكثر مما تمتصه منه.

بين دا سيلفا وبولسانارو

خلال فترة ولاية لولا دا سيلفا الأولى، من 2003 إلى 2006، تراجعت إزالة غابات الأمازون بنسبة 43.7٪، وفقاً لتاسو أزيفيدو من "ماب بيوماز" (MapBiomas) وهي مبادرة تسعى للمساهمة بفهم تحولات الأقاليم، من خلال رسم خرائط الغطاء الأرضي واستخداماته في البرازيل. أما خلال فترة ولاية دا سيلفا الثانية التي استمرت حتى عام 2010، فقد انخفضت النسبة بنحو 52.3٪.

تغير هذا التوجه بشكل كبير في عهد بولسونارو، وسار في الاتجاه العكسي، حيث ارتفعت نسبة إزالة الغابات بنسبة 72٪ خلال ولايته، إذ قامت إدارة بولسانارو بتفريغ وكالات حماية البيئة، مما أعطى مساحة أكبر للاستيلاء غير القانوني على الأراضي من قبل المطورين. فقُطعت الكثير من الغابات المطيرة لاستغلال الأراضي لرعي الماشية، بهدف تصدير لحوم البقر والمنتجات الزراعية الأخرى، وتعرض في عهده المدافعون عن البيئة في منطقة الأمازون، والمدافعون عن السكان الأصليين، والصحفيون للهجوم والقتل.

وتقول مانويلا ماتشادو من مركز وودويل لأبحاث المناخ، إن شق الطرق عبر الغابات وقطع الأشجار وإشعال الحرائق غير القانوني انتشر في عهد بولسونارو، وشددت على أن الأولوية يجب أن تكون الحد من إزالة الغابات، وتعزيز حماية الشعوب الأصلية.

تمكين العمل البيئي

يستخدم المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء (INPE) الأقمار الصناعية للكشف عن الحرائق، وإصدار التنبيهات عند رصدها في منطقة الأمازون. وترجح ماتشادو أن تكون معظم الحرائق في الغابات المطيرة من صنيع الإنسان.

وتُستخدم بيانات هذه الوكالة لتتبع معدلات إزالة الغابات، لكنها لم تعد مقترنة بإنفاذ صارم لقوانين حماية الأراضي على الأرض. في الواقع، لا تذهب التنبيهات إلا إلى المجتمع العلمي، الذي لا يستطيع إلى حد كبير فعل أي شيء حيال ذلك بخلاف تتبع الاتجاهات.

تتمثل المهمة الرئيسية لحكومة لولا في استعادة الوكالات والمنظمات غير الحكومية، التي تعمل على الأرض لحماية أراضي السكان الأصليين وكذلك غابات الأمازون المطيرة المحمية.