استشارات متعلقة
تاريخ الإضافة: 11/12/2023 ميلادي - 27/5/1445 هجري
الزيارات: 19
♦ الملخص:
فتاة تقدم إليها ابن عمها الذي يحبها كثيرًا، لكنها لا تحبه، ولا تريده زوجًا؛ حيث إن مستواه التعليمي أقل منها، وأهله – وإن كانوا طيبين – فلاحون، المشكلة أن أهلها موافقون، ويحاولون إقناعها به، وهي تسأل: ما الحل؟
♦ التفاصيل:
تقدَّم لخِطبتي ابن عمي، وهو يحبني، ويرغب فيَّ كثيرًا، وأهله أناس طيبون؛ ومن ثَمَّ فإن أهلي موافقون، وراضون بالأمر، لكنني لا أحبه، ولا أتمناه زوجًا لي أقضي معه ما بقِيَ من حياتي؛ فمستواه التعليمي أقل من مستواي؛ أنا في الجامعة، وهو لم يدخل الجامعة، وأهله وإن كانوا طيبين، فإنهم فلاحون، وأهلي ليسوا كذلك، المشكلة أن أهلي يحاولون إقناعي، سيما أننا أخوات بنات، ليس لنا أخٌ، وأبي يرى أن ابن عمي سيقوم مقام الأخ لنا، ويحفظ بيته وبناته من بعده، حفظه الله، فما أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فلا شكَّ أن القرارات المصيرية تحتاج إلى تأنٍّ وتأمُّل قبل اتخاذها، وهذا لا يعني أن يستسلم الإنسان للحَيرةِ والتردد، ويستغرق في الأفكار السلبية، ويُهيمن عليه القلق، وإنما عليه دراسة الموضوع من جميع أبعاده؛ حتى يصِلَ إلى القرار الصحيح، متوكلًا على الله سبحانه، مقتنعًا باختياره.
ومما يعينكِ على دراسة هذا الموضوع بشكل منطقي استبعادُ الأوهام والتخوُّف غير المنطقي، والبعد كذلك عن رفع الاستحقاق والمبالغة في التطلعات، لا سيما أن الزواج رزقٌ يسُوقه الله تعالى للفتاة، ولا يحسُن بها أن تردَّ المواصفات الجيدة؛ طمعًا في مواصفات أفضلَ لا تتيقن حصولها، وربما استفاقت بعد حينٍ من الدهر على خاطب مواصفاته أقل، وتجد نفسها مضطرة للقبول به، نادمة على فوات مَن فات.
وأود تبسيط الأمر لديكِ؛ حتى أعينكِ على اتخاذ القرار:
أما بالنسبة للحُب، فهو ينمو مع الليالي والأيام، وحسن العشرة والتودد، لا سيما وأن الرجل مُقبِل برغبة عالية، وهو حريص على الزواج بك، وأهله كذلك أخلاقهم عالية، وسمعتهم طيبة.
وبالنسبة لاختلاف المستوى التعليمي، فإنه لا يضر إذا كان الرجل واعيًا، ولديه مستوى جيد من الفهم والإدراك يعينه على التعامل بانسجام مع الآخرين، والتعامل باحترام وحسن تصرف، ولديه القدرة على رعايتكِ ورعاية أبنائكما في المستقبل.
ولا يفوتني التنبيه على أن الوالدين لديهما نظرة أعمقُ وأحكَمُ؛ فقد مرت بهما تجارب عديدة تكسبهما النظرة لأبعاد الأمور ومصائرها، بعد توفيق الله.
أسأل الله للجميع التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.