كيف أعرف أني مؤمنة؟

منذ 1 سنة 210

كيف أعرف أني مؤمنة؟


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/8/2023 ميلادي - 30/1/1445 هجري

الزيارات: 24



السؤال:

الملخص:

فتاة يراودها الشك في أن الخالق هو الله، ولا تجد نفسها مؤمنة بشيء، وتشعُر أنها على خطرٍ عظيم، وتسأل: كيف أعرف أني مؤمنة؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

نفسي تحدثني أني لست مؤمنة، وكلما سمعت مقطعَ قرآن فيه تهديد ووعيد، أشعر أني المقصودة، الشكُّ يملؤني، لا أجدني مقتنعة بشيء، فكيف نعرف أن الخالق هو الله؟ أعرف أن الأدلة الكونية أو القرآنية تدل على الخالق، لكن من أين لي أن أعرف أن الخالق هو الله، ليس غيره؟ راودتني تلك الوساوس من قبلُ، ولم أُجِبْ عنها، فماذا أفعل في تلك المعاناة؟ وكيف أعرف أني مؤمنة؟

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ أما بعد:

فإن المؤمن مُبتلًى بالوساوس والأوهام الشيطانية؛ ليُزَعْزِعَ الشيطان اعتقاده، ويُضْعِفَ إيمانه، ويُوقِعَه في الشكِّ والقلق النفسي؛ ليكدِّر عليه صفو حياته وعبادته.

وقد عَرَضَ مثل هذا للصحابة رضي الله عنهم، فجاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: ((إنَّا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، فقال: أو قد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريحُ الإيمان))؛ [رواه مسلم].

وفي الصحيحين أنه قال: ((يأتي الشيطان أحدكم، فيقول: مَن خَلَقَ كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه، فَلْيَسْتَعِذْ بالله ولْيَنْتَهِ)).

فالمؤمن والمؤمنة يجاهدان هذه الوساوس والأفكار، خاصة ما تعلق بذات الله سبحانه، ويعلم يقينًا أنها لن تضره، إذا قام بما أوجب الله على أوليائه من المجاهدة والإعراض عنها؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها، ما لم تعمل به أو تتكلم))؛ [متفق عليه].

فالحل بعون الله يتلخص فيما يأتي:

الاستعاذة بالله سبحانه، واللجوء إليه، والانتهاء عن هذه الوساوس؛ كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.

ذكر الله تعالى، وضبط النفس عن الاستمرار في هذه الوساوس.

الاشتغال بالعبادة والْمُضِيُّ في طريق العودة إلى الله؛ ابتغاءَ مرضاته، فمتى التفت العبد إلى ذلك بإخلاص، ذهب عنه الاشتغال بهذه الوساوس بحول الله.

كما أن العلم بالله تعالى وتوحيده في ربوبيته وألوهيته، وأسمائه وصفاته، مع العلم بهَدْيِ النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته، مما يوضح السبيل، ويهدي العبد إلى صراط مستقيم.

وأوصيكِ بالدعاء في مواطن الإجابة ومظانِّها بمعافاتكِ من هذه الأمور.

وبالله التوفيق.