كوب 27: الدول النامية تطالب بآلية خاصة لتمويل خسائر وأضرار التغير المناخي

منذ 2 سنوات 179

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 16/11/2022 - 08:18

نشطاء مناخ في مظاهرة في منطقة الاحتجاج المخصصة لقمة المناخ للأمم المتحدة كوب 27، الثلاثاء 15 نوفمبر 2022 في شرم الشيخ، مصر.

نشطاء مناخ في مظاهرة في منطقة الاحتجاج المخصصة لقمة المناخ للأمم المتحدة كوب 27، الثلاثاء 15 نوفمبر 2022 في شرم الشيخ، مصر.   -   حقوق النشر  AP Photo

قبل ثلاثة أيام من النهاية الرسمية لمؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) في شرم الشيخ، أكدت الدول الغنية والفقيرة مواقفها الثلاثاء ما أبرز تباعداً كبيراً حول إنشاء آلية تطالب بها البلدان الضعيفة لتعويض "الخسائر والأضرار" التي تعرضت لها جراء الاحترار.

وقال رئيس كوب27 المقام في منتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر سامح شكري "سجل تقدم لكن يبقى بالتأكيد الكثير أمامنا إذا أردنا التوصل إلى نتيجة متينة تشكل محركاً لتحرك مناخي طموحة وشامل".

إلا أن المسودة الأولى للإعلان النهائي التي نشرت ليل الاثنين الثلاثاء تقتصر على قائمة من النقاط مع إعادة تأكيد بعض المبادئ المختلف عليها ومنها "ضرورة التحرك السريع ليبقى هدف 1,5 درجة مئوية ممكناً".

ونص اتفاق باريس حول المناخ المبرم العام 2015 على هدف حصر الاحترار دون الدرجتين مئويتين وإن امكن بحدود 1,5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية. وفيما كل عُشر من درجة مئوية يؤدي إلى كوارث مناخية كثيرة، تعهد الموقعون على الاتفاق العام الماضي خلال كوب26 في غلاسغو على إبقاء أكثر أهدافه طموحاً "على قيد الحياة".

وأفاد مراقبون أن الصين والمملكة العربية السعودية أبلغتا حتى عن تحفظهما الذي سبق أن عبرتا عنه، على ذكر هدف 1,5 درجة مئوية في الإعلان الختامي، في حين يتوجه العالم إلى احترار كارثي قدره 2,8 درجة مئوية.

الجانب السلبي للتاريخ

وتتمثل المسألة الثانية في صلب المفاوضات بالمطالبة من قبل الدول النامية باستحداث آلية خاصة لتمويل "الخسائر والأضرار" التي تعرضت لها جراء تداعيات الاحترار المناخي.

وينص مشروع قرار عرضته مجموعة الـ77 + الصين التي تمثل أكثر من 130 دولة ناشئة وفقيرة على أن يقرر كوب27 "إنشاء صندوق للدول النامية لتغطية تكاليفها على صعيد الخسائر والأضرار الاقتصادية وغير الاقتصادية".

ويشمل المشروع أيضاً مرحلة انتقالية على أن تقر "المبادئ والتدابير التشغيلية" للصندوق خلال مؤتمر كوب المقبل على أبعد تقدير أي في نهاية العام 2023.

وعلق هارجيت سينغ من شبكة "كلايمت أكشن نتوورك" التي تضم منظمات غير حكومية "الدول الغنية والصناعية ولاسيما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يمكنها أن تقرر الانضمام إليها أو الاستمرار بالوقوف إلى الجانب السلبي من التاريخ فيما يعاني ملايين الأشخاص".

في المقابل، قال الاتحاد الأوروبي أنه يفضل "إطلاق عملية" على غرار المسهلين الذين عينتهم رئاسة المؤتمر الذين بعرضهم المواقف المختلفة المتباعدة تحدثوا عن "عملية" لمواصلة المحادثات حتى 2024.

إلا أن دول الجنوب تؤكد أنها مستعدة لمواصلة النضال.

وأكد كونرود هونته مفاوض أنتيغوا وباربودا التي ترأس تحالف الدول الجزرية الصغيرة "لن تخرج أنيتغوا وباربودا من هنا من دون صندوق أخضر للخسائر والأضرار" مهاجما بقوة مصادر الطاقة الأحفورية.

وحملت الدولة النامية التي توالت على منبر المؤتمر طوال النهار بقوة على الأهداف غير الطموحة للدول المتطورة.

غياب القيادة

فقال وزير البيئة السنغالي أليون ندوي باسم مجموعة أقل الدول تقدماً "غياب القيادة والطموح في مجال تخفيف انبعاثات غازات الدفيئة مقلق" مندداً بثلاثة عقود "زاخرة بخيبات الأمل"، وأضاف "يجب أن يتمتع جيلنا بالشجاعة والحكمة لتحمل مسؤولية تغيير مسار التاريخ لنسلم الأجيال المقبلة كوكباً قابلاً للعيش".

وسأل وزير التغير المناخي في بيليز أورلاندو هابيت "كم من مؤتمرات كوب طالبنا فيها بتحركات مناخية عاجلة؟ وكم من المؤتمرات الإضافية سنحتاج؟ كم من الأرواح سيضحى بها؟" مطالبا مجموعة العشرين و"كبار الملوثين الآخرين" بتحركات.

وتتجه أنظار الكثير من المشاركين في كوب27 إلى قمة مجموعة العشرين المنعقدة في بالي يومي الثلاثاء والأربعاء ليروا بأي طريقة سيتناول قادة هذه البلدان الأزمة المناخية وتحركهم على صعيدها، آملين بنبأ سار سيعطي دفعاً للمفاوضات الحاصلة في مصر.

من جهته تعهد الاتحاد الأوروبي تعزيز التزاماته المناخية.

وقال فرانس تيميرمانس نائب رئيسة المفوضية الأوروبية في منتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر "لا تدعوا أحداً هنا أو في الخارج يقول لكم إن الاتحاد الأوروبي يتراجع. لا تدعوهم يقولون لكم إن غزو روسيا لأوكرانيا يقضي على الميثاق الأوروبي الأخضر وإننا نهرول وراء الغاز".

وأوضح أنه بفضل إقرار تشريعات عدة في الأسابيع الأخيرة "بات الاتحاد الأوروبي مستعداً لتحديث التزاماته" لخفض الانبعاثات بما لا يقل عن 57 % بحلول 2030 مقارنة بمستويات العام 1990 في مقابل 55 % على الأقل راهناً.

وعلى غرار إعلان تركيا زيادة التزاماتها الثلاثاء، لقي كلام الاتحاد الأوروبي استقبالاً فاتراً من جانب الناشطين.

فقالت كيارا مارتينيلي من "كلايمت أكشن نتوورك أوروبا"، "الأزمة المناخية الملحة التي نحن فيها تستحق أكثر من الفتات الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي".