قوارب الموت نحو أوروبا: صراع من أجل البقاء على سطح الماء..ودعوة أوروبية إلى الاستجابة للإنقاذ

منذ 2 سنوات 211

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 10/11/2022 - 12:16

الهجرة غير النظامية

الهجرة غير النظامية   -   حقوق النشر  أ ف ب

خلال 36 ساعة فقط وصل 640 مهاجرا غير نظامي إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، حيث رفضت السلطات الإيطالية في البداية رسو سفينة "أوشن فايكينغ" التي تنقل المهاجرين، وهو ما أثار انتقادا من فرنسا، ودعوة من المفوضية الأوروبية إلى "الإنزال الفوري" لجميع المهاجرين العالقين على متن السفينة.

كانت الصور مرعبة وهي تلخص حالة من الجحيم في البحر: على بعد بضعة كيلومترات من لامبيدوزا، كان المهاجرون يصارعون من أجل البقاء على سطح الماء في أجواء باردة جدا، فيما كان فريق للإنقاذ يحاول انتشالهم.

في الأثناء كان هناك جدل حاد بين السياسيين إزاء حوالي 250 مهاجرا كانوا على متن سفينتي إنقاذ (هيومانيتي1 وجيو بارنتس) للنزول في كتانيا لدواعي صحية، إذ انتقدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني يوم الأربعاء قرار طواقم طبية بإنزال المهاجرين، مؤكدةً أنه "على متن هذه السفن، ليس هناك ناجون إنما مهاجرون"، ولم تسمح السلطات إلا بنزول أشخاص اعتبرت حالتهم معرضة للخطر، وأمرت السفينين بالعودة إلى المياه الدولية إلى جانب سفن أخرى.

غضب فرنسي

وكانت إيطاليا رفضت أيضا استقبال السفينة التابعة للمنظمة غير الحكومية "اس او اس ميديتيرانيه" والعالقة قبالة سواحلها والتي طلبت الثلاثاء مساعدة فرنسا، لكن باريس لم تسمح برسو السفينة ودانت "السلوك غير المقبول" لروما، "المخالف لقانون البحار وروح التضامن الأوروبي".

وقد أغضب الموقف الإيطالي الحكومة الفرنسية، إذ قال المتحدث باسمها أوليفييه فيران: "إن التصرف الحالي للحكومة الإيطالية وخاصة التصريحات ورفض رسو هذه السفينة يتعارض مع كل القوانين الأوروبية التي وافقت عليها جميع دول الاتحاد، وهذا غير مقبول".

وسمحت روما في البداية لجزء فقط من الناجين الذين حاولوا العبور من سواحل شمال إفريقيا إلى أوروبا، بالنزول إلى الرصيف، ما أثار استياء منظمات إنسانية. وفي نهاية المطاف سمحت لثلاث سفن إسعاف بإنزال كل ركابها (وعددهم 640) الثلاثاء.

وأكد وزير الخارجية الايطالي انتونيو تاجاني في مقابلة نشرت الأربعاء، أن النهج الجديد المتشدد لبلاده في مجال سياسة الهجرة هو رسالة لحض الدول الأخرى في الاتحاد الاوروبي على لعب دورها.

من جانبها، وجّهت الأمم المتحدة الأربعاء لإيطاليا والاتحاد الأوروبي نداء تضامن حيال المهاجرين. وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان: "إيطاليا/الاتحاد الاوروبي: السياسة لا يجب أن تُمارس على حساب أشخاص في محنة".

كذلك دعت المفوضية الأوروبية الأربعاء إلى "الإنزال الفوري في الميناء الآمن" الأقرب لـ234 مهاجرًا على متن سفينة "اوشن فايكينغ"، آخر سفينة إنسانية من بين أربع كانت عالقة في البحر المتوسط وأثارت توترًا بين فرنسا وإيطاليا.

وقالت المفوضية في بيان: "إن الوضع على متن السفينة بلغ مستوى حساسًا، ويحتاج إلى حلّ عاجل لتجنّب مأساة إنسانية". وذكّرت بأن "الواجب القانوني بإنقاذ الأرواح في البحر واضح ولا لبس فيه، مهما كانت الظروف التي قادت الأشخاص إلى المحنة"، داعيةً "الدول الأعضاء" إلى العمل سويًا لإيجاد استجابة مشتركة".