قبالة سواحل فلوريدا... مقبرة تحت الماء وموقع يعج بالحياة المائية

منذ 2 سنوات 194

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 21/11/2022 - 15:30

نصب تذكارية في شعاب نبتون على بعد 3.25 ميل (5.2 كم) قبالة ساحل كي بيسكاين ، فلوريدا

نصب تذكارية في شعاب نبتون على بعد 3.25 ميل (5.2 كم) قبالة ساحل كي بيسكاين ، فلوريدا   -   حقوق النشر  AFP

يسبح غواصون مجهّزون بقوارير هواء مضغوط ومحاطون بأسماك ملونة عبر تيارات دافئة إلى قاع البحر قبالة ساحل فلوريدا ليصلوا إلى مقبرة لمحبي المحيط، وهي موقع يعج بالحياة المائية.

بدأ بناء "نبتون ميموريال ريف" التي تقع على مسافة خمسة كيلومترات شرق ميامي في فلوريدا، في العام 2007. كان المشروع الأولي تركيب شعاب مرجانية اصطناعية من شأنها أن تكون بمثابة ملاذ للحيوانات المائية في المنطقة. لكن الموقع استحال في النهاية ضريحا تحت المياه.

وخلال البحث عن تمويل للشعاب المرجانية، راودت أصحاب المشروع فكرة: إتاحة الفرصة للأشخاص الذين يرغبون في الحصول على الراحة الأبدية تحت المياه. ومن أجل ذلك، يخلط رماد المتوفين بالإسمنت وتبنى به أعمدة النصب التذكاري وتماثيله.

وبما أن الناس في كل أنحاء العالم يبحثون عن خيارات دفن أكثر مراعاة للبيئة من المقابر التقليدية، ازدادت شعبية المقابر تحت المياه. وهناك مشاريع مماثلة جارية في العديد من الأماكن في الولايات المتحدة، خصوصا قبالة سواحل ولايتَي نيوجيرزي وتكساس.

وبعد 15 عاما، تم الاحتفاظ برفات أكثر من 1500 شخص في "نبتون ميموريال ريف" فيما حُجز 1500 موقع تقريبا. وتتراوح الأسعار بين 7995 و29,995 دولارا وتعتمد على المكان وأيضا على الدعامة التي يختارها الزبائن.

"حياة ما بعد الحياة"

على عمق 12 مترا، يمر الغواصون بين الأعمدة وتحت الأقواس وقرب تماثيل أسود ونجوم بحر وحيوانات أخرى.

وبعد ظهر هذا اليوم المشمس، يتعين على بعض الغواصين إصلاح شواهد القبور النحاسية التي تستخدم لاحتواء رماد الناس. يراجع غوّاص آخر إحداثيات جغرافية، وعند وصوله إلى المكان المحدد، يلصق لوحة جنائزية على دعامة إسمنتية بصمغ الإيبوكسي.

وأوضح جيم هاسلر، مدير عمليات "نبتون ميموريال ريف"، "شعارنا هو: خلق حياة ما بعد الحياة"، مشددا على البعد البيئي للمشروع. وقال "أردنا بناء شعاب مرجانية مستدامة من شأنها أن تحل مكان الشعاب المرجانية التي تموت في كل أنحاء العالم".

وتم الوصول إلى الهدف. فقد وضعت أكثر من 190 مستعمرة مرجانية في هذه المساحة التي تبلغ أربعة آلاف متر مربع والتي تستضيف كذلك 56 نوعا من الأسماك، بالإضافة إلى سرطان البحر وقنافذ البحر.

وقال هاسلر مشيرا إلى أن مشروعه قد بدأ لتوه "صمّمت كل القوام والأشكال والملامح والأعماق لإغراء الحيوانات بالمجيء".

حصلت شركته على تصريح بالبناء على مساحة تبلغ نحو 64 ألف متر مربّع وتهدف إلى استيعاب رماد أكثر من 250 ألف شخص بمجرد إتمام العمل.