استشارات متعلقة
تاريخ الإضافة: 3/9/2024 ميلادي - 29/2/1446 هجري
الزيارات: 18
♦ الملخص:
شابٌّ خطب فتاة مدة ثلاث سنوات، والآن يريد الانفصال عنها، وهو في حيرة من أمره؛ لطول المدة، ولأن الانفصال سيؤذيها كثيرًا؛ لتعلقها به، ويسأل: ما الحل؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم.
أنا شابٌّ خطبتُ فتاة منذ ثلاث سنوات، وكان موعد الزواج مقررًا أن يكون هذا الصيف، لكن لظروف معينة، طلبتُ تأجيله للعام المقبل، المشكلة أن لديَّ رغبة شديدة في الانفصال عنها، ولا أستطيع تقبُّل بعض الأمور في محيطها العائلي، وأرى أن من مصلحتي تركَ هذه الفتاة؛ فلم تعُد لديَّ رغبة في الزواج منها، المشكلة أن هذا الانفصال سيؤذيها وأهلها كثيرًا؛ فهم بسطاء، وأمها مريضة، وهذه ابنتها الكبرى، وهي تحبني كثيرًا، ولما أخبرتها بأمر الانفصال، ترجَّتني ألَّا أفعل، فهل من حقي الانفصال ولو بعد هذه المدة؟ أرجو توجيهكم، فأنا في حيرة من أمري.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ سيدنا محمد صلوات الله عليه وسلامه؛ أما بعد ابني الغالي:
فهدى الله قلبك للخير ورضَّاك بما قسم لك، أنت خطبتها ثلاث سنوات، فحدث بينكما مخالطة، ومع الوقت كان حتمًا يحدث برود في المشاعر، ثم عزوف عن الخطيبة؛ ولذلك لا ننصح أبدًا بطول فترة الخطوبة، فالمستعد يطرق القلب، ولا يزيد عن ستة أشهر إلى سنة، ثم يأخذها لبيته، وغير المستعد يترك القلوب فضلًا بلا كسرٍ.
قد أوصاكم النبي صلى الله عليه وسلم في آخر ما أوصاكم به تقوى الله في النساء.
اسمعني يا بني: اجلس مع نفسك جلسة صدقٍ، وقد عاشرت بيت خطيبتك ثلاث سنوات، والله عليك شهيد، إن كانت ذات خُلُقٍ، ومن بيت طيب، وحسنة المعشر، فلا تتركها، استعِذْ بالله من الشيطان، وأكْمِلِ الزواج داعيًا الله بالتوفيق والذرية الصالحة، ومع العشرة سيتجدد الحب، وسيُولِّد الله بينكما مودة ورحمة تُعينك على الاستمرار معها، وإن رأيت أنها صعبة المعشر، كأن تكون – مثلًا - سليطة اللسان، كسولة، لا تراعي حق الله والوالدين، ولا توقر الكبير، وغير ذلك من الصفات التي تنفر الرجل والعقلاء عمومًا.
إن وجدتها بنظرة صدق وتجرد – فسوف تحاسب – سيئةً، لن تستطيع إكمال حياتك معها، فاتركها الآن أفضل من أن تطلقها في المستقبل، والله يبدلكما خيرًا من واسع فضله.
من يحكم في الأمر هو صدقك مع نفسك، دَعْكَ من الحب وفتور العاطفة، إن كانت طيبة المعشر تخاف الله، فتزوَّجها، واستعن بالله على نفسك وشيطانك، وإن كانت سيئة المعشر، فاتركها ويخلف الله عليك وعليها خيرًا، إذًا فالصدق والتعقُّل ثم الاستخارة، وبعدها إما زواج بأسرع وقت ممكن، وإما ترك في أسرع وقت كذلك.
ويروقني مناشدة الآباء: لا تستقبلوا خاطبًا لا يتمم زواجه خلال عام على الأكثر، اتقوا الله في قلوب بناتكم، وأنتم - أيها الشباب - اتقوا الله في بنات المسلمين، كيف تستبيحون لأنفسكم اللعب بقلوب الناس؟ إما أن تكون عازمًا صادقًا، وإما أن تصبر حتى تأتيك الرغبة والقدرة.
وتأمل قول نبيك صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع منكم الباءة فليتزوج))، فقد وضع قيدًا مهمًّا؛ وهو الاستطاعة، والاستطاعة هنا بمعناها العام القدرة النفسية والمالية والبدنية، فمع أن الزواج من أحب المباحات إلى الله، وبه تُبنى الأُمَّة، بل وتعمُر الأرض، لم يجعله الله فرضًا على كل بالغ عاقل، بل جعله مرهونًا بالاستطاعة.
أيها الشباب، لا تجعلوا الضعيفات خصيمات لكم أمام الواحد الدَّيَّان.