فارق السن الكبير بيني وبين خطيبي

منذ 2 أيام 18

فارق السن الكبير بيني وبين خطيبي


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/2/2025 ميلادي - 27/8/1446 هجري

الزيارات: 39


السؤال:

الملخص:

فتاة في منتصف العشرينيات، خطبها رجل في أول الأربعينيات، وجدت فيه صفاتٍ كثيرة مما ترجوها فيمن يتقدم إليها؛ كالدين والخلق، والحكمة والمسؤولية، وبينهما توافق في كثير من الجوانب، ولكنها تخشى فارق السن الكبير بينهما، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة في الخامسة والعشرين من عمري، أبحث في كل خاطب يتقدم إليَّ عن التحلي بالمسؤولية، والرزانة، والحكمة، والدين والخُلُق، ولا يستميلني الشاب الذي يفتقد الحكمة حتى وإن كان على خلق ودين، تقدَّم لخِطبتي رجلٌ في أول الأربعينيات، ذو خُلُق ودين، بيننا توافق كبير في كثير من النواحي؛ كالناحية الدينية، والاجتماعية، والتعليمية، وهو ميسور الحال، وأنا من أسرة متوسطة، ولم يشترط شيئًا سوى الدين والخلق، لكني أخشى من فارق السن الكبير، ومن بقائه بلا زواج إلى هذه السن، وبالفعل كلَّفت من يسأل ويستعلم، وعرف أن السبب انشغاله ببناء نفسه المادي، وأنه لم يجد ذات الدين والخلق التي يبحث عنها، سؤالي: هل فارق السن سوف يسبب مشكلات بيننا فيما بعد؟ وهل موافقتي عليه تمثل بحثًا عن دور الأب الذي غاب مبكرًا من حياتي؟ وبمَ تنصحونني؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فإن احتياط الفتاة لنفسها في أمر مواصفات زوج المستقبل، لَهُو أمر محمود، ويدل على رزانة العقل والإحساس العالي بالمسؤولية؛ ذلك أن لشريك الحياة تأثيرًا بالغَ الأهمية في حياة الإنسان، وأن له تأثيرًا مباشرًا فيكِ وفي أبنائكما في المستقبل، فإن الزواج الأصل فيه الاستقرار والاستمرار، حتى تمتد العشرة بإذن الله، ليتخللها مراحل عديدة تعيشانها معًا بإذن الله.

ولا يخفى عليكِ - أختي الكريمة - أن الفرص الجيدة قد لا تتكرر، ولذلك وجب عليكِ فحص هذه الفرصة جيدًا، والتأكد من حسنها وملاءمتها، ولا يخفى عليكِ كذلك تفاوت المواصفات والظروف المحيطة بكل من يتقدم لخطبتكِ، فقد ذكرتِ في سؤالكِ اهتمامكِ بصاحب العقل والدين، ولا شكَّ أن اهتمامكِ بهذين الأمرين يدل على صلاحكِ أنت أولًا للزواج، وقدرتكِ على التمييز والاختيار، فهذه نعمة منَّ الله عليكِ بها، ينبغي عليكِ شكرها وحمد الله عليها، فإن البعض لا يدرك إلى أين يتجه، وماذا عليه أن يفعل، ثم اعلمي - بارك الله فيكِ - أن هاتين الخَصلتَينِ: الدين والعقل، هما أساس صلاح واستقامة الحياة الزوجية، فالدين يحث على تقوى الله سبحانه ومراقبته في السر والعلن، ويحثه كذلك على مكارم الأخلاق، ويحثه أيضًا على تطبيق شرع الله سبحانه في الحياة الزوجية، ولا يخفى عليكِ أهمية ذلك وأثره الطيب في تكوين الأسرة، ثم العقل يحث صاحبه على التصرف السليم، ويقوده إلى فعل الحسن وترك القبيح.

أما ما يتعلق بفارق العمر، فإنه ما دام هذا الرجل في صحة جيدة، وهمة عالية، ونشاط يُعينه على القيام بحقوقكِ وحقوق الأبناء في مستقبل الأيام، وما دام أن بلوغه سن الرشد قد أكسبه ما تبحثين عنه من رزانة عقل، وحسن تدبير، فهذه ركائز مهمة لنجاح العلاقة الزوجية.

الأهم هو التأكد من توافقكما في الشخصية، وقدرتكما على التفاهم والتناغم، وما دمتِ قد كلَّفتِ من يتحرى عن سبب تأخره في الزواج، وتبيَّن لكِ خلوُّه من مسالك السوء، وانكبابه على تطوير ذاته، فهذا يجعل قرار الموافقة أقرب للصواب.

ثم بعد فحص المواصفات والتأكد منها جيدًا، نَكِلُ الأمر إلى العليم الخبير سبحانه، ونفعل ما جاءت به السنة؛ فعن جابر رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلِّمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلِّمنا السورة من القرآن يقول: إذا همَّ أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدِر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علَّام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري وآجِلِه - فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضِّني به، ويسمِّي حاجته))؛ [رواه البخاري].

أسأل الله للجميع التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.