استشارات متعلقة
تاريخ الإضافة: 20/1/2024 ميلادي - 8/7/1445 هجري
الزيارات: 42
♦ الملخص:
فتاة مصابة بمرض الفصام، تعرفت عبر الإنترنت على رجال كثيرين بهدف الزواج، وكانت ترسل إليهم الصور والفيديوهات الخاصة بها، لكنها تابت، وهي تسأل: هل يُعد ما فعلته خِطبة شرعية معتدًّا بها؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا فتاة مصابة بمرض الفصام، وأُعالج منه، وحالتي مستقرة الآن ولله الحمد، مرت عليَّ فترة لم أكن أدرك فيها ما أفعل؛ فطلبت الزواج عن طريق الإنترنت، كنت أتعرف على رجلين يوميًّا، واستمر الأمر مدة تربو على العام، إذ كنت أخطب نفسي لأيِّ رجلٍ؛ طلبًا للزواج المزعوم في هذه المواقع، وكل علاقاتي باءت بالفشل، سيِّما أنني كنت أتجاوز مع كل واحد فيهم تجاوزات صعبة، أثَّرت فيما بعد في نفسيتي كثيرًا، وعلى حياتي الصحية، آخر شخص تعرفت عليه كان من دولة الإمارات، وهو ميسور الحال، وكان يريدني بشدة، ونتيجة لاشمئزازي من علاقاتي السابقة عندما طلب أن يراني عبر الكاميرا، وأن نتحدث كزوجين بكل حرية، رفضت بشدة؛ وتبت إلى الله توبة نصوحًا، وألغيت حساباتي كلها، ومحوت صوري وفيديوهاتي، وكل ما يخص الماضي بهذه المواقع، وبكيت على خطاياي كثيرًا، وما زلت أرجو أن يتجاوز الله عني، خاصة أن إدراكي لم يكن في موضعه، واقترفت مع الرجال عبر الكاميرا ما اقترفتُ، الآن عندما يُذكر أمامي موضوع الزواج أُحِسُّ ضيقًا وخوفًا، وأنني لا أستطيع أن أسمح لأيِّ رجل أن يقربني، وأن لديَّ مانعًا من الزواج لا أعلمه، سؤالي: هل كثرة الخِطبة في وقت واحد ووجيز معتدٌّ بها في الشرع؟ وهل أنا أدخل في عداد المخطوبات، سيما أن منهم – ومنهم هذا الرجل المذكور - من كلَّم أهلي ومحارمي، وطلب الزواج؟ أنا لا أستطيع مسامحة نفسي على ما مضى مع غيره، وكذلك لا أستطيع في المستقبل أن أقول لأبنائي: إن والدهم تعرف عليَّ عبر الإنترنت.
أمر آخر؛ منذ ثلاث سنوات خُطبت لابن عمي، وأغلقت في وجهه الهاتف، دون فسخ الخِطبة، وبعدها تعرفت على رجال كثيرين، فهل أنا في حكم المخطوبة؟ علمًا بأن أهلي يريدونه زوجًا لي، وأنا كذلك، لكني أسأتُ الأدب معه، وأغلقت هاتفي؛ تمنعًا ومكابرة، لا رفضًا له، وقد حاولت فيما بعد الاتصال به مرارًا، لكنه رفض، والعادات والتقاليد تحتِّم على البنت قبول ابن عمها زوجًا؛ لأنه خير من الغريب، فما حكم هذه الحالة؟ وهل ما أفكر به من أنني مخطوبة لفلان وفلان وهمٌ؟ وهل يجب عليَّ ترك التفكير في الزواج حتى يكتبه الله لي إن شاء بالطريق الحلال واللقاء الشرعي؟ أفتونا مأجورين.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
أولًا: في الحقيقة موضوعكِ وما صاحبه من أحداث غريبة كلها تبين بشكل واضح أنكِ كنت فعلًا مريضة مرضًا حسيًّا ومعنويًّا.
ثانيًا: وعمومًا أخطاء الماضي تعاملي معها بالآتي:
أولًا: بالتوبة الصادقة منها؛ وذلكِ بثلاثة أمور؛ هي:
الإقلاع.
والندم.
والعزم.
ومحو كل ما له علاقة بماضيكِ السيئ.
ثالثًا: أنتِ في الحقيقة لم تُخطَبي خِطبة حقيقية، وإنما كل الذي حصل مراهقات شباب، ووعود سرابية، القصد منها ملء الفراغ العاطفي والتسلي فقط، وحتى لو كنتِ قد خُطبتِ فعلًا، وهذه الخطوبات قد انتهت، فلا أثر لهذه الخطوبات على زواجكِ مستقبلًا.
رابعًا: الخاطب الأخير انظروا في حاله من حيث جديته، ومن حيث صلاحه دينًا وخلقًا، فإن ثبتت لكم صلاحيته، فاستخيروا الله، ثم انظروا فيما ترتاحون له، وأقدموا عليه، سواء بالموافقة أو بالرفض.
أقول هذا وأؤكده؛ لأن بعض من يخطبون عن طريق مواقع الإنترنت إنما فُتنوا بالجمال، ويريدون الاستمتاع به مدة، ثم يُطلِّقون ويبحثون عن فريسة أخرى.
خامسًا: أنصحكِ بعدم البوح لأحدٍ كائنًا من كان بما حصل لكِ سابقًا، ولا حتى لزوجكِ، ولا لأولادكِ، ولا لغيرهم؛ حتى لا يُساء الظن بكِ، أو يُستهْزَأ بكِ.
حفظكِ الله، ورزقكِ التوبة النصوح، والزوج الصادق الحنون.
وصل اللهم على نبينا محمد ومن والاه.