استشارات متعلقة
تاريخ الإضافة: 6/12/2023 ميلادي - 23/5/1445 هجري
الزيارات: 21
♦ الملخص:
فتاة مراهقة، طلب منها صديق أبيها وهي في الثانية عشرة من عمرها رقمَ جوالها، وجعل ابنه يتواصل معها، وأرسلت إليه صورًا لجسمها، ثم قطعت التواصل معهم، ومرَّتِ السنون، وما زال ذلك الرجل صديقًا لأبيها، وهي تسأل: هل تخبر والدتها بما حصل؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم.
أنا فتاة أناهز العشرين من عمري، ثمة أمرٌ يغمُّني ويشغل بالي؛ ذلك أنني لما كنت في الثانية عشرة من عمري، حصل صديقٌ لأبي على رقمي، وجعلني أتواصل مع ابنه؛ الذي طلب مني صورًا لجسدي، وقد فعلتُ، مرت السنون، وقطعت تواصلي معهم، لكن ذلك الرجل ما زال صديقًا لأبي، وأبي لا يعلم خُبْثَهُ، الذنب يأكلني، ونادمة إذ لم أخبر والديَّ، أفكِّر في إخبار أمي، فهل هذا صحيح، أم ألتزم السكوت؟ أخشى أن أسقط من عينها إن أنا أخبرتها؛ فهي دائمًا تحذرني ممن يلعبون بعقول الفتيات، فما أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فالحمد لله الذي هداكِ وبصَّركِ بعواقب ما تفعلين.
واعلمي أن التوبة لا تتحقق إلا بشروط ثلاثة، قررها أهل العلم؛ وهي: الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة.
ولا ينبغي فَضْحُ نفسك، وإنما الواجب ستر النفس وعدم المجاهرة بالذنب، ولكن إن كنت تخشين الضرر باستغلالهما للصور، أو تماديهما عليكِ، أو على أحد من أُسرتكِ، فاشرحي الأمر لوالدتكِ، واختاري لذلك الوقت المناسب، وبَيِّنِي لها أن هذا التصرف كان عن جهل، وأنكِ قد أقلعتِ لاحقًا عن هذه الممارسات الخاطئة، وأنكِ اليوم واعية، حتى ترى ما تفعله هي ووالدكِ تجاه هذه الخيانة البشعة والتغرير بطفلة.
فلا يُدرى غرضه من حيازة صوركِ، والعَبَث بعِرض صاحبه.
وأوصيكِ بالحذر دائمًا من أي تواصل مع الرِّجال، وعدم الخضوع كذلك لأيِّ تهديد لكِ بالصور لو حصل مستقبلًا؛ حتى لا يتم استغلالكِ وجرُّكِ إلى شرٍّ أكبرَ.
وأوصيكِ بالالتجاء إلى الله سبحانه، وسؤاله العافيةَ والهداية والعَفاف، فالله سبحانه خيرٌ حافظًا، وهو أرحم الراحمين.
أسأل الله للجميع التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.