شروط التوبة وكيفية تحقيقها

منذ 9 أشهر 142

شروط التوبة وكيفية تحقيقها


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/2/2024 ميلادي - 11/8/1445 هجري

الزيارات: 20


السؤال:

الملخص:

فتاة أسرفت على نفسها بالذنوب والمعاصي؛ فابتلاها الله بمرض نفسي، وهي تريد التوبة من كل ما جَنَتْهُ يداها، وتسأل: ما شروط التوبة؟ وكيف السبيل إلى تحقيقها؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

أنا فتاة ارتكبت محرمات كثيرة، وظلمت ناسًا كثيرين منهم أهلي، وقد ابتلاني الله عز وجل بمرض نفسي صعب، وأردت البدء في طلب العلم، وحفظ القرآن، وأن أتزوج زوجًا صالحًا يُعينني على فعل الخيرات فيما بقي من عمري، فما هي شروط التوبة؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ أما بعد:

فإن التوبة النصوح توفيقٌ من الله لعبدِهِ؛ لاستدراك ما فات، وإصلاح شأنه، وامتثال أمر ربه بالرجوع إليه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ﴾ [التحريم: 8].

وباب التوبة مفتوح، وقوافل التائبين تغدو وتروح، وعطاء ربِّكِ ممنوح؛ فهو القائل سبحانه: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].

وشروط التوبة هي:

1- الإقلاع عن الذنب فورًا.

2- الندم على ما فات.

3- العزم على عدم العودة إليه.

وإذا كانت التوبة من مظالم العباد في مال أو عِرْضٍ أو نفس، فتزيد شرطًا رابعًا؛ هو:

4- التحلُّل من صاحب الحق، أو إعطاؤه حقَّه.

ومما يعين على التوبة النصوح:

استحضار عظمة الله ومراقبته سبحانه، وأنه المتفضِّل على عباده بنِعَمِهِ، فلا يجوز أن يقابل المرء الإحسان بالإساءة، بل بالشكر والطاعة، ما استطاع إلى ذلك سبيلًا.

وتذكُّر سوء عاقبة الذنوب والمعاصي، وأنها سبب لحلول سخط الرب، وزوال النعم، ونزول النقم؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30].

والإكثار من قراءة القرآن الكريم، والاجتهاد في حفظه وتجويده، مع تدبُّرِهِ والعمل به؛ فإنه مُعين على طريق الاستقامة والتوبة النصوح، وهو شفاء ورحمة، ونور وهداية للذين آمنوا.

والحرص على صحبة الأخيار الصادقين؛ فهي عونٌ على الاستقامة والثبات.

وحضور مجالس العلم الشرعي والتلقِّي عن العلماء الراسخين بابٌ عظيم لصلاح القلب، وسداد العمل.

والبعد عن مواطن البلاء والفتن، وإغلاق باب الشرور، والسلامة لا يعدِلها شيء، مع الاجتهاد في حفظ الجوارح، وغضِّ البصر عن المحرمات، وستر العورات، ومجانبة فتن المرئيات والمسموعات في التطبيقات والجولات، واستعمالها بقَدْرٍ وحذر، فيما يعين على الخير، ويفيد دينًا ودنيا، دون التعرض لِما يُفسد الدين والعفة والخلق.

والاستكثار من الحسنات؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات، ومن ذلك:

المحافظة على الصلوات فرضها ونفلها، وصلاة الوِتْرِ وقيام الليل، والاجتهاد في بر الوالدين أحياء وأمواتًا، وصلة الرحم، وحسن الجوار، وكف الأذى.

وختامًا: التوجه لله تعالى بصدق الدعاء أن يعينك على التوبة والثبات على دينه، فقد كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا مُقلِّبَ القلوب، ثبِّت قلبي على دينك))، مع كثرة الاستغفار.

وأسأل الله أن يوفِّقنا وإياكِ لما يُحب ويرضى، وأن يتوب علينا أجمعين، إنه هو التواب الرحيم.