بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 20/12/2022 - 22:54
احتفالات هائلة في الأرجنتين بلاعبي المنتخبه الوطني الفائز بكأس العالم لكرة القدم. - حقوق النشر أ ب
تشهد عاصمة الأرجنتين بوينوس آيرس احتفالات هائلة مع امتلاء طرقها بملايين المواطنين المتطلّعين لرؤية لاعبي منتخبهم الفائز بكأس العالم لكرة القدم أثناء مرورهم على متن حافلة مخصّصة للمناسبة.
في الساعة 11:45 صباحًا (14:45 بتوقيت غرينتش)، بدأت الحافلة التي تحمل اسم "الأبطال لثلاث مرات" (تري-كامبيونيس) جولتها من مقر الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، ومن المقرر أن تقطع مسافة 32 كيلومتر في وسط العاصمة حيث تتركز الاحتفالات. لكن عقب مرور ثلاث ساعات، لم تقطع الحافلة سوى مسافة عشرة كيلومترات، بعد أن أبطأ مسيرها عشرات الآلاف من المشجعين.
تدفّقت الجماهير من كل حدب وصوب، من ضواحي العاصمة والمحافظات وخصوصا من روساريو الواقعة على مسافة 300 كيلومتر. وقد جاء بعضهم منذ منتصف الليل، مستغلين العطلة العامة التي قررتها السلطات للمشاركة في الاحتفال بثالث لقب عالمي للمنتخب الأرجنتيني. وغطّت الجماهير الطرقات والساحات والتقاطعات...
هذا الحشد المذهل الذي قدّر مصدر من البلدية في تصريح لوكالة فرانس برس عدده بأكثر من 4 ملايين، امتد خارج وداخل المدينة التي يبلغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة (قرابة 13 مليون نسمة باحتساب الضواحي).
لا تتوقف الجماهير عن ترديد أغنية "أيها الفتيان... لقد فزنا بالثالثة" التي صارت أشبه بنشيد غير رسمي للأرجنتين يدوي على طول الطرق الرئيسية المغلقة أمام حركة المرور، وفي المترو.
قبل ما يقرب من أربع ساعات من مغادرة الحافلة، كانت الجماهير تعد بعشرات الآلاف، وربما أكثر، تتعقّب زوايا الظلّ في حرارة سجلت 25 درجة منذ التاسعة صباحا.
فقط مشاهدتهم
الغاية؟ الاحتفال والتجمع و"فقط مشاهدتهم" وفق عبارة نيكولاس البالغ 19 عامًا الذي جاء مع عشرات الأصدقاء. ويضيف الشاب "مجرد القدرة على مشاهدتهم يمرون يعني الكثير! فقط إذا نظر ميسي في أعيننا للحظة وأنا أصوره سيكون جيدا!".
وتقول باولا زاتيرا وهي موظفة إدارية "36 عامًا لم نفز فيها... كنت في السادسة من عمري عندما فزنا (باللقب) عام 1986. لا يمكنني التعبير عن شعوري بالكلمات، فقط بالعاطفة".
تجمع أكثر من مليون أرجنتيني عند مسلّة بوينوس آيرس، وفق البلدية، حتى وقت متأخر من ليل الأحد للاحتفال بالنصر على منتخب فرنسا بضربات الترجيح بعد التعادل بثلاثة أهداف لمثلها. وينتظر أن يتضاعف هذا الرقم مرات عدة الثلاثاء.
كان ليونيل ميسي، اللاعب الأسطوري والقائد، أول من ظهر نازلا من الطائرة في حوالي الساعة 02:30 بالتوقيت المحلي (05:30 ت غ)، حاملاً كأس العالم الذهبية، ومشى على السجادة الحمراء التي بسطت على مدرج مطار الوزير بيستارينيي الدولي.
حملت طائرة إيرباص إيه-330 ذات اللونين الأزرق السماوي والأبيض التابعة للخطوط الجوية الأرجنتينية رمز "فريق واحد، بلد واحد، حلم واحد" مع صور ميسي ورودريغو دي بول وأنخل دي ماريا الذي سجل الهدف الثاني للأرجنتين.
استقلّ اللاعبون على الفور حافلة بيضاء ذات طابقين مزينة بثلاث نجوم وشعار "أبطال العام"، وتوجهوا لنيل قسط من الراحة في مركز التدريب القريب من مبنى الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم. واعترض الحافلة آلاف من المؤيدين الذين خيموا في انتظارها لساعات حرصا على أن يكونوا أول من يحيي الأبطال.
من بعد ظهر الاثنين، جاؤوا حاملين الخيام وكراسي التخييم والطبول - وبالطبع البالونات - وانتشروا على طول مسار الحالفة الممتد لنحو عشرة كيلومترات بين المطار ومقر اتحاد كرة القدم، استعدادا لقضاء الليل.
ميسي يقول لكم "صباح الخير"
كتب ميسي فجرا على حسابة في إنستغرام "صباح الخير"، مع صورة له وهو نائم ويحضن كأس العالم. وأضاف في رسالة طويلة "شكرا من صميم قلبي!"، متابعا أن الكأس "للجميع، لأولئك الذين لم ينجحوا في بطولات العالم السابقة" وكذلك "هذه المجموعة الرائعة من اللاعبين" و"دييغو (مارادونا) الذي يشجعنا من السماء".
يتوقع أن تكون ذروة اليوم في الاحتفالات حول المسلّة في بوينوس آيرس، على طريق المسار الطويل الذي ستقطعه الحافلة في المدينة.
ولا يستبعد تغيير المسار، لأن المرور من شارع 9 دي خوليو، وهو واحد من أوسع الجادات في العالم (140 مترًا) يبدو مهمة شبه مستحيلة مع كثافة الحشود.
وقد بدأ تأخّر الحافلة يبعث القلق والإحباط وسط الجمهور، وتقول الموظفة كلوديا نونيز البالغة 31 عاما في تصريح لوكالة فرانس برس "يجب أن يعلنوا غدا (الأربعاء) عطلة رسمية أيضا... هناك أناس جاؤوا منذ الليلة الماضية، ونسمع أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى المسلّة".
ما لم يكن هناك تغيير مفاجئ، لن تمر الحافلة عبر كاسا روسادا، القصر الرئاسي، الغائب عن المسار المقرّر. وكان دييغو مارادونا قد أطلّ من الشرفة الرئاسية حاملاً الكأس إلى جانب الرئيس راؤول ألفونسين بعد اللقب العالمي الأخير عام 1986. وقد علِقت تلك الصورة في أذهان الأرجنتينيين.
"هكذا نحب رؤية بلدنا..."
هذه النجمة هي الثالثة لمنتخب "الألبيسيليستي" بعد فريق دانيال باساريلا (1978) ثم مارادونا (1986)، وقد جاءت اثر انتظار طويل شهد خسارة نهائيين عامي 1990 و2014، وهي تحمل بصمة ميسي حائز الكرة الذهبية سبع مرات، والذي حصل على لقب أفضل لاعب في مونديال قطر وهو في الخامسة والثلاثين من عمره في خواتيم مسيرته الاحترافية.
ميسي الذي يُنتظر أن يتوجه إلى مسقط رأسه روساريو في وقت لاحق الثلاثاء أو الأربعاء، للمشاركة في احتفالات أخرى، صار أسطورة إلى جانب دييغو مارادونا.
يقول التاجر لوسيانو بيرالتا البالغ 41 عامًا إنه جاء إلى بوينوس آيرس للمشاركة في هذه "الفرحة التي لا توصف، هذه النعمة، نسمة الهواء النقي، بعد سنوات عديدة من الأزمة الاقتصادية". ويضيف "سنستقبل ليو في روساريو، وسنواصل الاحتفال به، لأشهر وسنوات...".
أما كريستينا فاسكيز البالغة 42 عامًا فقالت مرتدية قميصًا أبيض اللون وسط أكثر من مليون شخص آخر، "إنه أمر مؤثر، هكذا نحب رؤية بلدنا...".