شاهد: مظاهرات جديدة في إيران إثر مقتل مشاركين في الحركة الاحتجاجية

منذ 2 سنوات 215

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 28/10/2022 - 15:49

تجدد المظاهرات في إيران.

تجدد المظاهرات في إيران.   -   حقوق النشر  أ ف ب

خرجت مظاهرات جديدة في إيران ليل الخميس الجمعة احتجاجاً على مقتل مشاركين في الحركة الاحتجاجية التي أشعلتها وفاة مهسا أميني، وفق منظمات غير حكومية ومقاطع فيديو تحقّقت منها وكالة فرانس برس.

منذ وفاة أميني عن عمر 22 عاماً، لم تخفُت الحركة الاحتجاجية التي تقودها نساء على وجه الخصوص. وتوفّيت أميني في 16 أيلول/سبتمبر بعد ثلاثة أيام على اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق التي اتهمتها بانتهاك قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية، والتي تفرض على النساء ارتداء الحجاب.

وإضافة إلى شعار "نساء، حياة، حرية" أُطلقت هتافات خلال المظاهرات التي قُمعت بقوّة، موجَّهة بشكل علني ضدّ حكومة الجمهورية الإسلامية التي تأسّست في العام 1979.

وردّد المتظاهرون مساء الخميس في حيّ في غرب طهران "هذا العام هو عام الدم، سيسقط سيد علي"، قاصدين بذلك المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وفقاً لمقطع فيديو تحقّقت منه وكالة فرانس برس.

في هذه الأثناء، تتأجّج الحركة الاحتجاجية بالغضب بسبب عدد الأشخاص الذين قُتلوا على يد القوات الأمنية التي تكافح لإخمادها. فقد قُتل "250 شخصاً على الأقل" منذ منتصف أيلول/سبتمبر، وفق المقرّر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران جويد رحمن. وندّد هذا الأخير الخميس بـ"وحشية" النظام الإيراني داعياً إلى إنشاء "آلية دولية" للتحقيق.

وتخشى المنظمات غير الحكومية تسارُع حملة القمع، في ظلّ نهاية فترة الحداد التقليدية التي تستمر أربعين يوماً، على القتلى الأوائل في الحركة الاحتجاجية.

وتوجه آلاف الأشخاص الأربعاء إلى مدينة سقز مسقط رأس مهسا أميني في محافظة كردستان، للمشاركة في مناسبة مرور أربعين يوماً على وفاتها.

كذلك، اندلعت أحداث الخميس بالقرب من خرم آباد (غرب) حيث تجمّع حشد من الأشخاص عند قبر نيكا شاهكرامي البالغة من العمر 16 عاماً، والتي توفيت قبل 40 يوماً، وفقاً لمقاطع فيديو تمّ التحقّق منها.

وهتف المتظاهرون، وفق فيديو نشرته مجموعة (HRNA) المدافعة عن حقوق الإنسان والتي تتخذ من الولايات المتحدة مقرّاً، "سأقتل، سأقتل، كل من قتل أختي".

إلى المزيد من القمع؟

شوهد عشرات الشبّان وهم يلقون بالمقذوفات على قوات مكافحة الشغب بالقرب من مكان دفن شاهكرامي، في مقطع فيديو تحقّقت منه وكالة فرانس برس.

كذلك، وقعت أحداث أخرى الخميس بعد دفن المتظاهر اسماعيل مولودي الذي يبلغ من العمر 35 عاماً في مهاباد (غرب) حيث فتحت القوات الأمنية النار وقتلت ثلاثة أشخاص، وفقاً لمنظمة "هينكاو" المدافعة عن حقوق الإنسان.

وهتف المتظاهرون "الموت للدكتاتور"، قاصدين بذلك آية علي خامنئي، في الوقت الذي اشتعلت النيران في مكاتب الحكومة في مهاباد، وفقاً لصور من مقطع فيديو تمّ التحقّق منه، نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي. وقُتل متظاهران آخران في بانيه الواقعة أيضاً في الغرب، قرب الحدود مع العراق، وفق "هينكاو".

وفي المجمل، قُتل ثمانية متظاهرين في أربع محافظات هي كردستان، أذربيجان الغربية، كرمنشاه ولوريستان منذ مساء الأربعاء إلى الخميس، حسبما أفادت منظمة العفو الدولية.

وحذرت المنظمة من "تقاعُس" مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مشيرة إلى أنه "لا يقوم سوى بتشجيع السلطات الإيرانية على مواصلة حملتها القمعية ضدّ الأشخاص المشاركين في الحداد والمتظاهرين الذين سيتجمّعون في الأيام المقبلة من أجل إحياء مرور أربعين يوماً" على وفاة متظاهرين آخرين.

من جهة أخرى، يشير محلّلون إلى أنّ السلطات الإيرانية حاولت خنق الحركة الاحتجاجية بوسائل أخرى غير القمع العنيف، وذلك من أجل تجنّب الغضب الشعبي.

viber

وفي هذا الإطار، قال المتخصّص بالشأن الإيراني في "معهد واشنطن" هنري روم لوكالة فرانس برس "حتى الآن، يبدو أنهم يستخدمون أساليب أخرى - اعتقالات وترهيب، وقطع الإنترنت وقتل بعض المتظاهرين...". مع ذلك، أضاف "أشكّ في أنّ تكون القوات الأمنية قد استبعدت القيام بحملة قمع عنيفة على نطاق أوسع". واعتبر أنهم "ربما حسِبوا أنّ المزيد من عمليات القتل سيشجّع المتظاهرين بدلاً من ردعهم؛ إذا تغيّرت هذه الحسابات، فمن المحتمل أن يصبح الوضع أكثر عنفاً".