وصل ثلاثة رواد فضاء صينيين اليوم الأربعاء إلى محطة الفضاء الصينية في أول تناوب بين طاقمين في المدار في تاريخ الفضاء الصيني، ليبدأ تشغيل ثاني موقع مأهول في مدار أرضي بعد محطة الفضاء الدولية التي تقودها إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا).
وانطلقت مركبة الفضاء شنتشو-15 حاملة ثلاثة رواد، على متن صاروخ لونج مارش-2 إف، من مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الصناعية في الساعة 11:08 مساء (1508 بتوقيت جرينتش) يوم الثلاثاء في صحراء جوبي بشمال غرب الصين، بحسب التلفزيون الحكومي.
وشنتشو-15 آخر مهمة من 11، بما في ذلك ثلاث مهمات مأهولة سابقة، كانت ضرورية لتجميع "القصر السماوي"، كما تُعرف المحطة المتعددة الوحدات باللغة الصينية. وتم إطلاق المهمة الأولى في أبريل نيسان 2021.
والتحمت المركبة الفضائية بالمحطة بعد أكثر من ست ساعات من الإطلاق، وتم الترحيب برواد الفضاء الثلاثة على متن شنتشو-15 بعناق حار من قبل طاقم شنتشو السابق الذين سيتسلمون منهم المهام.
وسيعود طاقم شنتشو-14، الذي كان قد وصل في أوائل يونيو حزيران، إلى الأرض بعد عملية تسليم على مدى أسبوع، ستؤكد قدرة المحطة على استيعاب ستة رواد فضاء مؤقتا، وهو رقم قياسي آخر لبرنامج الفضاء الصيني.
وأتاحت مهمة شنتشو-15 للبلاد لحظة نادرة للاحتفال، في وقت يسود فيه الاستياء على نطاق واسع بشأن سياسات "صفر كوفيد" التي تنتهجها الصين، بينما يتراجع اقتصادها وسط حالة من عدم اليقين في الداخل والخارج.
و"القصر السماوي" تتويج لما يقرب من عقدين من البعثات الصينية المأهولة إلى الفضاء. وبدأت رحلات الفضاء الصينية المأهولة في عام 2003 عندما تم إرسال الطيار المقاتل السابق، يانغ ليوي، إلى المدار في كبسولة صغيرة، شنتشو-5، وأصبح أول صيني في الفضاء.
وتُعد المحطة الفضائية أيضا رمزا لنفوذ الصين المتزايد وثقتها في جهودها الفضائية، وتحديا للولايات المتحدة في هذا المجال، بعد منعها من المشاركة في محطة الفضاء الدولية التي تقودها وكالة ناسا، وحظر القانون الأمريكي لأي تعاون مباشر أو غير مباشر للوكالة الأمريكية معها.
وسيعيش رواد الفضاء ويعملون في القاعدة الفضائية لمدة ستة أشهر.
وخلال تشغيل المحطة الفضائية على مدى العقد المقبل، من المتوقع أن تطلق الصين مهمتين مأهولتين إلى الموقع المداري كل عام.
ومن المتوقع أن يقوم رواد الفضاء المقيمون بإجراء أكثر من 1000 تجربة علمية- من دراسة كيفية تكيف النباتات في الفضاء إلى كيفية تصرف السوائل في الجاذبية الصغرى.