شاهد: الخطاط المغربي السرغني واكتشاف أبعادٍ جمالية جديدة للحرف العربي

منذ 1 سنة 160

بقلم:  Hassan Refaei  •  آخر تحديث: 28/11/2022 - 20:00

 فن الخط العربي المغربي يدخل في قائمة اليونسكو للتراث العالمي

المعرب : فن الخط العربي المغربي يدخل في قائمة اليونسكو للتراث العالمي   -   حقوق النشر  AP Photo

يومياً تجده في مرسمه بمدينة فاس شمال المغرب منهمكاً في إبداع لوحاتٍ لأكثر الفنون التشكيلية جمالاً وتناسقاً وسحراً، إنه الفنان المغربي والخطّاط محمد السرغيني، الذي اكتشف أبعاداً جمالية جديدة للحرف العربي، وتمكّن من تطويعه وتشذيبه وزخرفته بحرفية صقلها حسٌ جمالي وموهبةٌ راسخة وقدرةٌ إبداعية متميزة.

آياتٌ من القرآن.. حكمٌ وأمثال.. كلماتٌ مأثورة وقد خُطّت بحروف عربية تثير لدى المرء شعوراً أن النسائم تفيض من حنايها وقطراتُ ندىً تنشطرغيرةً من سجاياها.. إنه الخط الذي ابتكره المغاربة الأمازيغ في القرن الثامن الميلادي ليكتبوا به المصحف، هذا الخط البديع الذي أضاف عليه السرغيني الكثير من الجماليات المدهشة.

يوضح السرغيني أن ثمة أنواع كثيرة من الخط المغربي "هناك خط الثلث المغربي، وهناك الخط المبسوط المغربي الذي كتبت فيه المصاحف، ثم هناك خط مغربي آخر يسمّى الخط المغربي المجوهر، وبهذا الخط يتم كتابة المخطوطات والخطابات، والمراسيم الملكية".

والخط المغربي مشتقّ من الخط الكوفي القديم، وتطوّر فيما بعد إلى ما يعرف بالخط الكوفي القيرواني الذي ظهر خلال الفتوحات الإسلامية في القرن السابع الميلادي، وتبع ذلك الخط المبسوط الأندلسي في القرن الثامن الميلادي، ثم ظهر بعد ذلك الخط المبسوط المغربي، وفق ما يقول الخبراء في هذا المجال.

ولم يبرح الخط المغربي يشهد تطوراً وغنىً ذلك أنه ليس حبيس مدارس تلزمُ طلابها بقوالب فنية وتقنية جامدة، وإنما هو خط منفتح على الإبداع والتجدد والابتكار، فكلٌ خطاط، لكي يستحق هذا اللقب، عليه أن يترك بصمته فعن الانسجام والنعمة والجمال"، حسب المنظمة المذكورة التي قالت أيضاً: إن "سيولة الكتابة العربية توفر إمكانيات غير محدودة، حتى في كلمة واحدة ، حي هذا الفن الذي انضمّ إلى قائمة الـ"يونسكو" للتراث الثقافي غير المادي قبل نحو عام، على اعتبار أن الخط العربي هو ممارسة فنية للكتابة "بطريقة سلسة للتعبير يث يمكن تمديد الحروف وتحويلها بطرق عديدة لإنشاء أشكال مختلفة".

بدأ السرغيني  تعلم فن الخط العربي منذ نعومة أظافره، لكنّه لم يذهب إلى مدرسة، وكان يفتقر حينها إلى المواد اللازمة، كالأقلام والأوراق، ويوضح الخطاط المغربي أن "لكل خط قلم خاص به"، ويشير إلى أنه حين بدأ بتعلم الخط لم يكن الحصول على الأقلام والورق أمراً سهلاً، منوهاً بأن ثمة الكثير من أنواع الورق، وغالبيتها كانت نادرة في الأسواق المحلية.

رسم السرغني الكثير من اللوحات والكتابات والأعمال الأخرى، ولكل منها معاني ودلالات مختلفة، ويقول: "الخط المشرقي المغاربي، أو خط الثلث المغربي، كان يكتب بأداة حادة هي البوصلة، وكان يُستخدم في الرسم بالخشب والزليج (الفسيفساء) والرخام".

وشارك السرغيني في عدة مسابقات وحصل على جوائز منها جائزة محمد السادس للخط المغربي.

وفي مدينة فاس، تمّ تشكيل ورشة صغيرة لتعليم الخط المغربي والعربي للأطفال والشباب ويشرف عليها الخطاط محمد الشرقاوي وهو باحث متخصص في هذا المجال.

ويرى الشرقاوي أن التقدم التنكولوجي ووسائل التواصل ألقت بظلالها الثقيلة على المهارات اليدوية.

ويضيف قائلاً: "كان ثمة محاولات لإحياء هذا الفن (فن الخط العربي) في المغرب من خلال إنشاء مؤسستين تربويتين في الدار البيضاء وفاس"، لكنه يؤكد أن الخط العربي يبقى أسلوبٌ تعبير جمالي سيبقى حاضراً وبقوة في ميدان الفنون الجميلة.