سوء التربية والاضطراب النفسي

منذ 1 سنة 246


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/5/2023 ميلادي - 26/10/1444 هجري

الزيارات: 34



السؤال:

الملخص:

سائل يعاني مما أطلق عليه (اضطراب الرهاب الاجتماعي)؛ فهو يخشى التجمعات، وإبداء الآراء، وأرجع السبب في ذلك إلى سوء تربية أبيه له، الذي لم يكن يسمح له بالتفاعل والتواصل من خلاله، ويسأل: ما العلاج؟

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ نعومة أظفاري أعاني من الخجل (الرهاب الاجتماعي)؛ فكنت أختبئ من أقربائي إذا أتَوا لزيارتنا، وأمكث في البيت بصورة مستمرة، وهذا الرهاب ناشئ عندي من إهمال الأب، الذي كان يأخذني في أي مكان يذهب إليه، ولا يتركني، كبرت وكبر المرض معي؛ فلا أحب التجمعات؛ حيث تجعل قلبي ينبض سريعًا، ويحمر وجهي، وأشعر بالتوتر كثيرًا، أيضًا لا أستطيع إبداء رأيي، وإذا ما نظر إليَّ أحدهم، أتلعثم من فوري؛ أرشدوني، ما العلاج؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد أخي الفاضل:

فنشكرك على تواصلك معنا، وثقتك بنا، ونحن متعاطفون جدًّا مع حالتك، ونسأل الله أن تجد ما يفيدك في الأسطر الآتية.

بداية أصدقك القول: إن شخصيتنا تنشأ بتفاعل ثلاثة عوامل أساسية؛ وهي: مدى استعدادنا الوراثي (الفسيولوجي)، وطريقة تربيتنا ومحيطنا البيئي، وأخيرًا جانبنا النفسي؛ ونقصد به صحتنا النفسية والعقلية، ومهاراتنا وطرق تفكيرنا؛ إذ إن تفاعل هذه العوامل الثلاث يُظهِر لنا شخصًا سويًّا سليمًا أو مضطربًا، وكما أوضحتَ في رسالتك أنك نشأت بعيدًا عن الوسط الاجتماعي والجماعات، فاعتدت على هذه العزلة وقلة التواصل الاجتماعي، حتى إنك إذا تعرضت لموقف اجتماعي تزداد دقات قلبك، ويحمر وجهك؛ ما ينتج عنه تجنبك لهذه الاجتماعات، ويسبب لك التوتر، لقد وصفت حالتك باضطراب الرهاب الاجتماعي الذي يحتوي على بعض ما ذكرت في رسالتك، ولكن للأمانة لا يمكننا أن نحدد إن كان ما تعانيه مجرد أعراض ناتجة عن تربية وأفكار خاطئة، ومن ثَمَّ تحتاج إلى تعديل أفكارك، واكتساب تفكير سليم، مع التدرب على مهارات اجتماعية معينة بالتدريج مع مختص نفسي، أو إن كان ما تعانيه اضطرابًا فعليًّا يحتاج تدخلًا علاجيًّا بخطة مناسبة لك؛ لأن ذلك يحتاج إلى معلومات أكثر مما ذكرته في رسالتك المختصرة، وتشخيص دقيق معتمدٍ على مقاييس مقننة، وفي كلتا الحالتين فالأمر يعتمد عليك في اتخاذ قرار حاسم لتغيير حالك إلى الأحسن؛ وذلك لأنك شئت أم أبيت ستتعرض لتجمعات عديدة، تضطر فيها إلى مخالطة الناس، والتغلب على مخاوفك وتوترك؛ لذا فمن المنطقي التدرب على الأمر بشكل تدرجي، وعلى يد مختصين، عملهم الأساسي احتواء العميل، وتحديد نقاط قوته لتعزيزها واستغلالها، ونقاط الضعف لتقويتها والتغلب عليها.

مع تمنياتي لك بالتوفيق.