زوجي يقف عقبة في طريق عملي

منذ 1 سنة 193

زوجي يقف عقبة في طريق عملي


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/11/2023 ميلادي - 29/4/1445 هجري

الزيارات: 27



السؤال:

الملخص:

امرأة متزوجة تشعُر أن زوجها يحيطها بقيود تتمثل في عدم قَبوله أيَّ عملٍ تعمله، إلا إذا توفر على شرط عدم الاختلاط، ومن ثَمَّ فهي تحاول أن تجد لنفسها متنفسًا عبر مشاهدة المسلسلات، ومتابعة وسائل التواصل، دون علم زوجها، لكن ذلك الأمر لم يعُد يجدي نفعًا؛ لأنها فقدت الشغف في الحياة، وفي الوقت نفسه لا ترغب في الطلاق منه؛ حتى لا تعاني بعده، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

اتفقت أنا وزوجي شفهيًّا قبل الزواج أن أعمل عملًا يتوفر على شرط عدم الاختلاط، لكن رأيه تغير بعد ذلك؛ ذلك أنني لا أقوم بواجبات البيت على أحسن وجه، أيضًا أنا كسولة وغير نظيفة، ولا أهتم بنفسي، وعند حديثي مع زوجي في هذا الموضوع أبكي فلا يمكنني الاستمرار في الحديث معه، أنا حاصلة على شهادة في اللغة العربية، ليس لها أية آفاق في دولة المغرب، اللهم إلا مهنة التعليم، تلك التي يرفضها زوجي؛ لأني ألبس النقاب، في حين أنني أرغب في العمل؛ حتى أشتري ما أرغب به من لوازمَ أحتاجها في منزلي، وكي أقدم لأمي أموالًا شهرية بحكم وفاة أبي، وقد عرضت على زوجي أن نأخذ جولة فقط في مركز لتعليم اللغة للناطقين بغيرها؛ بغية العمل فيه، لكنه رفض بحجة أنه يوجد اختلاط، وقد جربت العمل عبر الإنترنت في كتابة مقالات، لكن الأجر زهيد جدًّا، ويستغرق وقتًا طويلًا لكتابة مقال واحد، ليس لديَّ أيُّ خبرات في أي مجالات أخرى، وقد سبَّب العمل ككاتبة مشكلة مع زوجي؛ حيث اعتبرني خائنة لما وجدني أراسل مدير الموقع الذي أعمل فيه.

وقد سبَّب عدم وضوحي في أهدافي شجارًا دائمًا بيني وبين زوجي، يتضمن تهديدًا بالطلاق؛ فأبكي؛ إذ أجده يتخلى عني بسهولة، ويخبرني أيضًا بأن تأخر الإنجاب ليس لشيء إلا تسهيل الطلاق، زوجي هو المسؤول عن عائلته؛ لمرض أبيه، والمسؤول عن عائلة أخته؛ لمرض زوجها الذي يجعله لا يستطيع الحَراك إلا لِمامًا، وهو لا يهتم بي بقدرهم، أنا في مرتبة ثالثة، ومنذ سنوات خَلَتْ وأنا أتابع المسلسلات، وأقرأ الروايات في السر، وأتابع بكثرة مواقع التواصل الاجتماعي، دون علم زوجي؛ كي أجد متنفسًا، لكن الأمر لم يعد يسد حاجتي، أنا الآن في سلك الماستر، تخصص نحو، لكني لست متفوقة، ولم أبدأ بعدُ بحثي للماستر ولا مراجعة المواد القادمة، دائمًا يراودني حُلْم أنني وسط عائلتي، وهم يرغبون في تزويجي بشخص آخر، وزوجي جالس مع عائلتي ساكن لا يتحرك، فأستيقظ من الحلم باكية، وأرى تلك إشارة من الله أنني سأعاني إن طُلِّقتُ، لذلك حقًّا لا أرغب في الطلاق منه، أريد تصحيح مسار حياتي، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله رب العالمين؛ أما بعد:

1- فاحمَدي الله على نعمة الزوج، وخاصة إذا كان صاحب دين وخُلُق، ويقدركِ ويحترمكِ، فكم من الفتيات من فقدت ذلك.

2- قرأت مشكلتكِ، وتطلبين الاستشارة في تصحيح مسار حياتكِ، واتضح لي أن جزءًا كبيرًا من حل مشكلتك هو بيدك، لا بيد غيرك، ومن ذلك:

1- تقولين: إنكِ كسولة، وغير نظيفة، ولا تهتمين بنفسكِ، فاستغربت هذا السلوك من فتاة متعلمة جامعية، وزوجة تريد لفت انتباه زوجها، وسعادته، والاهتمام بها، وتلبية طلباتها، كيف يستقيم هذا؟ وما هو الدافع القوي الذي يجذبه إليكِ وأنتِ على هذا الحال والسلوك؟

يُقال: إن أمامة بنت الحارث بن عوف أوصت ابنتها ليلة زفافها على زوجها؛ ومن تلك الوصايا: (تفقدي موقع عينيه وأنفه، فلا تقع عينه منكِ على قبيح، ولا يشُم منكِ إلا أطيب ريح، وتفقدي وقت منامه وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة).

فكيف بزوجة كسولة، تتفنن في تهيئة الطعام، وتحرص على وقت الراحة والنوم لزوجها؟ وكيف بزوجة غير مهتمة بنفسها، تتهيأ لزوجها بالأناقة، واللبس الفاتن والعطر الجميل؟ هذا كله بيدكِ تغييره للأفضل، وأعتقد أنه بداية الانطلاق مع التفاهم مع الزوج للاهتمام بكِ، وتلبية رغباتكِ، ومساعدتكِ على طموحكِ وأحلامكِ.

2- لماذا لا تجعلين مشروعكِ هو بيتكِ، والاهتمام براحة زوجكِ وعائلته، ومساندة زوجكِ فيما هو فيه من مسؤوليات في رعاية والده المسن، ومساعدة أخته المصابة؟ فإذا رأى زوجكِ مشاركتكِ في مسؤولياته ومساعدته، عظُمتِ في نظره، وزاد تقديره واحترامه لكِ، وانعكس ذلك على تحقيق رغباتكِ.

3- لا تنظري للحياة بالتشاؤم والقنوط، بل كوني متفائلة؛ فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن؛ فقد جاء في حديث أبي هريرة، قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن، ويكره الطِّيَرة))؛ [رواه ابن ماجه، وصححه]، كوني راضية بما قسم الله لكِ من زوج ومعيشة ووضع اجتماعي، ولا تنظري إلى من هو أعلى منكِ، بل انظري إلى من هو دونكِ، في المعيشة والوضع الاجتماعي، تجدي حينها أنكِ في نعمة كبيرة ربما تُحسَدين عليها.

4- ما دامت رغبة زوجكِ أن تكوني في منزلكِ، ولا يرغب أن تعملي في مكان مختلط، فبيتكِ ومملكتكِ وزوجكِ خير لكِ من أي عمل أو عَرَضٍ من الدنيا، وهذا الزوج، نحسبه من الصالحين، فهو يغار عليكِ، وهذه صفة المؤمنين والرجال الأسوياء، فاحمدي الله على هذا الزوج الصالح.

5- دائمًا الإنسان يفكر فيما هو أصلح له في حياته، واستقرارها واستمرارها، في هدوء وسكون، ولو لم يحقق من أحلامه الدنيوية إلا القليل، وخاصة إذا تعارضت مع مصلحة الزوج واستقرار الحياة الأسرية، فيمكن التفكير في البدائل لإيجاد عمل ودخل عن بُعْدٍ، وهذا بالإمكان، يمكن عمل دروس خصوصية للفتيات عن بُعْدٍ، يمكن عمل تقارير وبحوث لطالبات الجامعات عن بعد بمقابل، يمكن عمل حصص خصوصية للفتيات الصغار من الجيران بعد إذن الزوج والتنسيق معه، يمكن عمل مهنة أشغال من مجسمات أو خياطة أو حياكة وتُباع، وغيرها كثير.

6- اعملي لكِ برنامجًا في حفظ القرآن وطلب العلم، فهو من أكبر أسباب انشراح للصدور، واطمئنان للنفوس.

7- حاولي اختيار صديقات صالحات محدودات العدد، يكُنَّ عونًا لكِ على طاعته، لكن لا ترتبطي بالصَّدِيقة إلا بعد أن تثقي بصلاحها واستقامتها وتقواها.

8- خطوة طيبة أن تواصلي الماستر في النحو، وهذا التخصص مطلوب لدى طالبات المتوسط والثانوي، بعدها يمكن عمل دروس خصوصية بهذا التخصص.

9- كوني واثقة من نفسك، وإذا اتخذتِ قرارًا فيه مصلحة وفائدة لكِ ولزوجكِ فلا تترددي، ولا ينتابكِ الشكُّ في عدم جدواه، أو يؤثر عليكِ أحد بالتراجع عنه، ما دامت مصلحته راجحة.

10- عليكِ طاعة زوجك، واحترامه وتقديره، والتفاني في خدمته وسعادته، وألَّا يرى منكِ إلا كل خير، ولا يسمع منكِ إلا ما يسره من الثناء والشكر والمدح لكل شيء يقدمه لكِ أو لبيتكِ.

11- ركزي على أهداف محددة واقعية يمكن تحقيقها، ولا تشتتي أفكاركِ في وادٍ متسع لا تستطيعين احتواءه، فتتيهي في أمواجه.

أسأل الله أن يوفقكِ لما يحبه ويرضاه، ويهديكِ إلى الطريق السليم، ويثبتكِ على الحق.