زوجي وسلفتي

منذ 1 سنة 206

زوجي وسلفتي


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/10/2023 ميلادي - 24/3/1445 هجري

الزيارات: 19



السؤال:

الملخص:

امرأة متزوجة، سلفتها وابنة خالتها – التي خطبتها لزوجها - صارت جارة لها، تلك المرأة لا تثق في سلفتها؛ لأن لها سوابقَ مع الرجال، وقد لاحظت تصرفات ومواقف مريبة من قِبلها مع زوجها؛ فدخل الشكُّ قلبها، وقطعتها، وهي تسأل: ما الرأي؟

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا متزوجة منذ أربع سنوات، سلفتي - زوجة أخي زوجي - هي ابنة خالتي، وهي من خطبتني إلى زوجي، أمور زواجي مستقرة ولله الحمد، كانت ابنة خالتي (سلفتي) خارج المملكة مع زوجها، ومنذ سنة عادوا وأصبحوا جيرانًا لنا، كنت أعتبرها أختي الكبيرة، حتى حصلت مواقفُ أصبحتُ معها لا أريد أن أراها أبدًا؛ حيث كانت إذا سمعت صوتًا في الدرج تخرج مع ابنتها، فإذا كنتُ مع زوجي ذهبت سريعًا، وتتجسس عليَّ من وراء الباب، وإذا كان هناك اجتماع للرجال والنساء تخرج دون عباءة، وتقول: ما أدري، وإذا رقيتُ الدرج، تزعم أنها خائفة وتصعد معي أنا وزوجي، ولم أكن أعطي لمثل هذه المواقف العابرة أي اهتمام، وأجاهد في أن أتجاهل الموضوع، وألَّا أقع في الوسواس، وكانت تسألني كلَّ أسبوع عن موعد ذهابي ومجيئي من عند أهلي، وكنت أجيبها بحسن نية، ثم حدث موقف لم أستطع أن أتقبلها بعده؛ وهو أنها رنت الجرس في الساعة التاسعة مساء، فسألني زوجي: هل تنتظرين أحدًا؟ قلت: لا، ومن وراء الباب سأل زوجي كثيرًا: من الطارق؟ ولا توجد إجابة، حتى فتح الباب ورآها، ثم إنها أدخلت ابنتها لتجلس عندنا، واعتذرت عن الموقف، لكن غَيرتي لم تنتهِ، والشك يلاحقني، سيما أن زوجي يسألني عنها كثيرًا، وأنا لا أثق فيها؛ إذ لها سوابق غير جيدة مع الرجال، هداها الله.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد أختي الغالية:

فلا ألومكِ على هذه الغَيرة المسببة، وأعلم جيدًا حجم التوتر والمراقبة التي تعيشين فيها، ولكن أذكِّركِ دائمًا بأن بلاءكِ هذا أقل بكثير من بلاء غيركِ، وأنكِ في أمان لأن زوجكِ لا يبدأ ولا يميل ولا يبادلها اهتمامًا باهتمام، كل ما أستطيع قوله لكِ أن تقومي بأمرين اثنين فقط:

أن تحسني الظن بها، فهي أتت من بيئة أخرى قريبة، وما زالت متأثرة بحياة الاختلاط التي كانت فيها، وربما يكون الفضول من طبعها، فتتجسس بنظرها على منظركِ ونظام بيتكِ وغير ذلك؛ فلا تُكْثِري من الشكِّ، ولا تَدَعِي الشيطان يحوك لكِ أوهامًا تخرب عليكِ حياتكِ، ولا تلفتي انتباه زوجكِ لِما لم يلتفت إليه، هذا، وسيري بمبدأ (حرَّص ولا تخوِّن)؛ يعني: تحرَّزي من الاختلاط والتكشف، فهي كلما رأتكِ متحرزة، تراجعت خطوة عن رغبتها في الاختلاط بكم، وكل ما حدث وذكرتِهِ دافعه الغَيرة الشديدة منكِ، وإلا فكل ما فعلته لا يتعدى الفضول، حتى لو صعِدتْ معكم فأنتِ موجودة، طرقت الباب فكانت بنتها قبلها، تعقَّلي ولا تسيئي الظن؛ فهي ابنة خالتكِ، ومهما سمعت عنها، ما دمت لم تشاهدي بعينكِ، فاتهامكِ لها ذنب عظيم جدًّا.

الأمر الثاني: أن تغيري سكنكِ وتريحي قلبكِ، أنا أعلم أن هذا صعب، وأعلم حيثيات ذلك الاجتماعية والأسرية والمادية، فانظري نفسك، إن كانت الغَيرة ستصل بكِ لخراب بيتكِ، أو تخريب بيت حماكِ، فاخرجي وتحملي العاقبة، وإن هداكِ الله وطردت الوسواس مع التحرز والتشديد على منع الاختلاط، فاصبري.

في النهاية رددي دائمًا: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ﴾ [المدثر: 38]، لن تستطيعي منع شيء، فالهاتف أخطر على الرجل من مائة امرأة، ورُبَّ جارة تبدو مثالية، وهي أخبث وأخف عقلًا من سلفتكِ ألف مرة.

درِّبي نفسكِ على تقليل الغَيرة، واللجوء لله سبحانه، يحفظ عليكِ وعليها بيتكما وأسرتكما، وأكْثِرِي من الاستعاذة بالله من الشيطان والوسواس، وكونكِ لا تملكين أخًا جعل ذلك التعامل العادي المقبول بين الرجل والأنثى الأجنبية مرفوضًا في وجدانكِ، فربما زاد ذلك من وساوسكِ، فاحرصي ولا توسوسي.