زوجي المغترب لا يسأل عني

منذ 1 سنة 432

زوجي المغترب لا يسأل عني


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/12/2022 ميلادي - 30/5/1444 هجري

الزيارات: 37



السؤال:

الملخص:

زوجة تشكو عدم سؤال زوجها المغترب عنها، أو الاتصال عليها، إلا إذا اتصلت عليه، وهو دائم الاحتجاج بالعمل والإرهاق، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوجي مغترب، يضايقني كثيرًا أنه لا يتصل بي، ولا يسأل، إلا إذا سألت أنا، ويتعذر دائمًا بأنه مشغول، فإن لم يكن عنده دوام، تعذَّر بأنه متعب، أو معه ناس؛ وكلما كلمته في الأمر، يتهمني بأنني لا أقدره، فبمَ تنصحونني؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فقد طلبتِ النصيحة لكِ، فأقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: من المعلوم أن من مقاصد الزواج العظيمة حصول السكن والمودة، والرحمة والاستعفاف؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]، وهذه الأهداف الشريفة قد تختل أو يختل جزء منها عند طول غياب الزوج عن زوجته؛ ولذا لا بد من العمل العاجل على قرب زوجكِ منكِ، إما بأن يترك الغربة، أو أن يأخذكِ معه، ومع صدق النية تتيسر الصعاب.

ثانيًا: طول غياب الزوج عن زوجته منهيٌّ عنه شرعًا، وقد يسبب القلق أو الفتنة للزوجين أو أحدهما؛ بسبب عدم الاستعفاف بالحلال، وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يتفقد أحوال الرعية في الليل، فسمع امرأة سافر عنها زوجها للجهاد تُنشد:

تطاوَلَ هَذَا الليلُ وَاسْوَدَّ جانِبُهْ

وَأَرَّقَنِي أَن لا خليلَ ألاعِبُهْ

فَوَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ أَنِّي أراقبهْ

لحُرِّكِ مِنْ هَذَا السَّرِيرِ جَوَانِبُهْ

فَسَأَلَ عُمَرُ ابْنَتَهُ حَفْصَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَمْ أَكْثَرَ مَا تَصْبِرُ الْمَرْأَةُ عَنْ زَوْجِهَا؟ فَقَالَتْ: سِتَّةُ أَشْهُرٍ أَوْ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ، فَقَالَ عُمَرُ: لَا أَحْبِسُ أَحَدًا مِنَ الْجُيُوشِ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ.

ولذا فيُوصَى زوجكِ بتقوى الله فيكِ وفي نفسه أيضًا، وألَّا يُطيل البعد عنكِ.

ثالثًا: أما كون زوجكِ لا يتصل بكِ، ثم تحججه بأنه مشغول أو متعب، فقد يكون صحيحًا أو غير صحيحٍ، ولنعلم أن الرجال وكذلك النساء يختلفون في مستوى عواطفهم، وفي مستوى إظهارها، وفي مستوى تقديرهم للمسؤولية ولمشاعر الآخرين، خاصة الزوجة.

رابعًا: وعمومًا تنبغي مناصحته من قِبل عقلاء عائلته بتقدير مسؤوليته عن زوجته، وتقدير مشاعرها، وتلمُّس احتياجاتها.

خامسًا: لعل عاقلًا من عائلته يتلمس منه أسباب جفافه معكِ، هل هي طبعٌ متأصل فيه، أو هي مشاغل ومتاعب حقيقة؟ وإذا عُرف السبب الحقيقي الذي يبدو لي أنه ربما كان يكتنفه غموض لم يتضح بعد، سهُل العلاج بإذن الله.

سادسًا: ومهما كانت الأسباب، فعليكِ بعلاجات شرعية مهمة جدًّا، بل هي أعظم العلاجات؛ وهي:

١- الدعاء، وهو أعظمها وأكثرها نفعًا، إذا وُفِّق إليه المؤمن بصدق وإخلاص ويقين.

٢- الإكثار من الاستغفار.

٣- الإكثار من الاسترجاع؛ لقوله سبحانه: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157].

حفِظكما الله، ويسَّر لكما ما فيه الخير لكما.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.