زوجتي خانتني مع زوج صديقتها عبر الإنترنت

منذ 1 سنة 442

زوجتي خانتني مع زوج صديقتها عبر الإنترنت


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/12/2022 ميلادي - 3/6/1444 هجري

الزيارات: 33



السؤال:

الملخص:

رجل تخونه زوجته مع زوج صديقتها، فيسامحها أولًا، ولما علِم تماديها في الأمر، قرر الطلاق، وتحت إلحاح أخيها، أرجعها لأجل أولاده، ولا تعامل بينه وبينها إلا في حدود معينة، والسؤال: هل تعامل الزوج صحيح أم خطأ؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

صديقٌ لي خانته زوجته مع زوج صديقتها على الإنترنت، وعندما اكتشف هذا، واجهها، فترجَّتْهُ أن يعفو عنها، ووعدته بألَّا تعود لمثلها، وبعد خمسة أشهر وجدها تتحدث مع الشخص نفسه هاتفيًّا، ولما واجهها، أخذت تبكي وتقول: لا أدري لِمَ أفعل ذلك، وادَّعت أن زوج صديقتها هو من اتصل عليها أولًا، وركعت تحته، وقبَّلت قدميه، لكن الزوج – صديقي – قرر هذه المرة ألَّا يتراجع عن طلاقها، إلا أن أخاها ألَحَّ عليه كثيرًا، وذكَّره بأولاده، وأن والدتها ستموت إن علمت بذلك، وتحت تأثير ذلك الإلحاح، وافق الزوج على عودتها، لكنه لم يعد يستطيع أن يعاملها إلا في حدود التعامل الأساسي، فلا يستطيع أن يمارس العلاقة الزوجية معها؛ بمعنى أنه أجلسها في البيت للخدمة، ورعاية الأولاد فقط؛ لأجل أخيها ووالدتها، وهو يقول: إنه لن يسامحها أبدًا، ويدعو الله أن ينتقم منها، فهل تعامل الزوج صحيح أم خطأ؟ وهل دعاؤه جائز أو لا؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فملخص المشكلة هو:

١- اكتشف صديقك خيانة زوجته مع رجل آخر بالجوال فقط.

٢- ولما واجهها بذلك، ترجته أن يسامحها، وبعد خمسة أشهر، وجدها تتصل بالشخص نفسه، ولما واجهها، أخذت تبكي وتقول: إنها لا تدري لِمَ تفعل ذلك، وتدَّعي أنه هو الذي اتصل بها، وطلبت المسامحة مرة أخرى.

٣- ثم عزم على تطليقها، لكنه لما أخبر أخاها بذلك، قال له: سامحها من أجل الأولاد.

٤- ووافق هذا الرجل على إمساك زوجته، لكنه يعيش معها بدون مشاعر ولا كلام، بل في حدود التعامل الأساسي فقط؛ يعني: أجلسها في البيت للخدمة فقط.

٥- ثم تسأل: هل تعامل هذا الرجل مع زوجته صحيحٌ أو لا؟

٦- وتقول: إنه يدعو عليها، وتسأل: هل دعاؤه عليها جائز أو لا؟

فأقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: ما حصل منها من الاتصال بالرجل الآخر، ثم معاودتها الاتصال به بعد التعهدات، لا شك أنه خطأٌ وفتنةٌ زيَّنها لها الشيطان، عليها أن تتوب منها بصدق.

ثانيًا: ولكن لِم لَمْ يسأل نفسه عن الأسباب؛ فقد تكون منها أو من زوجها، أما منها، فبسبب فتنة الجوالات وما تحتويه من فتن الدردشات، والتواصل بين الجنسين، التي عصفت بقلوب بعض العقلاء، فكيف بغيرهم؟ وأما منه، فعليه بتفقُّدِ سلوكه معها، ومحاسبة نفسه، وتفقد سيرته معها؛ فقد يكون مقصرًا معها في إعطائها حقوقها الشرعية؛ من الأنس، واللطافة، والمشاعر، والإعفاف... ففُتِنتْ بالبحث عنها عند غيره.

ثالثًا: لِيَضع تحت قولها: لا أدري لم أفعل ذلك - ألف خطٍّ أحمر، وعلامات تعجب واستفهام؛ فقد تكون مُرغمة على هذه الاتصالات بأحد الأسباب الآتية:

١- إما بمجرد الفتنة وتزيين الشيطان.

٢- وإما بتقصير منه في حقوقها.

٣- وإما على سبب خارجي من سحر ومسٍّ.

وكل واحد من هذه الأسباب غير مستبعَد في هذا الزمن، الذي كثُرت فيه الفتن، وتفننت في الإغواء؛ ولذا فعليه بالبحث عن السبب الحقيقي من هذه الأسباب، وإغلاق أبوابه تمامًا.

رابعًا: يُوصَى بأن يُكثر لها من العلاجات الشرعية المهمة جدًّا، بل هي أعظم العلاجات؛ وهي:

الدعاء لها.

الاسترجاع.

الاستغفار.

الصدقة.

وربما تحتاج للرقية الشرعية عند راقٍ ثقة.

خامسًا: أما معيشته معها بدون مشاعر ولا تلطف، ففيها خطورة عليه وعليها؛ من حيث عدم الاستعفاف، وعدم تحقق أهداف الزواج الصحيح من سكن ومودة، ورحمة واستعفاف؛ لذا عليه العمل بقوله سبحانه: ﴿ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 229].

سادسًا: أما دعاؤه عليها، فالأولَى تركه واستبدال الدعاء لها به؛ فهي أم أولاده، وبقاؤها فيه نفع لهم، ومما يشجعه على ذلك العمل بما ندب الله إليه من العفو والصفح عن المسيء؛ مثل قوله سبحانه: ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [الشورى: 40]، وقوله عز وجل: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 133، 134].

سابعًا: عليه العمل على تقوية إيمان زوجته؛ لأن من أسباب ما وقعت فيه ضعف الإيمان، وذلك بتعريفها على الصالحات، وإبعاد كل ما قد يكون سببًا لفتنتها من وسائل التواصل وغيرها، وتشجيعها على المحافظة على الصلوات وتلاوة القرآن.

ثامنًا: الرجل الذي يتصل بها أو تتصل به يمكن لزوجها تهديده بشكايته عند الجهات المختصة، وبفضيحته؛ حتى يرتدع.

تاسعًا: إعفاف زوجته واجب عليه؛ حتى لا يُعرضها للفتن.

عاشرًا: قولك: وركعت تحته، الركوع والسجود لا يكونان إلا لله سبحانه، ولكن بعض الناس قد يأتون بهذه العبارات؛ لبيان عظمة أسف المتأسف، ومع ذلك ينبغي اجتناب هذه الأفعال والألفاظ؛ لِما قد تحتوي عليه من تعظيم المخلوق، ومنحه فوق منزلته، ولأن الإنسان المؤمن لا ينحني إلا لله تعالى تعظيمًا له سبحانه.

حفظكما الله، ورزقكما العفاف والتقوى.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.