♦ الملخص:
شاب تزوج حديثًا، اكتشف أن زوجته تخونه، وتتحدث في الجوال مع خطيبها السابق، ويسأل: ما النصيحة؟
♦ التفاصيل:
أنا متزوج منذ خمسة أشهر، لم أقصر في شيء بحق زوجتي، اكتشفت أن زوجتي تتكلم عني باستهزاء، وتحكي كل ما يدور بيننا حتى الجماع، وقد أخبرتها ألا تتكلم وحلَّفتُها، لكنها عادت وتكلمت، ومؤخرًا علمت أنها تخونني وتتحدث في الجوال مع خطيبها السابق، حبًّا وغرامًا وندمًا، هي لا تعلم أنني أعلم ذلك، لكني ألمح لها وأحذِّرها، لكنها لا تهتم، فماذا أفعل؟ هل أطلقها أو أسامحها؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فيبدو من مشكلتك الملامح الآتية:
١- زوجتك تصرفت تصرفات غريبة جدًّا جدًّا، ولا بد لهذه التصرفات من أسبابٍ، فما هي يا تُرى؟!
٢- أنت نصحتها دون بيان تفاصيل ما اطلعت عليه، ومع ذلك رجعت للتصرفات المشينة مع خطيبها السابق.
٣- تسألني: هل تطلقها أم تسامحها؟
فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: نظرًا للغرابة الشديدة لأعمالها الممقوتة، فلا بد أولًا من معرفة أسباب هذه التصرفات، ويبدو لي احتمال أحد الأسباب الآتية:
١- محبتها لخطيبها السابق.
٢- إجبارها على الزواج منك عن غير قناعة منها، أو موافقتها عليك اضطرارًا لعدم تيسير زواجها من الخطيب السابق.
٣- يبدو من تعلقها به وتعلقه بها، حتى بعد زواجها منك أنهما أُرغِما على عدم زواجهما.
٤- من المستحسن ألَّا تُلقيَ باللائمة كلها عليها، فقد تكون عندك ثغرات في حسن التعامل، وفي إظهار الحب والرومانسية، وفي الإعفاف، كل ذلك جعلها تشعر بنقص الدفء العاطفي، وفي الإشباع الغريزي؛ ونتيجة لذلك - ومع ضعف الإيمان - وسوس لها الشيطان بمراسلة خطيبها السابق، لعلها تجد عنده ولو بالكلام ما تفتقده عندك، فانتبه لنفسك، وتفقد تصرفاتك، وحاسب نفسك، وصحح من أخطائك.
٥- إن كانت زوجتك عاشت معك في البداية عيشة طيبة، لا تُنكر منها شيئًا، ثم فجأة حصلت منها تلك الأفعال المشينة، فيوجد احتمال آخر، وإن كان ضعيفًا، إلا أنه لا يُستبعد حصوله في هذا الزمن، وهو عمل سحر لها لتنصرف عنك وتكرهك؛ قال سبحانه: ﴿ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 102].
فإن ثبت ذلك، فتعالج بالدعاء، والرقية الشرعية، والاسترجاع، والاستغفار.
ثانيًا: هذه الأمور الخطيرة التي تمس العرض لا يصلح أبدًا السكوت عنها، ولا النصيحة التعريضية، بل لا بد من مناصحتها بوضوحٍ، ومصارحتها بما اطلعت عليه، وأخذ التعهد عليه بالتوبة والإقلاع الفوري عن هذه الخيانة.
ثالثًا: يُمكنك أن تُصارحها بأنها غالية عندك، وأن عرضك وعرضها أغلى عندك، وتهديدها بأنها إن عادت لما لحظته عليها، فستطلقها غير آسفٍ عليها.
رابعًا: ذكرها بأنه لا يجوز لأيٍّ من الزوجين إفشاء أسرار الفراش لأي إنسان؛ للحديث الآتي: جاء في صحيح الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ مِن أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَومَ القِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إلى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا)).
خامسًا: أكْثِرْ من الدعاء لها، فقد تكون مفتونة بفتنة زينها الشيطان لها، وزاد من زخرفتها الشيطان الإنسي.
سادسًا: ذكرها بأن هذا الخطيب السابق ما هو إلا شيطان إنسي، يريد الاستمتاع بها في الحرام، ويريد إفساد حياتها الزوجية، وفي النهاية لو طُلِقت، فسيفِرُّ منها؛ لأنه لن يثق في امرأة خانت زوجها، وقد حصل هذا كثيرًا لمن غُرر بهن، فخسرن الزوج الصادق والسمعة، ولاكتهن الألسن بالشنائع.
سابعًا: بإمكانك إن لم تستجب بعد النصح والتهديد أن تُعطيها طلقة واحدة؛ لعلها تتوب، وتكون زوجة صالحة، فإن تعهدت بالتوبة، فتعيدها بشروطٍ توقع عليها، ويحسن الإشهاد عليها.
ثامنًا: فإن بعد هذه الجهود كلها استجابت، فالحمد لله، فهي امرأة فيها خير، فأمسكها واستر عليها، وإن لم تستجب، وأصرت على أخطائها، فهي امرأة لا خير فيها، وليس لك مفر من تطليقها.
حفظكما الله، وأعاذكما من مضلات الفتن.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.