دراسة حديثة ترصد رحلة استعادة مكانة صناعة الغزل والنسيج

منذ 1 سنة 122

رصدت دراسة صادرة عن المرصد المصرى التابع للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، رحلة استعادة صناعة الغزل والنسيج، جاء فيها أن الغزل والنسيج صناعة عرفتها وأتقنتها الأيدي المصرية منذ العصر الفرعوني، مضيفة:" كل قطعة قماش -باختلاف نوعها وشكلها- تم نسجها شاهدة على رحلة تطور الغزل والنسيج، لتجذب مسامع القاصي والداني ليرى دقة وجودة الأقمشة المصرية؛ بفضل جودة قطنها طويل التيلة الذي عرفت به على مر التاريخ".

وأضافت الدراسة أن مصر واحدة من ضمن 4 دول فقط على مستوى العالم تنتج القطن فائق الطول (ELS)، لافتة الى أن متحف النسيج -الأول من نوعه في الشرق الأوسط– بشارع المعز لدين الله الفاطمي يشهد على فخامة وتنوع الأقمشة المصرية عبر العصور، متابعة:" إلا أنه مع غزو الأقمشة المصنعة وتفاقم بعض التحديات التقنية والمالية، تقهقرت صناعة الغزل والنسيج بمصر. وفي المقابل، برزت بعض الجهود الحكومية مؤخرًا لاستعادة القطن والغزل والنسيج المصري إلى سابق عهده، على أن تشمل خطة التطوير مختلف مراحل الإنتاج". 

وأوضحت الدراسة أن المصريين القدماء صنعوا الأقمشة والملابس من الكتان، واستخدموا النباتات ذات الألياف الخشنة كألياف النخيل والحلفا لصناعة المنسوجات، واستخدموا الشبة في تثبيت الألوان التي صنعوها من الصبغات النباتية. واستمر تطور صناعة الغزل والنسيج مرورًا بالعصرين القبطي والإسلامي، وصولًا إلى العصر الحديث والذي شهد تأسيس شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة عام 1927 كإحدى شركات بنك مصر، والتي كان إنتاجها في مرحلة من المراحل يعادل 40% من اقتصاد مصر.

وأردفت :"حتى شهد المجال تطورًا نتيجة التطور العلمي وتطور الدراسات الكيميائية، والتي أسهمت في اكتشاف مجموعة من الألياف الصناعية كالحرير الصناعي والنايلون، لتتقدم الصناعة إلى ما هي عليه الآن. وتمر صناعة الغزل والنسيج بخمس مراحل رئيسة، هي: زراعة القطن، والحلج، والغزل، والنسج، ثم تصنيع المنتج النهائي كالملابس الجاهزة والمفروشات وغيرها".

وذكرت الدراسة أن صناعة الغزل والنسيج والأقمشة تعد واحدة من الصناعات الرئيسة بمصر، مضيفة :"فيبلغ إجمالي مصانع القطاع حوالي 16.15% (3.66% مصانع المنسوجات، و12.49% مصانع الملابس الجاهزة) من إجمالي المصانع بالقطاعين العام والخاص، ويشتغل بالصناعة حوالي 44% (1.5% بصناعة المنسوجات، و42.24% بصناعة الملابس الجاهزة) من إجمالي العاملين بالصناعة. لذا يأتي الاهتمام بنهضة هذه الصناعة بوصفها أحد الصناعات كثيفة العمالة والتي لها دور كبير في توفير فرص العمل وخفض معدلات البطالة وتقليل فاتورة الاستيراد، والاستغلال الأمثل للمزايا النسبية للقطن المصري".