خطيبي يخونني وأنا متمسكة به

منذ 11 أشهر 174

خطيبي يخونني وأنا متمسكة به


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/12/2023 ميلادي - 9/6/1445 هجري

الزيارات: 18


السؤال:

الملخص:

فتاة مخطوبة منذ ثلاث سنوات، تحب خطيبها منذ ثماني سنوات، تغرَّب كي يستطيع زواجها، لكنه – في أثناء الغربة – خانها مرتين، أهلها علموا الأمر، فسامحوه أول مرة، ولم يسامحوه في الثانية، وأصروا على فسخ الخطبة، هي تحبه ولا تستطيع الاستغناء عنه، وتسأل: ما الحل؟

التفاصيل:

أنا فتاة مخطوبة في الحادية والعشرين من عمري، وخطيبي يكبُرني بسنة، خِطبتنا مستمرة منذ ثلاث سنوات، لكن حبَّنا مستمرٌّ منذ ثماني سنوات، هو يحبني ومتعلق بي، وتغرب من أجل زواجنا، لكن خيانةً وقعت منه مرتين، سامحه أهلي أول مرة، لكنهم أبوا أن يسامحوه في الثانية، أنا متعلقة به، ولا أريد أن أتركه، ولا أنقصه شيئًا من اهتمام أو حب أو تفاهم، وهو يقول لي: إن المشكلة فيه ليست فيَّ، وتعهد أنه بعد الزواج لن يقع في أي علاقة أخرى، فما الحل؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فملخص مشكلتكِ هو:

1- أن عمركِ 21 ومخطوبة لشاب عمره 22، بعد علاقة حب دامت ثماني سنوات؛ يعني بدأت العلاقة منذ كان عمركِ ثلاثة عشر عامًا، وعمره أربعة عشر عامًا.

2- وتغرب لطلب الرزق فوقع في أثناء التغرب في علاقات محرمة مع نساء أخريات، وغضِبتِ لذلك غضبًا شديدًا، وفكَّر أهلكِ في إلغاء هذه الخطوبة، لكنكِ تحبينه جدًّا، وشديدة التعلق به.

3- تعهد لكِ أنه بعد تمام الزواج لن يقع في أي علاقة أخرى.

فأقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: أستغرب جدًّا كيف بدأت علاقة حب بينكما وأنتما صغار، ثم استمرت حتى الآن، وأخشى أن تكون من حب المراهقة الذي يتأجج ويلهب المشاعر، ثم يخبو فجأة؛ ولذا فيلزم لكما النظر في مدى صدق حبكما، وبناء التصرفات المستقبلية عليه.

ثانيًا: ذكرتِ أنه خطبكِ منذ ثلاث سنوات، ثم تغرب ليطلب الرزق، ولا تدرين متى تنتهي مدة تغربه، فأقول: بقاؤكِ معلقة بالخطبة مدة طويلة لا تدرين متى تنتهي، ولا تدرين ما عاقبة نهايتها فيه إضرار بكِ وبمستقبلكِ، ويُخشى أن تكون سببًا في صرف الخُطَّاب عنكِ، ثم انصراف هذا الذي حجزكِ عنكِ، وترجعين بخفِّيْ حُنَين، وتعنِّسين؛ ولذا فأنصحكِ أن تدرسي موضوعكِ بالعقل، بعيدًا عن العواطف الهائجة؛ حتى لا يضيع مستقبلكِ، فتكوني لا في العير ولا في النفير.

ثالثًا: فوِّضي الأمر لله سبحانه باستخارة الله سبحانه في: هل تنتظرينه أم تفسخين الخطوبة؟ مع اليقين الجازم بأن الخير هو ما يختاره الله لكِ.

رابعًا: قد لا يعجبكِ هذا الكلام الذي قلتُهُ، ولكني قلته لأني أعرف حالات مماثلة لحالتكِ انتظرت فيها البنت حبيبها مدة طويلة ليتزوجها، فإذا به بعد تعطيلها عدة سنوات، ينصرف عنها فجأة، وحالات أخرى تزوجت البنت مَن عشِقتْهُ وتمنَّتْهُ وفضَّلتْهُ على غيره، ورأتْهُ فارس أحلامها، فتم الزواج، وانكشف المستور من رديء الدين والأخلاق، فلم تتحمله، وندِمت ندمًا شديدًا، وطُلِّقت.

خامسًا: كونه وقع في علاقة محرمة أثناء تغربه، سببُه بعد ضعف الإيمان هو شدة شهوة الشاب، وكثرة الفتن المعروضة في الشوارع ووسائل التواصل وغيرها، مع عدم وجود مصدر حلال للاستعفاف، وليس هذا تبريرًا لأخطائه، ولكنه بيان للأسباب حتى يتجنبها، وحتى يبادر لإعفاف نفسه بالزواج، وعليه المبادرة للتوبة والاستغفار.

سادسًا: إن كنتِ مقتنعة تمامًا بصلاحه لكِ، فحاولي مع أهلكِ في إتمام عقد الزواج، واستعيني على ذلك بالدعاء؛ فهو أقوى سبب لحصول المأمول، فإن بعد ذلك أصرَّ أهلكِ على إلغاء الزواج، فلا تتعنَّتي معهم، ولا تخاصميهم، وثقي أن ذلك خير لكما؛ لقوله سبحانه: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

وثقي بأن الله سبحانه سيعوضكِ بخير منه، وأن الزوج المكتوب لن يمنعه أحد، مهما كان؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، وقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3].

حفظكِ الله، ودلكِ على أرشد أمركِ.

وصل اللهم على نبينا محمد ومن والاه