خطبت نفسي دون علم أهلي

منذ 6 أشهر 157

خطبت نفسي دون علم أهلي


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/4/2024 ميلادي - 15/10/1445 هجري

الزيارات: 19


السؤال:

الملخص:

امرأة تأخرت بها سن الزواج حتى ناهزت الأربعين من عمرها، تدَّعي أن لديها مرضَ الفصام، المهم أنها التزمت مدة ثم انتكست، وتركت القرآن والعلم، وخطبت نفسها – عبر مواقع الزواج – إلى رجال كثيرين، دون أن يعلم أهلها، ووقعت منها تجاوزات بالكلام الجنسي، وإرسال الصور، ثم تابت من ذلك كله، وهي تسأل: ما علامة التوبة النصوح؟

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة مغربية، أناهز الأربعين من عمري، حاصلة على ماجستير علوم إدارة الأعمال، وأعمل مصممة كروشيه، منذ طفولتي كنت مريضة، ولم أشخِّص مرضي إلا بعد مرور سنين، وبعد أن وقعت مني سلوكيات غير سوِيَّة في الدين والأخلاق، وقد أظهرت نتائج التشخيص أن لديَّ فصامًا، ولقد عرَفت عن المنهج السلفي عن طريق أخي الأكبر منذ خمس سنوات، ثم حصلت لي انتكاسة شديدة في طلب العلم، وتركت حفظ القرآن والعمل به، وتعرفت على أكثر من رجل عن طريق مواقع الزواج، وخطبت نفسي لهم دون علم أهلي أو ولي أمري، ووقعت مني تجاوزات؛ من الكلام الجنسي، وإرسال صوري عارية أو بملابس النوم، وأتمنى من الله أن يغفرها لي ويمحوها عني ويسترها عليَّ في الدنيا والآخرة، وألَّا يؤاخذني بها، وأحيانًا كنت أخطب نفسي لأكثر من رجل عبر الإنترنت، وأمارس معه كل هذه الأمور، حصلت كل هذه الانتكاسة عام ٢٠١٩، وتركت كل هذه الأمور بتوبةٍ لا رجعة فيها، ومحوت جميع صوري من هاتفي، وتوقفت عن إرسال صوري للرجال الأجانب، وقطعت جميع علاقتي بهم، وغيَّرتُ رقم هاتفي وإيميلي، وسحبت عضويتي من المواقع كلها إلى يومنا هذا، ولله الحمد والمنة، سؤالي بارك الله فيكم: تأتيني أحيانًا وساوس بأن صوري قد انتشرت، وتم تداولها، مع أني تبت من جميع تلك الأمور مرة واحدة، فما هي علامات التوبة النصوح؟ وكيف أعلم أن الله قَبِلَ توبتي؟ علمًا بأنني أواظب على الصلاة في وقتها، وعلى الصدقة كل يوم، وصلاة الضحى، وخدمة أهلي، كما أسألكم الدعاء لي بالصبر على الستر والعفاف، حتى يرزقني الله زوجًا صالحًا يكون عونًا لي على الثبات إن شاء الله، كما أسألكم الدعاء لي ولجميع مرضى المسلمين بالشفاء من جميع الأمراض العقلية والنفسية، والبدنية والقلبية، والعين والحسد والسِّحر، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ أما بعد:

فالحمد لله الذي منَّ عليكِ بالتوبة وهداكِ، ووفقكِ لقطع باب الشر والفتنة، فإن التوبة تجُبُّ ما قبلها؛ إذا كانت بإخلاص لله تعالى ويقين، ومتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم.

والشيطان الرجيم لا يفتأ يوسوس للعبد التائب لصدِّه عن طريق الله وولوج باب التوبة.

ومن ترك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه، فمن ترك الحرام لله تعالى، بدَّل الله سيئاته حسناتٍ، ورزقه الحلال والعفة بعد الرذيلة والخيانة؛ فالله على كل شيء قدير سبحانه وتعالى.

والتوبة الصادقة علامتها:

صلاح الحال، وأن يكون بعد التوبة خيرًا مما قبلها، وإن من ثواب الحسنةِ الحسنةَ بعدها.

وإن ما يجده العبد من الوسواس والخوف من عاقبه ذنبه وشؤم معصيته؛ فإن هذا يزول بأمور:

أعظمها التوحيد وصدق اللجأ إلى الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48].

وعدم اليأس والقنوط: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].

مع الإيمان الصادق وإحسان العمل: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114]، وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ((... وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَـمْحُهَا...))، وحسن الظن بالله تعالى، والمجاهدة، ومراغمة الشيطان الرجيم، ومخالفة الهوى، والنفس الأمَّارة بالسوء، والصبر عن المعاصي والذنوب؛ فاستكثري من هذه الأمور استكثار من يعلم كثرة ذنوبه، ويخشى من آثارها في الدنيا والآخرة.

والله يتولى الصالحين.